يطيب الحديث عن صحابة رسول الله صلّ الله عليه وسلم الذين كانوا يعيشون بالقرب منه ، حيث أنهم اكتسبوا الأخلاق الطيبة من صحبته الطيبة عليه أفضل الصلاة والسلام ، ومن صحابة رسول الله الذين قاموا برواية الحديث عنه الصحابي البراء بن عازب رضي الله عنه .
من هو البراء بن عازب :
هو البراء بن عازب بن الحارث بن عدي الأنصاري الأوسي ، ويُعرف باسم “أبي عمرو” ، وكنيته هي “أبو عمارة” ، وقد كان هو ووالده من صحابة رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، كما أنه قام برواية جملة من أحاديث رسول الله ، وقام الرسول الكريم باستبعاده يوم بدر مع عبدالله بن عمر ، وذلك بسبب صغر سنهما .
ذُكر أن البراء بن عازب شهد مع رسول الله صلّ الله عليه وسلم أربعة عشر غزوة ، وهناك بعض المصادر التي تقول بأنه شارك في خمسة عشر غزوة ، كما سافر مع الرسول ثمانية عشر مرة ، وقد ورد عن أبي عمرو الشيباني أن بن عازب قد قام بفتح الري خلال سنة 24 للهجرة ، ومن الغزوات والمعارك التي شهدها غزوة تستر ، ومعركة صفين والجمل ، كما شارك في قتال الخوارج مع الإمام علي رضي الله عنه .
الصفة التي اشتهر بها البراء بن عازب :
عُرف البراء بن عازب رضي الله عنه بين المسلمين بصفة مميزة ، حيث أنه اشتهر بشجاعته المتناهية والفريدة من نوعها ، والتي كانت تبدو في الكثير من مواقفه التي لم يكن يخشى فيها الموت ، حيث ذكرت المصادر أنه تمكن من قتل مائة رجل أثناء مبارزتهم ، فتفوق عليهم حتى بدا فارسًا شجاعًا لا يهاب ساحات القتال .
وهناك العديد من المواقف التي تدل على شجاعة البراء النادرة ، ومن أبرز تلك المواقف موقفه يوم اليمامة ، وذلك حينما كان المسلمون يقومون بقتال مسيلمة الكذاب ، فقام البراء بن عازب رضي الله عنه بإلقاء نفسه في ساحة الموت التي كانت حصنًا لمسيلمة وأصحابه ، ولم يخش الموت ولكنه قام بكل شجاعة بفتح الباب إلى المسلمين .
مواقف من حياته :
ذُكرت الكثير من المواقف التي حدثت في حياة البراء بن عازب رضي الله عنه مع الناس ، ومن هذه المواقف هو لقائه بأحد التابعين والذي كان يُدعى “أبو داوود” ، فقام البراء بالإمساك بيده ومصافحته ثم ابتسم في وجهه قائلًا له :”ألا تسألني لما فعلت ذلك؟ ، فأجابه أبو داوود :” لا ؛ ولكني أظن أنك لم تفعله إلا لخير .
في ذلك الوقت ذكر البراء بن عازب كيف حدث معه الموقف ذاته مع رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، حيث أن النبي قال له حينها :”إن المسلم إذا لقي أخاه فأخذ بيده ؛ تحاتت عنهما ذنوبهما كما يتحات الورق عن الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف ، وإلا غُفر لهما ولو كانت ذنوبهما مثل زبد البحر”.
روايته للحديث :
قام البراء بن عازب رضي الله عنه برواية جملة من أحاديث رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، ومن بين الأحاديث التي رواها قول النبي الكريم :” مَنْ خَرَجَ مَعَ جَنَازَةٍ مِنْ بَيْتِهَا وَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ تَبِعَهَا حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ مِنْ أَجْرٍ كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُحُدٍ”.
وفاته :
ذُكر أن البراء نزل الكوفة ، وبني دارًا بها ، ثم سافر إلى المدينة ، حيث توفي هناك ، كما ذكرت بعض المصادر أنه توفي في الكوفة سنة 72 للهجرة في عهد إمارة مصعب بن الزبير .