هو عبيدالله بن عمر بن الخطاب أمير المؤمنين ، أبيه هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، العدوي القرشي ، وأمه هي أم كلثوم بنت جرول الخزاعية ، وزوجته هي أسماء بنت عطارد بن حاجب التميمي .
اتخاذ القضية ذريعة للتعدي والقتل :
وقضية عبيد الله بن عمربن الخطاب ، من القضايا التي أثارت جدلاً في المجتمع الإسلامي ، في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، بل انها من احدي القضايا التي اتخذها المعارضون لسياسة عثمان بن عفان ، ذريعة للتعدي على شخصه وقتله ! .. وسوف نستعرض قضية عبيد الله بن عمربن الخطاب ، مبينين فيها وجهات النظر المختلفة كالتالي .
تفاصيل قضية عبيدالله بن عمر بن الخطاب :
كان أول ما عُرض على عثمان بن عفان ، في مستهل حياته السياسية قضية عبدالله بن عمر بن الخطاب ، والذي قد أثاره مقتل والده على يدي أبي لؤلؤة ، فاندفع للثأر من عدد من الأشخاص الذين اعتقد أنهم اشتركوا في المؤامرة وساعدوا القاتل في مهمته ، فقتل الهرمزان وجفينة ، وابنة أبي لؤلؤة .
استشارة عثمان بن عفان للصحابة في قضية عبيدالله :
وقبض على عبيد الله بن عمر بعد ذلك ، وعرض على الخليفة الذي استشار الصحابة في أمره ، فأشار عليه بعضهم بقتله ، كان من بينهم علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) في حين عارض بعضهم ذلك ، وقال بعد المهاجرين : ( قُتِل عمربن الخطاب أمس ، ويُقتل ابنه اليوم !) .
رأي عمر بن العاص في قضية عبيدالله :
فتدخل عمرو بن العاص ، واقترح على الخليفة حلاً للقضية لإخراجه من الحرج ، الذي يواجهه ، فقال : ( يا أمير المؤمنين ، إن الله قد أعفاك أن يكون هذا الحدث كان ولك على المسلمين سلطان ، إنما كان هذا الحدث ولا سلطان لك ) ..
قرار عثمان بن عفان في قضية عبيدالله بن عمر :
فقال عثمان بن عفان : أنا وليهم ، وقد جعلتها دية ، واحتملتها في مالي ، وعفا عن عبيدالله بن عمربن الخطاب ، إلا أنه أخرجه من المدينة إلى الكوفة وأنزله دارًا بها .
تمادي المعارضين على قضية عبيدالله بن عمر :
كان يمكن لهذه القضية أن تقف عند هذا الحد لولا تمادى المعارضين ممن يحملون مواقف مسبقة ضد الخليفة ، وقد حمّلوه مسؤولية العفو عن عبيدالله بن عمر ، ورأوا أن مشاورة الصحابة كانت شكلية ، وأن قتل الهرمزان جريمة ارتكبت بحق مسلم ، والجدير أن هذا الرجل عندما شعر بحر السيف أسلم وقال ( لا اله إلا الله) .
حجة المعارضين لقرار عثمان بن عفان :
وقد رأى عثمان بن عفان أن عبيد الله بن عمر يستحق أسبابا لتخفيفه بينما رأى معارضوه في ذلك تشجيعًا للقاتل على جريمته ، ومخالفة لرغبة عمر بن الخطاب بمعاقبة ابنه ، مع الإشارة إلى أن اليعقوبي انفرد بقوله : ( إن عمر أوصى أن يقاد عبيدالله بالهرمزان ) .
نهج جديد للخليفة :
إن هؤلاء لم يتسرعوا في الحكم على عثمان بن عفان ، بسبب هذه القضية نظرًا لانقسامهم تجاهها ، ثم لمكانة عمربن الخطاب في نفوسهم ، ولما كانوا يرونه من رعاية حقه في أهل بيته ، إلا أن ذلك أعطى جمهور الصحابة وعامة المسلمين مؤشرًا واضحًا على أنهم أمام سياسة جديدة لخليفة جديد ، على الرغم من تأكيداته المتكررة بأنه يسير على النهج نفسه الذي سار عليه من سبقه من الخلفاء .
حجج المعارضين واهية في قضية عبيدالله بن عمر :
والواقع أن حجج المعارضين واهية لا تثبت أمام النقد البناء ، إذ أن حقيقة إسلام الهرمزان مشكوك فيها : ( لما عضّه السيف قال لا اله إلا الله ) الأمر الذي يعني دفاعًا غير مباشر عن عبيدالله بن عمر بن الخطاب ، الذي قتل رجلاً أسلم بعد أن طعنه ، وليس قبل ذلك ، والفارق بين الأمرين كبير جدًا ، ثم إن قرار الخليفة بدفع دية القتلى من ماله الخاص ، بوصفه ولي القتلى ، ثم بعد مشاورة الصحابة ، وجمهور المسلمين الذين رفضوا ، قتل عبيد بن عمر بن الخطاب .