سيدنا أبي ذر رضيّ الله عنه ، هو أحد الصحابى السباقين إلى الإسلام ، واسمه هو أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري ، وروى أن رابع أو خامس من دخل إلى الإسلام ، وهو من الذين جهروا بالإسلام في مكة قبل الهجرة النبوية ، وكان أبي ذر مثالاً في الزهد والصدق والعلم والعمل ، قولاً وفعلاً ، وفي تلك القصة يعطينا أبي ذر في مسألة الإنفاق ، درسًا من أروع الدروس المستوعبة ، للملكة النفسية ويقول : في المال شركاء ثلاثة .
الشريك الأول في المال :
الشريك الأول في المال : هو القدر لا يستأمرك أن يذهب بخيرها ، أو شرها من هلاك أو موت ، أي أن القدر لا يستأذن عبدًا في أن يذهب المال حيث يريد ، فتأتي أي مسألة لتأخذ المال إلى هلكة أو موت .
الشريك الثاني في المال :
والشريك الثاني في المال يوضحه لنا أبو ذر ، فيقول : الوارث ينتظرك إلى أن تضع رأسك ، ثم يشاقها وأنت ذليل ، إن الوارث يقول لنفسه : لأستمتع بما ترك لي .
الشريك الثالث في المال :
والشريك الثالث في المال : هو أنت فإن استطعت ألا تكون أعجز الثلاثة ، فلا تكن أعجزها ، أي إياك أن يغلبك على المال القدر أو الوارث ، إنما عليك أنت أن تغلب على مالك ، بإنفاقه في سبيل الله ، وإلا لأخذ الشركاء منك المال .
الجنة المترتبة على الطاعة والتقوى :
إذا لقد انفعل صحابة رسول الله صلّ الله عليه وسلم بالآية ، حينما نزلت بصورة تبين عن مدى الخير المحبوب منهم إلى غيرهم ، وكان جزاء ذلك الجنة ، لقد عرفوا قول الحق سبحانه وتعالى : (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ) .. صدق الله العظيم ، أي : الجنة المترتبة على الطاعة والتقوى ، وكلها معان ملتقية .
علم الله شامل :
إذا الحق سبحانه وتعالى يعطي البر ثمنًا لإنفاقك مما تحب ، ويعلم سبحانه كل شيء ، وهو الذي يعرف هل أنفقت مما تحب ، فعلاً أم تيممت الخبيث منه لتنفقه ، فإياك أيها المؤمن أن تخدع نفسك في هذا الأمر ، لأن الذي يعطي البر ثمنًا لإنفاق ما تحب ، يعلم خبايا النفس .
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه : (وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) صدق الله العظيم .. وعلم الله شامل ، فهو سبحانه يعلم ما في نيتك وكيف أنفقت .