كان سيدنا إدريس عليه السلام أول نبي بعد أبو البشر أدم عليه السلام ذكره الله تعالى في مواضع قليلة في القرآن الكريم ، يوجد خلط كبير في قصص الأنبياء عن سيدنا إدريس عليه السلام تناولته كتب السير وكتب التاريخ بأشكال كثيرة ، منهم من قال أنه رجل مصري اسمه خنوج أوتى الحكمة وقالوا عنه أيضًا أنه أول من خط بالقلم وكذلك كان أول من خاط الثياب ، وقالوا أيضًا أنه تعلم النجوم وعرف الفلك وعلم الناس هذا ، وظهرت عدد من الأقوال الأخرى ، ومنهم من قال أنه هرمس الهرامسة أي حكيم الحكماء في اليونان
كان سيدنا إدريس علية السلام نبي مرسل من عند الله تعالى ، قال الله تعالى {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا } أما جميع الأساطير الأخرى التي تقول أنه غير ذلك فليس عليها دليل قطعي .
كان سيدنا إدريس عليه السلام أحد الأنبياء التي أخبرنا الله تعالى أنه أعطاهم النبوة ووصف بالصدق فقد مدح الله تعالى فيه صفة الصدق ، ذُكر عن ابن إسحاق أن سيدنا إدريس التقى مع سيدنا أدم وعاش في عصره حوالي ثلاثمائة عام ثم توفي سيدنا أدم عليه السلام وعهد بولده شيث ـ هو أحد أبناء سيدنا أدم عليه السلام وكلمة شيث معناها هبة الله – ، لم يذكر لنا الله تعالى ماذا فعل سيدنا إدريس مع قومه ولكنه مدح فيخ خلقين الصدق والصبر فقال تعالى {وَإِسْمَاعِيل وَإِدْرِيس وَذَا الْكِفْل كُلّ مِنْ الصَّابِرِينَ } .
قال الله تعالى عنه {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} المكان العلي في السماء الرابعة واختلف العلماء في طريقة الرفع ولكن رسولنا الكريم صلّ الله عليه وسلم التقى به في السماء الرابعة في رحلة الإسراء والمعراج ، وكان ذلك بسبب الذكر ، فالآثار التي ورد فيها أنه كان يعمل خياطًا ورد فيها أنه كان لا يغرز إبرة ولا يرفعها إلا وهو يقول سبحان الله .
أما عن مكان الولادة فاختلف العلماء بعضهم قال أرض فلسطين والبعض قال بمصر والبعض قال ببابل ، لما كبر في العمر كلفه الله بالنبوة لإنهاء المخالفين عن شريعة أدم وشيث عليهما السلام وتبعه نفر قليل كانت مدة إقامته في الأرض حوالي 800 عام ..