عائشة رضي الله عنها هي زوجة من زوجات الرسول وابنة لأبو بكر الصديق رضي الله عنه ، ولدت رضي الله عنها بعد البعثة بأربع سنوات ، وقد عقد عليها الرسول صّل الله عليه وسلم قبل الهجرة بعام ودخل عليها بعد الهجرة بسنة أو سنتين .

وتزوجت عائشة رضي الله عنها وهي في سن 18 عامًا ، وحفظت كتاب الله وروت أحاديث عن النبي صّل الله ليه وسلم ، وعند خطبتها من الرسول ذهبت خولة بنت الحكيم لرسول الله صّل الله عليه وسلم وعندما ذكرت له اسم عائشة لتخطبها له ، فرح الرسول صّل الله عليه وسلم وتهلل وجهه لأنه سيكون هناك رباط مصاهرة بينه وبين أبي بكر رضي الله عنه أحب الناس إليه ، ودخلت خولة إلى بيت أبي بكر وتحدثت إلى أم عائشة وقالت لها الأمر فقالت أم عائشة : وددت ، انتظري أبا بكر فإنه آتٍ .

وعندما جاء أبو بكر وتحدثت إليه خولة عن زواج الرسول من عائشة ، فقال لها : هل تصلح له ؟  إنما هـي ابنة أخيه ، فذهبت خولة إلى الرسول وقالت له ما قاله أبو بكر ، فقال لها : ارجعي إليه فقولي : أنت أخي في الإسلام ، وأنا أخوك ، وبنتك تصلحُ لي .

لما قالت خولة هذا الكلام لأبي بكر قال لها ان تنتظره وذهب ليتحلل من عدة مطعم بن عدي حيث كان ذكرها لابنه ، وعند ودته قال أبو بكر : قد أذهبَ الله العِدَة التي كانت في نفسـه من عدِتِه التي وعدها إيّـاه ، ادْعي لي رسول الله ، ودعته خولة وحصلت القرابة بين الرسول وأبو بكر ف الدين والنسب .

كانت السيدة عائشة تتحدث إلى الرسول صّل الله عليه وسلم وتسأله عن قدر حبه لها فتقول له : يا رسول الله ، كيف حبّك لي فيرد : كعقد الحبل  ، فتسأله دائمًا  : كيف العُقدةُ يا رسول الله فيقول : هي على حالها .

وقال بن عباس رضي الله عنه للسيدة عائشة رضي الله عنها : كنتِ أحبَّ نساء النبي صّل الله عليه وسلم إليه ، ولم يكن رسول الله صّل الله عليه وسلم يُحبُّ إلا طيّباً ، هلكت قلادتُك بالأبواء ، فأصبح رسول الله صّل الله عليه وسلم يلتقطها فلم يجدوا ماءً فقال تعالي : بسم الله الرحمن الرحيم { فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ (43) } صدق الله العظيم .

فكان ذلك بسببكِ وبركتك ما أنزل الله تعالى لهذه الأمة من الرخصة ، فقالت له عائشة : يا إبن عباس دعني منك ومن تزكيتك ، فوالله لوددت أني كنت نسياً مِنسياً ، وقد كانت السيدة عائشة صغيرة في السن عندما صحبت رسول الله صّل الله عليه وسلم ، ويعد هذا السن للإنسان هو أكثر وقت يكون فيه ذو بالًا فارغًا .

وأشد استعدادًا لتلقي العلم والمعرفة ، وقد قال عنها الإمام الزهري : لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين ، وعلم جميع النساء ، لكان علم عائشة أفضل وقال أبو موسى الأشعري :  ما أشكل علينا أمرٌ فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علماً .

وقد قال عروة للسيدة عائشة : يا أمتاه لا أعجب من فقهك ؟ أقول زوجة رسول الله صّل الله عليه وسلم  وابنة أبي بكر ، ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام العرب ، أقول بنية أبي بكر -وكان أعلم الناس- ولكن أعجب من علمك بالطب فكيف هو ؟ ومن أين هو ؟ وما هو ، فردت عليه وقالت : أيْ عروة ، أن رسول الله صّل الله عليه وسلم كان يسقم في آخر عمره ، فكانت تقدم عليه الوفود من كل وجه فتنعت له فكنت أعالجه ، فمن ثَمَّ .

الوفاة :
وقد توفت السيدة عائشة رضي الله عنها في الـ58 من عمرها بشهر رمضان الكريم ودُفنت في البقيع 

By Lars