عاش اليهود منذ قديم الزمان في البيت المقدس ، وقد بعدوا عن دينهم وتركوا شريعة سيدنا موسى عليه السلام وسعوا في الأرض مفسدين ، كان كل غايتهم في الحياة هو جمع الكثير والكثير من الأموال وأن يتمتعوا بكل ما حرمه الله تعالى .
حتى انتشرت الرذيلة والفحشاء وكثر الفسق والفجور بين الناس ، وبين هؤلاء القوم كان هناك قله قليلة من نسل هارون أخو موسى عليه السلام لا يحللون ما حرمه الله ويبتعدون عن فعل الفحشاء والمنكر ، وكان زكريا عليه السلام كل ما يشغل باله أن يكف اليهود عن أفعالهم ويبث في أرواحهم الإيمان ، ولكنه لم يفلح في ذلك حيث ظل اليهود على حالهم من كثرة الفسق والفجور البين .
نشأته ونسبه :
ينسب سيدنا زكريا عليه السلام إلى يعقوب بن إسحاق عليها السلام ، وكان سيدنا زكريا يذهب إلى دكانه كل يوم صباحًا والذي كان يسترزق منه ويعطى المحتاجين والفقراء ومن بعده يذهب إلى المحراب ليؤدي صلواته ويدعو الله ويشكره على نعمه عليه .
بلغ سيدنا زكريا عليه السلام عامه التسعين ولكنه لم يرزق بالأطفال فكانت زوجته عاقر ، لم تنجب له البنين فخاف أن تأتي ساعة موته ولا يوجد من يخلفه ويحافظ على دين الله من بعده ، كان يحزن حزنًا شديدًا ويفكر في الأمر كثيرًا ويبحث في ذهنه عن شخص يستطيع أن يحمله هذه الأمانة .
وفي يوم من الأيام دخل على مريم بنت عمران في محرابها فوجد عندها رزقًا وفيرًا ، فلما سألها زكريا عليه السلام من أين كل هذا فقالت له هذا من عند ربي فالله يرزق من يشاء بغير حساب ، فتحدث زكريا عليه السلام إلى نفسه وقال أن الله رزق مريم الرزق الوفير وهي معتكفة في محرابها ، فبالتأكيد هو قادر على أن يرزقه الأطفال فهو قادر على كل شيء .
وكانت مريم بنت عمران فتاة من الفتيات التي أنذرها أهلها للعبادة فكفلها زكريا عليه السلام وصار يعلمها الدين ويأتي لها بالطعام والشراب وكانت تعيش في الهيكل السليماني .
فذهب زكريا عليه السلام إلى محرابه وأخذ يدعو الله وبقول : ها أنا عبدك المطيع قد كبر سني وضعفت قوتي وملأ الشيب رأسي ، وأنت تعلم اني أقوم بعبادتك يا الله فكان ذلك منتهي سعادتي ورجائي ، ولكنني لم أجد من أبناء قومي من يمكنه أن يحفظ الشريعة من بعدي ، وأنت تعلم يا الله أن امرأتي عاقر لا تجنب فهب لي من رحمتك وكرمك ولداً يرثني ويرث التقوى والإيمان ويحفظ الدين .
فاستجاب الله لدعائه وجاءه نداء من السماء يقول : يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيي لم نجعل له من قبل سمياً ، وأراد الله تعالى بهذا الاسم أن يعبر عن نيه سيدنا زكريا عليه السلام من بقاء الدين من بعده حيًا .
وكان زكريا عليه السلام يعلم أن وعد الله حق وأنه سينفذ ولكنه كان لا يعلم كيف سيرزقه الله بولد وهو فى سن التسعين وامرأته لا تنجب فقال زكريا لربه : رب أني يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقراً وقد بلغت من الكبر عتياً ، وقد أتاه الجواب من السماء : يا زكريا أن الله تعالي يعلم أنك كبير في السن وامرأتك مثلك ولم تنجب من قبل ولكن كل شئ هين علي الله تعالي فهو الخالق القادر علي كل شيء ورزق سيدنا زكريا بيحى وعاشوا الاثنين حياه مليئة بالتقوى والدعوة لدين الله .
وفاته :
تآمر عليه بنو إسرائيل وأرادوا قتله وفشلت محاولاته فى الهروب منهم ، وقتل سيدنا زكريا عليه السلام على أيديهم فى النهاية .