خرج خالد بن الوليد القائد الشجاع على رأس جيشه بأمر من عمر بن الخطاب خليفة المسلمين ؛ لمحاربة أعداء الإسلام من الروم في شمال شبه الجزيرة العربية ، وقد أحرز هذا الجيش عدة انتصارات ، وكان من بين هؤلاء المقاتلين المقاتل الشجاع ضرار بن الأزور ، وهو ممن أبلوا البلاء الحسن في سبيل نصرة الإسلام ، وفي إحدى المعارك الضارية سقط ضرار أسيرًا في أيدي الأعداء الروم.
خولة برفقة جيش المسلمين :
وكان لضرار أخت اسمها خولة رافقت جيش المسلمين ، وكثيرًا ما كانت النساء العربيات اللاتي يرافقن الجيوش في غزواتها ؛ ليقمن بطهي الطعام ، والسهر على راحة المرضى والجرحى ، وعندما بلغ خوله نبأ أسر أخيها غضبت غضبًا شديدًا ، وارتدت ثياب جندي وغطت وجهها بلثام ، ثم ركبت جوادًا وهاجمت العدو بمفردها شاهرة سيفها ، تريد أن تنقذ أخاها من الأسر حتى ولو ضحت بحياتها.
فارس مجهول يقتحم صفوف الروم ويبدأ الحرب :
وعندما رأى الجنود المسلمون أن فارسًا خرج من بين صفوفهم يريد أن يحارب الأعداء بمفرده ، وراح يخترق صفوفهم ، أعجبوا بشجاعته وتبعوه إلى ساحة القتال ، ودارت رحى المعركة ، واستمرت اليوم بطوله حتى انتهت بانتصار الغرب وهزيمة الروم ، وأخذت خولة تبحث عن أخيها لفك أسره.
خولة تبحث عن أخيها :
ولكنها لم تعثر له على أثر ؛ فقد أخذه فريق من جنود الروم في طريقهم إلى دمشق ، وكان القادة العرب حينذاك يرغبون في اكتشاف هوية الفارس الملثم ، الذي شق صفوف الأعداء وجعل المعركة تدور ، طلب القائد خالد بن الوليد حضور ذلك الفارس الشجاع ، ولكنه فوجئ بخولة بنت الأزور ، ولما عرف المسلمون بأمرها احترموها واعتزوا بشجاعتها فقد فعلت ما لم يفعله الرجال.
مكافئة خالد بن الوليد للفارس الملثم :
ولما علم خالد سبب إقدامها على ذلك ، وحزنها على أخيها طلب من فرسان المسلمين أن يقتفوا أثر العدو ؛ لإنقاذ أخيها من الأسر ، فخرج فريق من الفرسان وهي معهم خلف جنود الأعداء ، واستمر سيرهم وسعيهم يومين حتى عثروا على ضرار وسط فرقة من جنود الروم .
عودة ضرار لخولة :
كانوا يستريحون أسفل جبل فهجم عليهم فرسان المسلمين ، واشتبكوا معهم في معركة ضارية ، وكانت الغلبة لفريق المسلمين الذين أنقذوا ضرارًا من الأسر بعد أن لقي فريق الأعداء حتفهم ؛ فعادوا به فرحين ، أما خولة فقد تلقت من خالد وقادته أعظم مظاهر الحفاوة ، والتكريم على شجاعتها وإصرارها .