هو حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار ، واسمه تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأنصاري الخزرجي ، ويكنى أبا الوليد وقيل أبو عبد الرحمن ، وقيل أبو الحسام لمناضلته عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وأمه الفريعة بنت خالد .
حياته قبل الإسلام:
عاش حسان بن ثابت في المدينة ، وكان من بيت أشراف فقد كان وأباه ثابت بن المنذر الخزرجي من سادة قومه ، وكان شاعر الخزرج وقد كان منصرفًا إلى اللهو والغزل ، وكان ممن يلقون الشعر على ملوك الغساسنة في بلاد الشام .
إسلامه :
لما سمع حسان بن ثابت بالإسلام دخل فيه ، وامتنع عن أفعال الجاهلية وكان عمره ستون عامًا ، وقد كان للكفار شعراء يهجون النبي عليه الصلاة والسلام وكان منهم أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النبي عليه الصلاة والسلام .
فقال أحدهم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه (اهج القوم الذين يهجوننا ) ، فقال رضي الله عنه (لو أذن رسول الله صلّ الله عليه وسلم لفعلت ) ، فقال عليه الصلاة والسلام : إن عليا ليس عنده ما يراد من ذلك .
فقال القائل (ما منع القوم الذين نصروا رسول الله عليه الصلاة والسلام بأسيافهم أن ينصروه بألسنتهم ، فقال حسان بن ثابت : (أنا لها) فقال له رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، كيف تهجوهم وأنا منهم ؟ وكيف تهجو أبو سفيان وهو ابن عمي ، فقال حسان رضي الله عنه لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين ، وأصبح حسان بن ثابت يلقب بشاعر الرسول .
وقد وجه فصاحته في الدفاع عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ومدحه وهجاء أعدائه من الكفار ، وقد كان حسان بن ثابت يسأل أبو بكر قبل أن يهجو أحدا لأنه كان أعلم منه بأنساب قريش ، فلما سمع الكفار هجاء حسان قالوا هذا شعر لم يغب عنه ابن أبي قحافة أبو بكر .
لم يغزو حسان بن ثابت مع الرسول ، ويوم غزوة الخندق تركه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مع النساء ، ويوم حادثة الإفك اتهم حسان بن ثابت بأنه ممن تكلموا عن السيدة عائشة ، ولكن السيدة عائشة كانت في أحد الأيام تطوف بالكعبة ومعها سيدتان فذكرتا حسان بن ثابت وسبتاه أمام السيدة عائشة فقالت لهم : إني أرجو أن يدخله الله الجنه بزوده عن النبي عليه الصلاة والسلام ، فقالت النساء لعائشة (ألم يقل فيك يوم الإفك) فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها (لم يقل شيئًا) وقد برأته .
وقد وهبه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام جارية له تدعى سيرين وهى أخت السيدة مارية القبطية زوج النبي صلّ الله عليه وسلم فتزوجها وأنجبت له ولده عبد الرحمن ، وقد قيل عن حسان بن ثابت أنه أشعر أهل المدر في عصره ، وأشعر أهل اليمن .
ومن أشعار حسان بن ثابت في مدح سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام:
نبي أتانا بعد يأس وفترة من الرسل والأوثان في الأرض تعبد
فأمسى سراجًا مستنيرًا وهاديًا يلوح كما لاح الصقيل المهنـد
وأنذرنا نارًا وبشر جـنة وعلمنا الإسلام ، فالله نحــمد
وأنت إله الخلق ربي وخالقي بذلك ما عمرت في الناس أشهد
وفاته:
عاش حسان بن ثابت ستون سنة في الجاهلية وستون في الإسلام ومات في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه عام 50 هجرية ، وقد عاش مائة وعشرون سنة كما عاش والده ، وجده وجد والده.