امتلأ قلبها بالإيمان وحب الدين الجديد فراحت تؤيد صاحب الرسالة ، وتحرض ذويها على قتال المشركين في أحد ، وكان زوجها من سادات بني سلمة وشريفًا من أشرافهم ، وعلى الرغم مما كان به زوجها من عرج فقد اندفع زوجها ، وراح يقاتل أعداء الله حتى استشهد ، إنها هند بنت عمرو بن حرام .
بعض مواقفها في الإسلام
عندما استشهد ابنها خلّاد وأخوها عبد الله مع زوجها ، فحملتهم على بعيرها وأتت بهم المدينة ؛ لتدفنهم ولمحتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
فقالت لها : « عندك الخير… ما وراءك ؟ » .
فقالت هند : « أما رسول الله صلّ الله عليه وسلم فصالح ، وكل مصيبة بعده جلَلَ . » (أي صغيرة هينة) واتخذ الله من المؤمنين شهداء !! .
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : «من هؤلاء ؟» ، فقالت «أخي ، وابني خلّاد ، وزوجي عمرو بن رماح » ، فقالت لها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : «أين تذهبين بهم » ، فقالت لها هند : « إلى المدينة اقبرهم بها » .
وزجرت أم خلّاد البعير ؛ ليتابع مسيره فما استطاع ، فلما وجهته جهة الميدان تحرك وأسرع حتى بلغ مكان المعركة ، وهناك دفنهم الرسول صلّ الله عليه وسلم معًا ، وقال لها صلّ الله عليه وسلم : «يا هندُ ، ترافقوا في الجنة : عمرو بن الجموح ، وابنك خلّاد ، وأخوك عبد الله » ، ففرحت وقالت : «يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني معهم » .
ألا ما أكبر قلبك يا هند ! ، وما أعمره بالإيمان! ، ومن ذلك الذي يحمل مثل هذا القلب في دنيا الرجال ، لقد كانت هند في قمة الصبر ، والإيمان ، والثقة بما عند الله تعالى ، فهي عندما ذكر النبي صلّ الله عليه وسلم قتلاها فرحت ، وأرادت أن تكون معهم ليس جزعًا من الحياة ، ولكن رغبة فيما عند الله .
فعجبًا لهذه الأسرة المسلمة التي كانت ترعاها هند وتسهر عليها…..
فهذا زوجها يذهب إلى الرسول صلّ الله عليه وسلم قبل غزوة أحد ، ويقول له أن أولاده يريدون أن يحبسوه عن الخروج معه في الغزوة ؛ بسبب عرجه ، وهو كل ما كان يرجوه هو أن يطأ الجنة بقدمه العرجاء .
فعرض الرسول صلّ الله عليه وسلم على أولاده أن يحققوا له رغبته ، فاستجابوا فخرج فنال الشهادة ! ، وهنا يقول الرسول صلّ الله عليه وسلم : « والذي نفسي بيده لقد رأيته وهو يطأ بعرجته في الجنة » .
فلنذكر دائمًا هذه الأسرة المسلمة التي ساهمت في رفع راية الإسلام ، وكيف تُنسى هند بنت عمرو ، إنها شخصية لأ تُنسى ، فستظل نموذجًا لفواضل نساء عصرها ، ويقول ابن سعد في الطبقات عنها : أسلمت ، وبايعت ، وشهدت خيبر مع النبي صلّ الله عليه وسلم .