قال الله تعالى في سورة الصافات {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} الآية 139-148.
أرسل الله تعالى أحد الأنبياء ، وهو سيدنا يونس عليه السلام ، إلى الأشوريين ، وكان موطنهم أرض العراق جول نهري دجلة والفرات ، كان لهم مدينتين آشور ودنيتوي ، ونشأ القوم بالبادية ، كانوا يسمون مدنهم على أسماء آلهتم ، كان إلههم الأكبر أشور ، كانوا يتقربون له بالعطايا والقرابين .
دعا سيدنا يونس أهله في العاصمة الصيفية دنيتوي إلى عبادة الله تعالى ، وترك عبادة الأصنام والأوثان ، ولكن القوم كذبوه ، وكان أهل البلدة يسخرون من سيدنا يونس عليه السلام ، بل وتمسكوا بعبادة الأوثان والاصنام .
سيدنا يونس عليه السلام ، يتوعد أهل نينوي بالعذاب:
فغضب منهم سيدنا يونس عليه السلام ، كما ذكر {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا} ، ورحل بعيداً عنهم متجهاً نحو الشرق ليسافر عبر البحر ، وتوعد قومه بحلول العذاب بعد ثلاث أيام ، وبعد ثلاثة أيام حل ظلام شديد في مدينة نينوي ، فعلموا أن ما توعد به يونس عليه السلام كان حقيقة ، فخروا قائلين آمنا برب يونس عليه السلام ولا اله إلا الله ، فاستجاب الله تعالى لهم ورفع العذاب عن أهل نينوي .
فقال الله تعالى : {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ}.
سيدنا يونس عليه السلام يرحل :
وبعد أن يئس يونس عليه السلام ، من إيمان أهل بلدة نينوي ، رحل عنهم ولم يكن الله تعالى قد أمره بالرحيل ، وركب سفينة ، فهبت أمواج عالية ورياح عظيمة ، فأمر قائد المركبة بإلقاء الأمتعة في البحر ، فألقوا بكل الأمتعة ولكن كانت السفينة ما زالت تتعرض للغرق .
سيدنا يونس عليه السلام ، يلقى بنفسه في الماء :
فقال قائد السفينة أن أحدنا عصا الله تعالى ، وعقدوا قرعة ، لكي يضحوا بأحدهم ، ووقعت القرعة ثلاث مرات ، على يونس عليه السلام ، فألقى سيدنا يونس نفسه بالماء .
الحوت يبتلع سيدنا يونس عليه السلام :
وألقى النبي يونس عليه السلام ، بنفسه طواعية في الماء ، فأمر الله تعالى الحوت فابتلعه في الحال ، وظل سيدنا يونس حياً في بطنه ، والحوت يشق الأمواج وينزل به في أعماق البحار ، وأمر الله تعالى الحوت بالنوم .
سيدنا يونس عليه السلام يسبح الله :
وهنا دعا سيدنا يونس الله تعالى ، وكان دائم الذكر والتسبيح لرب العالمين ، ويدعو ربه ويقول ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
نجاة سيدنا يونس عليه السلام :
ونجى الله نبيه يونس عليه السلام ، من بطن الحوت وألقى الحوت بسيدنا يونس عليه السلام إلى الشاطئ ، وكان سيدنا يونس عارياً فقال تعالى { فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ } سورة الصافات ، فاستظل يونس عليه السلام بشجرة اليقطين ، وأكل منها الثمار حلوة المذاق .
وطلب الله تعالى من سيدنا يونس ، أن يعود ويقدم الرسالة مرة أخرى ، فقال تعالى في سورة الصافات {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} فعاد إلى قومه فاستقبلوه بالفرح والسرور ، وكان عددهم مئة ألف أو يزيدون.