يعد هذا الفيلم من أعظم قصص العشق التي جسدتها السينما ، فلا يمكنك إلا أن تبكي وأنت تشاهد أحداث الفراق والألم بين الحبيبن ، وتتعاطف مع الحبيب الذي ضحى بعمله وهويته وأكثر من اثنتين وعشرين سنة من عمره ، فقط من أجل الحفاظ على شرف عائلة حبيبته ، إنه الطيار الهندي فير براتاب سينغ الذي أوقعه القدر في حب الفتاة الباكستانية زارا حياة خان .
وقد تم انتاج هذا الفيلم عام ٢٠٠٥م ليتصدر في مقدمة الأفلام على شبابيك التذاكر ، ويحصد أكثر من ١٤ مليون دولار في مقابل ميزانية قدرها ٣ مليون ، وقد استطاع هذا الفيلم إلى جانب حصد الإيرادات ، الفوز بالعديد من الجوائز الهامة والمؤثرة .
نبذة عن فيلم Veer Zaara
إخراج : ياش شوبرا .
بطولة : شاه روخ خان ، بريتي زينتا ، راني موخرجي ، أميتاب باتشان ، هيما ماليني .
إنتاج : ياش شوبرا ، أديتيا شوبرا .
مدة العرض : ١٩٦ دقيقة .
قصة الفيلم :
تدور أحداث الفيلم حول فير براتاب سينغ الطيار الهندي الذي التقى بزارا حياة خان الفتاة الباكستانيه المسلمة أثناء ذهابها في رحلة للهند ، لنثر رفات مربيتها في نهر الغانغ كما أوصتها في أيامها الأخيرة .
ولأن الحب لا يعرف الحدود وقع فير في عشق زارا ، وحينما هم بإخبارها التقى بخطيبها ، الذي جاء لأخذها في محطة القطار ، ولأن زارا تنحدر من أسرة سياسية عريقة كان زواجها من أجل حماية مصالح والدها .
غادرت زارا الهند ومعها قلب فير ولكن حين عادت أدركت أن قلبها في الهند وليس معها ، وأثناء مراسم خطبتها كانت في شدة الحزن ، حيث كان طيف فير يلازم خيالها فأدركت أنها بلاه ستحيا غي عذاب للأبد ، وشعرت بها خادمتها فاتصلت على الفور بفير وطلبت منه أن يأتي لأخذها لأنها تحبه .
فضحى فير بمستقبله من أجلها ، فقد كان ممنوع على طيار هندي بالقوات الجوية ، أن يدخل باكستان في تلك الآونة ، لذا قدم فير استقالته وتوجه إلى موطن حبيبته ولكنه حين وصل قوبل برفض شديد من والدها ، وذهبت إليه أمها المريضة وترجته أن يرحل ويبتعد حتى لا يلحق العار بأسرة زارا إن تركت خطيبها أو هربت معه .
فيحترم فير رغبة أهلها ويقدر صمتها ومن ثم يغادر باكستان على متن الحافلة المتجهة للهند ، ولكن يتم القبض عليه قبل المغادرة بإشارة من السيد رازا خطيب زارا ، وبعدها تقع حادثة للحافلة التي كلن يركبها ويلقى كل الركاب الذين كانوا على متنها حتفهم .
حاول فير كثيرًا أن يؤكد للسلطات الباكستانية ، أنه كان في زيارة عابرة لباكستان وسيعود للهند ، ولكنهم طلبوا معرفة اسم الشخص الذي كان يزوره ، لكن الطيار النزيه رفض أن يفصح عز اسم زارا حتى لا يظن بها أحد ظن السوء ، وتتعرض هي وأسرتها للأذى ، وبعدها يخيره السيد رازا شيرازي خطيب زارا بين السجن أو إلحاق العار بزارا .
حيث جعله يوقع ورقة تفيد أن اسمه راج ويعمل جاسوس لدى المخابرات الهندية ، فاضطر أن يقبل تهمة الجاسوسية ويقضي في السجن ٢٢ عامًا ، حبيس بين جدران الزنزانة الحديدية على جرم لم يرتكبه ، حتى أتت المحامية سامية صديقي وفكت اللجام عن فم السجين الصامت .
كان لدى سامية يقين بأن خلف السجين رقم ٧٨٦ قصة حزينة يخفيها بين طياته ، استمعت إليه وأعطته الأمل في الخروج والبدء من جديد ، ولكنه رغم كل ما كان فيها اشترطت عليها ألا تذكر اسم زارا في المحكمة ، فوعدته بهذا وبدأت في التقصي عن الطيار الهندي فير براتاب سينغ وتأكدت أن كل ما قاله كان صحيح .
وحينما بحثت عن زارا كانت المفاجأة ، فزارا لم تتزوج من السيد رازا وبعد سماعها بخبر وفاة فير في انفجار الحافلة ، انهارت ورفضت الزواج وساعدها في ذلك ابويها ، وبعد ذلك تركت وطنها باكستان وسافرت لموطن فير ، وهناك قضت ٢٢ عامًا في بيته تحيا مع أسرته كما تمنى هو وتمنت هي ، ولكنها كانت تحيا وحيدة دون أمل .
وبذلك وجدت السيد سامية صديقي مفتاح القضية ، إنها زارا نفسها فأخبرتها بالقصة وبأن فير ما زال حيًا ، وفي يوم المحاكمة أتت زارا ليراها فير كما رآها أول مرة منذ ٢٢ عامًا رغم الشعر الأبيض ، وملامح العجز كانت أرواحهما تحلق في قاعة المحكمة ، تقابل الحبيبان بعد أن ظنا ألا لقاء ، وتكلمت زارا لتبرئ ساحة حبيبها فير .
وفي نهاية الفيلم ألقى فير كلمة فولاذية تجسد مأساة تقسيم الهند وباكستان ، كلمة تكسر كل الحدود وتعبر كل الصراعات ، فير الهندي حينما أحب ، أحب فتاة باكستانية ، وحينما حبس ظلمًا مدت له شعاع النور ودافعت عنه محامية باكستانية ، فلولا الهند ما كانت باكستان ولولا باكستان ما كانت الهند .