يعد هذا الفيلم ضمن قائمة أهم 100 فيلم أمريكي ؛ فهو أحد روائع السينما العالمية التي جسدت قصة حياة المناضل الليبي عمر المختار ، ضد الاحتلال الإيطالي لأكثر من 20 عامًا ، ويركز الفيلم على أحداث واقعية حدثت ما بين عامين 1929م و1931م ، من الغزو الإيطالي لليبيا ؛ حينما أرسل الزعيم الفاشيستي موسوليني الجنرال جراتزياني ؛ لإخماد ثورة العرب التي يتزعمها الزعيم عمر المختار في صحراء ليبيا .
نبذة عن الفيلم :
إخراج : المخرج السوري مصطفى العقاد .
تأليف : هاري كريج .
شارك في البطولة : أنتوني كوين ، أوليفر ريد ، رود ستايجر ، جون جليجود ، أيرين باباس ، راف فالوني.
الفيلم من إنتاج : ليبيا 1981م .
مدة العرض : 167 دقيقة .
ميزانية الفيلم : بلغت ميزانية الفيلم حوالي 35 مليون دولار ، وقد كان مبلغًا ضخمًا حينها ، وقد تم منع عرض هذا الفيلم من قبل السلطات الإيطالية في نطاق حكومتها ؛ باعتباره يشوه صورة الجيش الإيطالي ، تم ترجمة الفيلم للعديد من اللغات ، وعرضه في كثير من السينمات بالدول العربية والأجنبية ، وكتب عنه العديد من النقاد والمؤرخين أنه من أكثر الأفلام أهمية تاريخية .
استغرق تصوير الفيلم سنه ونصف في صحراء ليبيا وقصر وقصر آيت بن حدو في المغرب ، وكنوع من الاستغراق في الواقعية استعان العقاد بحلاق موسوليني ؛ لحلق رأس الممثل رود ستايجر ، والذي جسد شخصية موسوليني في الفيلم ، حتى يكون هناك نوع من التماثل بينهم ، وبلغ عدد الفنانين المشاركين في مشهد إعدام المختار أكثر من عشرة ألاف رجلًا وامرأة .
من هو عمر المختار :
هو السيد عمر بن مختار بن عمر المنفي الهلالي ، من مواليد 1858م في البطنان برقة في الجبل الأخضر ، ولُقب بشيخ المجاهدين وأسد الصحراء ، هو من أشهر المجاهدين العرب ، حتى انتهى الأمر بإعدامه شنقًا عام 1931م ، تعلم الشيخ القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، فنشأ حسب تعاليم الحركة السنوسية .
قصة الفيلم :
تدور قصة الفيلم حول المناضل الليبي عمر المختار الذي دافع عن الحرية طيلة عشرين عامًا ، ولم يرضى دونها بديلًا ، فقد كان مسنًا يبلغ من العمر اثنين وخمسون عامًا حينما واجه سلطات الاحتلال ، هو ورجال المقاومة الليبية بالأسلحة البدائية على طريقة حرب العصابات ، وقد كان ذكيًا حكيمًا ، ويستطيع قراءة ما يفكر فيه الخصم ، وذلك ساعده كثير في عملية المقاومة ضد رجال موسوليني .
وقعت الاشتباكات بين أول فرقة من رجال الجنرال جراتزياني والزعيم عمر المختار وجماعته ، فهزمهم المختار رغم أسلحتهم الفتاكة ، فأرسل الجنرال رجاله للتفاوض ، ولكن اكتشف المختار فيما بعد أنها حيلة من الجنرال لاكتساب بعض الوقت .
وبالفعل يسيطر الجنرال على بعض مناطق ليبيا وتحدث اشتباكات بين رجاله ورجال المختار ، فيجدوا نظارة المختارة ملقاة على الأرض ؛ فيأخذها الجنرال قائلًا أن اليوم معه نظارة عمر ، وغدا سيكون عمر نفسه معه .
في نفس الوقت يلقي المخرج الظل على أخلاق عمر المختار حينما يقع في يديه شابًا أسيراً من القوات الإيطالية ، لكنه يرفض قتله قائلاً : أن الإسلام ينهانا عن قتل الأسرى ، ونحن نقاتل فقط من أجل الوطن .
وعلى النقيض تتصرف القوات الإيطالية حينما يتم عمل كمين للمختار ، ويسقط أسيراً في أيدى سلطات الاحتلال الإيطالي ، فيتم عمل محاكمة صورية له ، يعدم على إثرها ، بحضور الشعب الليبي والقوات الإيطالية ، وكل المجاهدين الليبيين ليكون موته درسًا لهم ؛ فتنطفئ روح المقاومة لديهم .
ويرضخوا لسلطات الاحتلال ؛ ولكن هذا ما لم يحدث ؛ فقد تأججت نار الثورة في عروقهم ، وظلت المقاومة مشتعلة حتى تم طرد القوات الإيطالية من أرض ليبيا ، وينتهي الفيلم بموت المختار عن عمر يناهز السبعين عامًا ، وهو صامد لا يخشى الموت .