من ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في السينما الأمريكية ، ويحتل فيلم الدار البيضاء الذي تم إنتاجه عام 1942 م المرتبة الثانية ، هو من ضمن روائع كلاسيكيات السينما العالمية ، من الأفلام الروائية الطويلة ، حاز الفيلم على تقدير وإعجاب النقاد على مدى عقود ، واكتسب شعبية كبيرة ، وله أهمية كبيرة عن طريق الابتكار التقنى والأفكار الرؤيوية .
فيلم الدار البيضاء Casablanca:
إخراج : مايكل كيرتيز .
بطولة : همفري بوجارت ، إنجريد بيرجمان ، بول هنريد ، كلود رينز ، كونراد فايدت ، بيتر لوري .
إنتاج : عام 1942م .
قصة : جوليوي أيبستين ، فيليب أيبستين ، هوراد كوتش .
مدة العرض : 102 دقيقة .
يحتل فيلم الدار البيضاء المرتبة الثانية ، في قائمة معهد الأفلام الأمريكي لأفضل 100 فيلم ، وفي المرتبة الثالثة في قائمة مجلة إنترتينمينت الفنية الأمريكية لأفضل الأفلام في تاريخ السينما ، فلا يوجد فيلم أثر وأستحوذ على القلوب مثل فيلم الدار البيضاء ، فينفرد الفيلم بعوامل كثيرة ، حيث أنه فيلم مرتجل .
وتنطبق عبارة الارتجال على هذا الفيلم في جميع مراحل الإنتاج والإعداد ، والسيناريو ، فلم يكن قد اكتمل عندما بدأ تصوير مشاهد الفيلم ، وتم تغير النهاية أكثر من مرة قبل الاستقرار النهائي على النهاية الحالية .
ويستند فيلم الدار البيضاء لمسرحية غير معروضة بعنوان “الجميع يأتون إلى كبارية ريك” للكاتب موري بيرنيت ، وإلى سيناريو مشترك للكتاب السينمائين جوليوس ، فليب أيبستين ، وهوراد كوتش .
قصة الفيلم :
تدور قصة الفيلم حول رجل أمريكي اسمه ريك يملك نادي ليلي في الدار البيضاء ، خلال فترة الحرب العالمية الأولى ، عندما كان المغرب العربي خاضعًا لحكم فيشي الفرنسي ، الموالي لألمانيا النازية .
ويلتقي البطل ريك مصادفة بحبه القديم إيلسا ، والتي لجأت إلى الدار البيضاء مع زوجها ، وهو مقاوم وطني للنازيين وفر من أحد سجون النازية في أوروبا ، وتسعى إيلسا وزوجها للحصول على تأشيرة خروج ، وهي من السلع بالغة القيمة في هذا الوقت للهروب من وجه النازيين ، ويضطر ريك لمساعدتهما بعد سلسلة من التطورات المعقدة والمواجهات بين كل من ريك وايلسا .
والتي أخلفت موعدًا معه من قبل في باريس ، وكانت قد اتفقت معه على الفرار سويًا من باريس عندما أوشك الألمان احتلالها ، لمرافقته للدار البيضاء ، ويكتشف ريك بعد ذلك أنها أخلفت الموعد لأنها متزوجة ، وهي حقيقة لم يكن يعلمها ، وأنها لم تأتي ، لتلبي نداء الواجب وتساعد زوجها للفرار من أحد السجون النازية .
وفي نهاية الأحداث ، يساعد ريك إيلسا وزوجها على الهروب من الدار البيضاء ، بالرغم من تعريض حياته للخطر ، يعد الفيلم من الأفلام الرومانسية والتاريخية في الوقت نفسه ، لأنه يعرض أحداث الحرب ، من تدفق اللاجئون للفرار لدار البيضاء للهروب من الحرب ، والتهديد النازي المستمر ، كما أن مدينة الدار البيضاء كانت نقطة الهروب لأسبانيا ، ومنها لقارة أمريكا ، أشار الفيلم لسوق السوداء لبيع تذاكر الطيران في هذا الوقت .
ويتميز فيلم الدار البيضاء بحواره الحيوي الممتع الذي حبب الملايين من الناس فيه ، وأصبح البعض يردد العبارات المأثورة داخله في الأحاديث اليومية ، وتحولت إلى ما يكون أشبه بالفولكلور الشعبي ، ومن المفارقات أن حوار الفيلم كان يغير بين لقطات الفيلم حتى أصاب الأبطال بالإعياء ولكنهم أعربوا عن سعادتهم بعد انتهاء العمل .
أيضًا يتميز فيلم الدار البيضاء بشخصياته المشوقة العديدة ، التي تقوم بأداء أدوراها مجموعة من الممثلين المخضرمين ، والذين تركوا بصمه واضحة في أذهان ملايين الناس على مر السنين ، ورغم الارتجال فقد قدم الفيلم صيغة سينمائية رفيعة المستوى .
رأي النقاد والجوائز التي حصل عليها :
يقول الناقد الأمريكي لينارد مالتين لقد توفرت لفيلم الدار البيضاء جميع مقومات الفيلم المميز ، نال الفيلم إعجاب الكثير من النقاد غيره ، وفاز الفيلم بثلاث جوائز أوسكار عن أفضل فيلم وأفضل مخرج ، وأفضل سيناريو ، وتم ترشيحه لخمس جوائز أوسكار أخرى ، واحتل الفيلم المركز الأول على شباك التذاكر عام 1943 م .