قد تضعنا الحياة في مواجهة بعض المواقف الغريبة ، قدرًا دون أن نرتب ذلك ، ولكن هل تخيلت يومًا أن تواجه أشباحًا بمثل هذا القدر من المصادفة ، وكأنك تواجه أو تقابل صديقًا بالمصادفة في الطريق؟ ولكن هذا هو ما حدث بالفعل ، مع عائلة هيرنانديز .
في البداية بدأت القصة بمشاجرة عنيفة ، بين جاكى هيرناندز وزوجها بمنزلهما ، أدت إلى انتهاء حياتهما الزوجية بالطلاق ، فانتقلت جاكي إلى منزل جديد ، من لوس أنجلوس إلى كاليفورنيا ، وكانت تلك الواقعة في عام 1988م .
واستقرت جاكي في منزلها الجديد الصغير ، إلا أنها لم تكن تشعر أنها بحالة جيدة ، منذ أن وطأته قدميها ، فمجرد أن تعود إلى منزلها عقب يوم العمل ، تجد أن المنزل له وقع ثقيل على نفسها ، وتنتابها حالة من الحزن والخوف الدائم طوال فترة تواجدها به ، حيث كانت جاكي تعمل طوال اليوم ، وكانت حاملاً في طفلها الثاني ، إلى جانب عنايتها بطفلها الصغير ، والذي كانت تداوم على تركه لدى جارتها ريثما تعود هي من العمل .
وكانت جاكي تعود لتطعم طفلها ، ثم تصعد إلى غرفة نومها ، ولكنها لم تكن تنعم بالنوم بشكل جيد ، فدائمًا ما كانت تسمع أصواتًا تأتي من العلية ، وجلبة من الطابق الذي يعلوها ، وفي البداية ظنت أنها فئران ، حتى بدأت تشاهد كابوسًا متكررًا ، لرجل يغرق في المياه ، وإلى جواره شخص آخر يقوم بإراقة ، ومجرد أن يشاهدها هذا الشخص ، يركض نحوها بشراسة ، لتستيقظ هي من نومها ، وتلمح شبحًا يقف في ممر منزلها ، فتهرع خارج الغرفة وتفرك عيناها ، ولكنه يختفي فتظن أنه تأثير الكابوس الذي مرت به .
ظل هذا الوضع لعدة أيام ، قامت فيها جاكي بسرد ما تواجهه لصديقتها ، إلا أن الأخيرة لم تصدق ما يحدث ، وظنت أن هذه أوهام متعلقة بالفترة العصيبة ، التي تمر بها صديقتها ، ولكنها لم تقل لها ذلك حتى لا تغضب ، إلا أن الأمر لم يعد يحتمل الصمت ، فقد اتصلت بها جاكي مرة أخرى ، لتخبرها أن بعض الأدوات تلمحها تطير في الهواء ، فجأة ثم تسقط على الأرض من تلقاء نفسها .
تجرأت جاكي وصعدت إلى العلية ، لتتفقد من أين تأتي تلك الجلبة ، التي تسمعها بالنهار وتتزايد خلال فترة الليل ، ولكنها لم تمكث طويلاً ، فقد شاهدت شبحًا عجوزًا يطير في الهواء ، بنصفه العلوي فقط ، لتركض خارج المنزل عقب ذلك .
حضرت سوزان إلى منزل جاكي ، وعلمت الحقيقة عندما شاهدت لوحة تطير من الحائط ، وتقع على الأرض من تلقاء نفسها ، ونصحتها بالاستعانة بزوجها السابق ، وخشيت جاكي أن يظن بأنها ترغب في العودة ، وبالفعل هذا ما حدث ، وأخبرها ببرود أن تطلب مساعدة قس .
هاتفت جاكي قسًا بالفعل من الكنيسة ، والذي أتى إليها وأخبرها أن المنزل بحالة جيدة ، وتفاجأت جاكي بعدها بيومين بطلب من الرعاية الاجتماعية ، لمعرفة كيف تسير حياة جاكي ، لأنه قد تم الإبلاغ بأنها غير أمينة على الطفل ، ولكنها أثبتت أنها تحسن رعايته .
مرت الأيام ووضعت جاكي طفلتها سامنثا ، وتزايدت الأمور غرابة وتطورًا ، حيث بدأت الأصوات في التزايد ، وسمعت جاكي أصوات حشرجة وأنفاس متصاعدة ، في غرفة طفليها فذهبت ، لتتفاجأ بوجود شبح عجوز ، عيناه تتقدان شررًا ، ووضع علامة ما على جبهة الطفلة ، واختفى .
هنا نصحتها سوزان بالاستعانة بالسيد باري تيف ، خبير الماورائيات الذي أتى بفريقه لفحص المنزل ، وقاموا بنشر كاميراتهم وأجهزتهم الصوتية والضوئية الدقيقة ، وبعد أن استقروا بدأت رائحة نتنة تتصاعد داخل المنزل بقوة ، ولا يدرون ما المصدر ، حتى أشارت جاكي أن العليّة ، هي مصدر المشكلة منذ البداية .
صعد أحد الرجال إلى الأعلى ، ووجد المكان قذر ويمتلئ بالمخلفات ، وفجأة شعر بشيء يضرب يده ، وأسقط الكاميرا ، وعندما حاول استعادتها ، وجد على الأرض سائل ما ، وشعر بأحدهم يدفعه دفعًا عن العليّة ، حتى كاد يسقط من الدرج ، وعندما هبط وهو مذعور ، أبلغهم أنه قد رأى كرات ضوئية ، ثم شاهد شبح لشخص عجوز ، وعقب فحص السائل الذي وجدوه على الأرض ، اكتشفوا أنه يحوي دمًا حقيقيًا ، لرجل ما .
غادر الفريق المنزل وطلبوا من جاكي أن تهاتفهم إذا ما حدث شيء ، ما وفكرت في مغادرة المنزل ، إلا أنها لم تكن تملك المال الكافي ، لذا قررت البقاء حتى تستطيع أن تدبر أمورها .
عقب ذلك تلاحقت الأحداث مرة أخرى ، وهاتفت جاكي الفريق ، بعدما سحب أحدهم ساقها إلى المطبخ وكاد يقتلها خنقًا ، فحضر الفريق ، وقام أحدهم بالصعود للأعلى ، وفجأة سمع رفاقه ، أصوات تحطم ما ، فلحق به أحدهم ليجده مشنوقًا بالعلية ، فخلصه وهبط الاثنان أن يختنق الرجل .
انتقلت جاكي من مسكنها ، برفقة طليقها ، وأقامت بكارافان فهو الأرخص ثمنًا ، وعقب مرور بضعة أشهر لمحت الأضواء التي كانت تسبق رؤية الشبح العجوز ، فانصدمت وتساءلت هل يلاحق الشبح أحد ؟ تم عمل جلسة تحضير للأرواح ، وتواصل الفريق مع الشبح الذي قال أن اسمه هيرمان ، وقد كان قاتله يعيش في المنزل الذي غادرته جاكي ، وقد قتله غرقًا وعندما سئل عن سر هجومه على جيف ، قال أنه يشبه قاتله كثيرًا .
بعد تلك الجلسة بدأت الأمور تتحسن مع جاكي ، ولكن واجه جيف أمورًا غريبة في منزله وفي كل مكان يذهب إليه ، مما دفعهم للبحث بشأن هيرمان ، وعلموا بالفعل أن بحارًا بهذا الاسم ، قد مات غرقًا عقب انزلاق قدمه عن الرصيف ، وسقوطه بالمياه وغرقه بعد أن أصيب في رأسه .
لم يستطيعوا أن يتوصلوا لما هو أكثر من ذلك ، ولكن مع مرور الوقت بدأت تلك الظواهر الغريبة بالتراجع ، حتى اختفت ، وظل المنزل مهجورًا لا يجرؤ أحدهم على سكناه .