رعب الأماكن أشد وطأة على النفس من رعب الأشياء المتحركة والرؤى التي تظهر وتختفي أمام الأعين ، فأنت إذا ما رأيت شيئًا يتحرك أمامك ، فقد رأيته رأى العين ، قد تلوم نفسك أنك قد أطلت السهر ، فبدأت تتهيأ لك رؤى غير موجودة ، أما إن كنت في مكان مسكون بالجن ، فأنت لن تستطيع أن ترى ما بداخله ، فقط تشعر بالقشعريرة التي تسري في جسدك وروحك ، فقط تشعر بأن هناك أحد ما معك ، يصاحبك داخل لمكان ولا تدري من هو ومن أين أتى ، ولعل هذا هو ما يحدث في بعض الأماكن القابعة في تركيا.
منطقة أسرار جنيز توربا بمدينة قسطامونو :
لا تخل تركيا من الأماكن المرعبة ، والمسكونة بالجن مثل الأضرحة ، ولعل منطقة قسطامونو قد شهدت أمورًا مرعبة ، وقد روى ما حدث أحد شهود العيان وهو باحث تركي يدعى جونتكين جايماز والذي كان قد قاده حظه العاثر ، للبحث والتنقيب في هذا الضريح .
كان أهالي منطقة قسطامونو قد استدعوا ، فريق البحث الذي كان جايماز جزء منه ، وطلبوا منهم أن يعملوا على شق طريق لسير السيارات ، بالقرب من أحد الأضرحة ، وبدأ جايماز والفريق في إعداد الآلات ، من أجل شق الطريق ، إلا أنهم فوجئوا بتعطل الآلات جميعها عندما ، بدأت عمليات الحفر والتنقيب وشق الطريق ، فاضطروا أن يقوموا بعمليات الحفر باستخدام المعاول .
ويقول جايماز عندما قررنا أن نحفر باستخدام المعول ، بدأ السكان يتوجسون ريبة من الأمر ، وأخذوا في مراقبتنا ونحن نحفر ، ولكن المثير للدهشة هو أن المعاول ، عندما كانت تدق الأرض ، كانت تثبت فيها ، ولا يمكن خروجها أبدًا وكأن هناك شيئًا ما يتمسك بها ، وكان العمال يلاحظون خروج ضوء من الضريح ، عندما يحل المساء ويجلسون للاستراحة قليلاً ، مما تسبب في رعب بنفوسهم ورفضوا استكمل المشروع ، وتوقف العمل في نقل الضريح ، دون وجود تفسير علمي لما حدث .
قرية داوودلو بمدينة كيركلاريلي :
تقع هذه القرية في مدينة كيركلاريلي ، ويروي سكان المنطقة أنه في عام 1989م ، كان الأهالي يجلسون في الليل يتسامرون ويتبادلون أطراف الحديث وإذا بالجميع يسمعون أصوات دوي قوية سمعها كل من بالقرية ، وما لبثوا سوى دقائق معدودة حتى لمحوا أشباحًا ذات مظهر غريب ، تتجول في شوارع القرية وبين أسطح منازلها أيضًا .
عقب هذا الحادث قبع السكان في منازلهم ، دون أن يجرؤ أحدهم على الخروج عقب حلول الظلام والليل ، وقد احتلت تلك الحادثة عناوين الصحف المحلية التركية آنذاك ، حتى أن أحد الصحفيين قد قرر ألأن يخوض التجربة بنفسه ، فحمل كاميراته واتجه نحو القرية وأقام بها فترة ولكنه لم يلمح شيئًا غريبًا أو غير معتادًا إلا أنه ترك كاميراته برفقة طفل يبلغ من العمر 14 عامًا وطلب منه أن يلتقط صورة لأي شيء غريب ، تقع عليه عيناه ، أثناء غيابه .
وعقب هذا الأمر بثلاثة أيام تم استدعاء الصحفي للتحقيق معه ، حيث حدثت أكثر من حالة وفاة بسبب مهاجمة من مجهول لهم ، ولم يتم التعرف عليه قط ، ولكن تم العثور على الكاميرا الخاصة بالصحفي ، إلى جوار جثة الطفل الذي كانت بحوزته .
حيث قتل هو الآخر مع الضحايا ، وقيل أن الكاميرا قد التقطت ما حدث من مجزرة دموية ، ولكن تم التكتم على الأمر من قبل السلطات ، ودخل بعدها الصحفي في حالة نفسية سيئة ، انتحر بعد ذلك على إثرها في إحدى الغابات القريبة من منزله ، وإلى جواره مذكراته المكتوبة بخط يده ، وقد روى فيها كل ما حدث معه .