يذخر التراث الشعبي بالعديد من القصص الكثير منها أسطوري والبعض منها وقعت أحداثه بالفعل ، وتم تحريف تفاصيله بمرور الوقت ، ولكن اتفق الجميع بأنها قصص مرعبة ، ولعل قصة المسخوطة إحدى تلك القصص الشعبية المثيرة ، والتي خرجت من رحم بلداننا العربية ، وتلك هي القصة :
يقول الراوي وهو واحد من أبناء القرى ، وأنا طفل في السابعة من عمري ، كانت أمي تبيع الحليب لجيراننا وسكان القرية ، وكانت تكلفني مهمة توزيعه عليهم ، يومًا بعد يوم ، وفي أحد الأيام طلبت مني والدتي ، أنا أذهب بجوال ممتلئ بالدقيق ، وقدر به حليب إلى امرأة عجوز تسكن القرية ولكن في منطقة منعزلة قليلاً .
فأخذت منها ما أرادت وذهبت إلى منزل العجوز ، كان الوقت قد اقترب من الليل ، فبدأت أشعر بالرهبة كلما اقتربت من منزلها ، حيث كانت العجوز تعيش في منزل مبني بالطوب اللبن ، ويكسوه الطين من الخارج ، وله باب خشبي إن طرقته ، قد ينهار فوق رأسك .
وصلت إلى وجهتي أخيرًا ، ثم بدأت أطرق الباب براحة يدي الصغيرة ، وأنادي عليه (يا خالة .. يا خالة) ، حتى أتاني صوتها المتحشرج وكأنها تتحدث من أعماق الجحيم ، فهلعت وارتعبت قليلاً ، عندما سمعتها تقول (تعالي) ، وقفت مكاني وأنا أحاول أن أتلصص ، من فتحة الباب المتخلخل لأرى من بالداخل .
فلمحت سيدة عجوز محنية الظهر ، لها شعر كثيف ووجه مجعد بشدة ، بالإضافة إلى كمية كبيرة من الشعر تكسو جسدها ، وفجأة استدارت المرأة ونظرت إلي ، فإذا بعينيها الحمراوان المتسعتان عن آخرهما ، تنظران إليّ والشرر يتطاير منهما ، فسقطت مغشيًّا علي ، لأستفيق وأجد نفسي ممدًا فوق فراش ، يبدو أنه من الطوب لأنني شعرت بأن ظهري سوف ينقسم إلى نصفين .
فتحت عيناي وهببت جالسًا وأن أتساءل عن مكاني ، فجاءني صوت العجوز الساخر ، وهي تقول لقد نمت يا بني ، قبل أن أفتح لك الباب ، نظرت إليها كانت تبدو مجرد عجوز محنية الظهر ولها وجه دميم ، ويبدو عليها الفقر المدقع ، فأجبتها أنني لم أنم بل سمعت صوتً خشنًا ، ورأيت عينًا حمراء اللون تنظر لي ، فرفعت العجوز حاجبيها ثم عقدتهما ، واستدارت تمشي لأسمع صوت عظامها وهي تفرد ظهرها المحني ، في استقامة وكأنه لم ينحني أبدًا ، وتجيب بصوتها الغليظ لقد رأيت أكثر مما ينبغي .
لم أدر بنفسي سوى وأنا أطلق لساقي الريح ، ركضًا إلى أمي ودخلت المنزل وأنا أبكي بشدة ، ولكنها ربتت على كتفي وقالت لي ضاحكة ، يا له من خيال خصب سوف تصبح كاتبًا يا بني ، تلك العجوز ما هي إلا امرأة مسنة ، تعيش وحدها بعدما أكلت اللبؤة زوجها المسكين ، وهي من قصّت على أهل القرية تلك القصة ، لم أقتنع بحديث أمي ونمت مرتجفًا ، وصحوت وقد تبلل فراشي من شدة الفزع ، عقب رؤيتي للكثير من الكوابيس المفزعة طوال الليل .
صرت الآن كاتبًا كما توقعت أمي ، وكبرت وعندما عدت إلى قريتي أتجول بين أرجائها ، نظرت إلى منزل العجوز فوجدته كما هو ، وتذكرت قبل عدة أعوام ، حيث اشتم الناس رائحة كريهة للغاية ، تنبعث من منزل العجوز ، وبكسر الباب وجدوها جثتها وقد تحللت ، فخشوا أن يلمسوها حتى لا تتكسر منهم ، نظرًا لشدة تفسخها فقرروا أن يدفنوها ، في مكانها كما هي فحفروا ودفنوها في منزلها وتركوه ، بشكله كما هو ولا يجرؤ أحدهم ، على المرور نحوه منذ ذلك اليوم .
قادتني قدماي نحو المنزل القديم ، وأخذت أنظر من خلف الباب كما اعتدت وأنا طفل ، ثم فجأة بدأت أطرقه وأنا لا أعي ما أفعل ، وهممت بالرحيل لولا أن سمعت صوتها يناديني ، (تعالي) !
abraj alyawm نعرض لكم في هذا المقال أحدث توقعات الأبراج اليومية ونصائح الحظ الفلكي. اكتشف…
توقعات الأبراج اليوم | حظك اليوم - مرحباً بكم في أبرز التوقعات اليومية لجميع الأبراج.…
فنجان الابراج اليوم مع قارئة الفنجان المميزة. انضموا إلينا لاكتشاف ما تخبئه لكم النجوم من…
abraj alyawm نعرض لكم في هذا المقال أحدث توقعات الأبراج اليومية ونصائح الحظ الفلكي. اكتشف…
توقعات الأبراج اليوم | حظك اليوم - مرحباً بكم في أبرز التوقعات اليومية لجميع الأبراج.…
فنجان الابراج اليوم مع قارئة الفنجان المميزة. انضموا إلينا لاكتشاف ما تخبئه لكم النجوم من…