جلست سيدتان تعملان في دائرة الشرطة ، لتتحدثا بشأن طفل صغير ، أتى إليهما في حادث غريب حيث تركه والديه في أحد الأيام برفقة عمه ، ولكن الأخير كان يعاني من اضطرابات نفسية ، وفقًا لرواية الشهود وعندما حل منتصف الليل هاجم الصغير ذو الثانية عشر عامًا وحاول ذبحه بالسكين إلا أن الطفل قد استطاع النجاة بأعجوبة ، واختطاف السكين من يد عمه ثم قتله !
بالطبع لم تصدق السيدة آن ، أن بإمكان طفل صغير ، أن يهاجم رجلاً بالغًا ، بينما أصرت ريتشل بأن ما حدث ما هو إلا حالة للدفاع عن النفس ، تصاعد خلالها الأدرينالين إلى أقصاه ، فتمكن الصبي من الدفاع عن نفسه ، وقتل عمه ، ولكن بالفعل أي صبي هذا يستطيع التمثيل بجثة رجل بالغ بهذا القدر من العنف ولا وحشية بالطبع لست طالبة أحياء ولكني أعلم الأدرينالين له قدرات وطاقة غير معقولة .
فقد قرأت أن إحدى السيدات ، استطاعت رفع شجرة كبيرة وحدها ، عندما سقط على قدم ابنها الوحيد ، وكان التفسير المنطقي آنذاك هو أن الأدرينالين قد تدخل ، فما بالنا بشخص يحاول إزهاق روحك ، ألن تدافع عن نفسك ؟
بالطبع أمر غريب أيضًا انقطاع الكهرباء إبان وقت الحادث ، فكيف للطفل أن استطاع رؤية عمه وهو يهاجمه عند انقطاع الكهرباء عن المنطقة ، حيث ساد الظلام الدامس ولكن لا إجابة لكل تلك الأسئلة هكذا حدثت ريتشل نفسها وأخبرت زميلتها بأن تكف عن طرح أسئلة لا إجابة لها وعادت ريتشل إلى منزلها ممنية نفسها بليلة هادئة من النوم والراحة ، فقد سحبت تلك القضية الكثير من وقتها ، وتفكيرها هي وآن أيضًا .
حاولت ريتشل أن تمضي وقتها كما اعتادت ولكنها كانت شاردة وبحق وعندما خرجت من المحاضرة بالجامعة عرجت لتأتي بشيء تأكله فوجدت أمين المكتبة يذكرها بأن تعيد إليه ، ما استعارته من كتب ، فقالت له حسنًا آن هي من استعارتها فتعجب منها الرجل وقال حقًا ؟
انصرفت ريتشل وقابلت صديقتها سارة ، ودعتها للذهاب معها إلى منزلها في تلك الليلة ، لقضاء بعض الوقت فوافقت سارة ، وذهبت برفقة ريتشل ، التي ما أن شاهدت الطفل بالقرب من المنزل ، حتى سألتها سارة إن كان هذا هو الفتى المقصود فأخبرتها أنه هو بالفعل من تتحدث آن بشأنه وأخبرتها أنه رابطًا بين عالم البشر والكائنات الأثيرية .
فضحكت سارة وسألتها إن كانت تصدق هذا الأمر ، ولكن ريتشل أخبرتها بأن تلك ليست سوى أفكار آن ، التي لا تؤمن هي بها ، فجأة وهما تتحدثان مر عجوز مشرد إلى جوار المنزل ، وقال صائحًا إنه لا يصيد سوى المجانين فضحكت ريتشل بتوتر وقالت ما هذا لا بد أنهم يقرؤون أفكارنا الآن .
ضحكت سارة وطلبت مشروبًا ، فذهبت ريتشل لإحضاره وتجولت الأخيرة بالمنزل ولفت نظرها ، غرفة مغلقة أسفل لدرج ففتحت الباب لتجد الكثير من الصناديق المغلقة بها ، ففتحت أقربهم إليها ، ثم بدأت تصرخ فأتتها ريتشل على عجل وسألتها عما ألم بها ، فاتسعت عينا سارة رعبًا عندما شاهدتها ثم انصرفت مسرعة وهي لا تلوي على شيء .
وقفت ريتشل حائرة ، يا ترى ما لذي أزعج سارة كل هذا القدر ، وانطلقت تنظر داخل الصندوق ، فوجدت خبرًا بشأن حادث أليم ، راحت ضحيته آن فرانك منذ خمسة أعوام ، بينما نجت صديقتها ريتشل من هذا الحادث بأعجوبة الآن تذكرت ريتشل أن صديقتها التي تتحدث معها ليلاً ونهارًا ، ما هي إلا جثة قد دفنت منذ أعوام .
وهي الآن وحيدة دونها ، وتكاد تعاني من اضطرابات شخصية ، هي من ذهبت لتستعير الكتب ، لتثبت أن هذا الفتى ماهو إلا كائن أشبه بالوسيط ، تتحكم الكائنات الأثيرية من خلاله بالبشر وأن ما حدث لعم هذا الطفل ليس سوى مهاجمة من تلك الكائنات لتتغذى عليه ، فجأة انقطع التيار الكهربائي ، ولمحت الطفل يقف في نهاية المدخل بمنزلها ، وهو يبتسم لأول مرة ولا يحملق لها كالمعتاد ، ويقف خلقه كائن مظلم ليس له ملامح محددة ، وهو يقول لها لابد أن لحمك يستحق ، فالكائنات على استعداد تام لتذوقه الآن .