عقب أن قام المؤلف الشهير ، برام ستوكر بإصدار مؤلفه بشأن دراكولا ، لم يكن يعلم بأن فكرة مصاصي الدماء لم تكن مجرد فكرة طارئة ، أو قصة تراثية سوف تتناقلها الأجيال ، وإنما هي عقيدة راسخة في أذهان سكان رومانيا تحديدًا .
وما لا يعلمه الكثيرون ، هو أن دراكولا ما هو إلا الأمير فلاد تيبيس ، ذلك الأمير الدموي الذي اشتهر إبان فترة العصور الوسطى ، بقتله أعدائه بواسطة الخازوق ، وهو عبارة عن وتد يتم إدخاله ، في رشج الضحية ثم يتم وضعه بشكل عمودي ، ليبدو الضحية من بعيد ، وكأنها تطير أو تجلس بالهواء ، ومن أشهر المجازر التي قام بها تيبيس هو قيامه بخوزقة ، أكثر من عشرين ألف رجل وامرأة وطفل ، في حفل ضخم بقصره ، ومازالت ظروف وفاته غامضة حتى الآن .
ولكن منذ العصور الوسطى ، وهذا التاريخ الدموي بكل ما فيه من بشاعة ، هل حقًا اختفى مصاصو الدماء عن أذهان الرومانيون ؟
في عام 2004م في رومانيا ، تلقى رجال الشرطة اتصالاً هاتفيًا من سيدة ، يبدو أنها كبيرة بالعمر وكانت تشتكي من مهاجمة بعض الأشخاص لقبر أبيها ، ثم سحب جثته والتمثيل بها تمامًا ، هنا تحرك رجال الشرطة فورًا للتحقيق في الأمر الذي بدا لهم غريبًا نوعًا ما ، ويشبه طقوس العبادات الجديدة التي تظهر على السطح ، كل فترة .
كانت الشكوى آتية من بلدة صغيرة ، تقع جنوب غربي رومانيا وتدعى مارتنو دي سيوز ، وبالمزيد من التقصي تم اعتقال ستة أشخاص ، كانوا هم من نبشوا القبر ، ليقوموا باعترافات مذهلة حيث أقروا بأنهم هم بالفعل ، من اقتحموا هذا القبر ، في محاولة منهم للتخلص من السيد بيتري توما ، وذلك لأنه أرهقهم كثيرًا ، حيث كان ينهض من قبره طوال الفترة المنصرمة ، ويذهب إليهم يمتص دماؤهم ليلاً ، حتى أرهقهم وأصابهم بالإعياء فقرروا التخلص منه !
بالطبع ذاع الخبر عندما تناقلته وسائل الإعلام المحلية ، وبدأ الناس يتشككون في القصة ، خاصة وأن الكثيرون منهم كانوا يظنون بأن مثل تلك الأمور ، ما هي إلا خرافات تراثية وشعبية قديمة ، ومع استمرار التحقيقات تبين أن بعض من تم إلقاء القبض عليهم ، قد شاركوا في تلك الطقوس للتخلص من السيد بيتري ، وأن ابنته التي أبلغت عن نبش القبر كانت لا تعلم شيئًا عما حدث ، أو ما تم الاتفاق عليه وقد اكتشفت ما حدث لاحقًا .
وأشارت القصة إلى أن السيد بيتري كان معلمًا ، وكان يبلغ من العمر السادسة والسبعين إبان وفاته ، قبل عام فقط من تلك الأحداث ، كان الرجل معلمًا فاضلاً يحترمه الجميع ولم تكن تبدو عليه ، علامات أنه سوف يصبح مصاصًا للدماء بعد موته ، مثل أن تأخذ أسنانه الأمامية في الاستطالة ، أو تسقط أسنانه العلوية قبل السفلية وهو طفل ، أو أن تقفز فوق رأسه قطة ، أو يحلق فوق قبره وطواط !
كانت تلك العلامات تدلل بأن هذا الشخص سوف يصبح مصاصًا للدماء عقب موته ، ولكن السيد بيرتي لم يحدث له ذلك ، ولكن عقب فترة قصيرة من دفنه ، بدأ أفراد عائلته يعانون من أمراض غامضة لا يعرفون لها سببًا ، بدأت بابنة شقيقته مايرلا وانتقلت للجميع ، حتى أتى اليوم الذي أبلغهم أحد الجيران بأنه قد شاهد شبح السيد بيتري يغادر منزلهم ، قبل أن يبزغ الفجر بدقائق قليلة ، وكان يحلق فوق رأسه سرب من الغربان ، مما يعني نذير شؤم على هذا الشخص .
كانت العائلة تعاني من الكثير من الكوابيس ، وكانوا يشاهدون خلالها شبح الجد بيتري ، وهنا قام زوج مايرلا بالاتفاق مع بعض أفراد العائلة ، واتفقوا على الذهاب للمقبرة والقيام بالطقوس التي توارثوها عن أجدادهم للتخلص من بيتري .
ذهب الرجال جميعًا وهم يحملون الأوتاد الخشبية ، والأزميل وانتظروا حتى منتصف الليل ، حتى يقوموا بالطقوس المطلوبة وهناك فوجئوا بما شاهدوا عليه الجثة ، فالرجل كان يجب أن يكون في طور التحلل ، ولكن العكس من ذلك كانت الجثة بحالة جيدة ، وكأنها قد دفنت بالأمس فقط .
قامت العائلة بإجراء الطقوس للتخلص من الرجل ، ثم عادوا إلى منزلهم عقب أن شربوا مياه مخلوطة برماد قلب بيتري ، فاستردوا صحتهم ، بالطبع كان الأمر مذهلاً لرجال الشرطة ، بينما أقر سكان البلدة بأن ما حدث قد تم فعله ، حوالي عشرين مرة من قبل ، وأن بلدتهم النائية شهدت حالات كُثر شبيهة بتلك الواقعة .