سمعنا كثيرًا عن قصص اعتداء الجان على الإنس في صور مختلفة ومتعددة ، ومنها أيضًا الجن العاشق الذي سردنا بشأنه قصتين من قبل ، ولكن هل يمكن للإنس والجن الزواج ؟ قد يدور هذا التساؤل بمخيلتنا ، عندما نقرأ أو نسمع قصة بشأن الجن العاشق ، فكيف يمكن لإنسان أن يتزوج من كائن أثيري ، لا يمكنه رؤيته وكيف يتم ذلك الزواج أيضًا ، هل يكون بعقد مثل زيجاتنا نحن البشر ، أم يكون الميثاق أغلظ وأقوى وله شكل مختلف عما اعتدنا عليه .
كثير من التساؤلات قد تدور بأذهاننا ، في هذا الموضوع تحديدًا ، ولكن تبقى القصص مرهونة وعلى عهدة الرواة لها ، مثلما حدث مع نهال وحبيبها كانجور!
بدأت أحداث القصة بمشاجرة عنيفة ، دارت بين زوجين كان كل من يعرفهما منذ سنوات ، يشيد بقصة حبهما وزواجهما الذي كلل تلك القصة بنجاح ، حسدهما عليها القريب والغريب .
مرت الأيام حيث عاش الزوجان بسعادة بالغة ، حتى بدأت تطرأ على الزوجة وتدعى نهال ، تغيرات غريبة في أفعالها ، فكان زوجها ويدعى شريف يراها ، محملقة بشدة وعيناها متسعتان عن آخرهما ، بشكل مفاجئ أثار الرعب في نفسه ، أكثر من مرة بعد فترة من زواجهما ، حتى أنه قد نهض مفزوعًا في منتصف الليل ، عندما رآها تقف فوق رأسه وهى متسعة العينان هكذا ، فنهض صارخًا بفزع وركض خارج الغرفة ليلتقط أنفاسه ، لتلحق به بسرعة هو نفسه لم يعتد عليها ، وقالت له بصوت غريب وأجش كانجور لا يريدك ويرغب في الزواج بي .
كانت صدمة الزوج المسكين شديدة حتى أنه فقد وعيه ، من شدة الرعب ليستيقظ ويجد نهال إلى جواره ، فيحاول الفرار بعيدًا عنها ، ليجدها تبتسم له ببراءة وكأنها غير مدركة لما حدث ، وأخبرته أنها وجدته مغشيّا عليه بردهة المنزل ، فأخبرت شقيقه الذي صعد فورًا إليهما ، وأحضر الطبيب وطمأنهم على صحته ، وأن الأمر لا يتعدى بعض الضغوط النفسية ، ولعل بعض الراحة من العمل تكون شافية .
جلس شريف يفكر فيما حدث ، هو معروف بأذنه الحساسة لكافة الأصوات ، ومن المستحيل أن يكون ما حدث له مجرد هلاوس ، لم يمض الكثير من الوقت ، حتى حدث أمر آخر ففي إحدى الليالي ، سمع شريف صوت زوجته وكأن هناك شيء ما يقف بحنجرتها ، ويمنعها من التنفس ، فنهض من الفراش وتحسست يده المصباح على الطاولة المجاورة له ، ليشاهد كائنًا أثيريًا لا ملامح له يجثو فوق زوجته ، ويطلق فحيحًا غريبًا ، وهي لا تستطيع التنفس وعيناها متسعتان ، فنهض شريف بذعر من مرقده ليختفي هذا الكائن فجأة ، وتغمض زوجته عيناها ، ثم تفتحهما وقد عادتا إلى نظرتها العادية ، وتسأله بإدهاش عما يفعل بجوار خزانة الملابس !
روى شريف ما حدث لوالدته ، فاقترحت عليه أن يأتي بأحد الشيوخ ليفحص المنزل ، ويرى نهال فقد تكون تعرضت إلى مس ، وبالفعل وافق شريف وأخفى الأمر عن زوجته حتى لا يتأذى شعورها ، ولكن ما أن خطى الشيخ إلى المنزل خطوة واحدة ، حتى اتسعت عينا الزوجة بشدة ، وبدأت ترتجف بعنف في مشهد أفزع زوجها ، ثم تحدثت بنفس الصوت الغليظ الذي سمعه ، شريف في المرة المنصرمة وقالت نفس الشيء ، كانجور لايرغب في وجودك ويريد الزواج بي .
بدأ الشيخ في تلاوة بعض الآيات من القرآن الكريم ، وأخذ يرددها كثيرًا حتى سقطت نهال أرضًا ، فطلب الزوج ألا يلمسها أحد ، حتى هدأت الأخيرة فأمرهم بوضعها في الفراش وتحدث إلى زوجها .
قال الشيخ لشريف أن زوجته ، قد تعرضت إلى المس من جن عاشق ، وكان يحاول السيطرة عليها طوال تلك الفترة ، وأن علاجها سوف يتطلب الكثير من الجلسات ، وشفائها بيد الله عزوجل .
بالفعل خاض الزوجان رحلة للعلاج بالقرآن ، استمرت لفترة طويلة حاول خلالها شريف أن يبدل المنزل ، ولكن والدته رفضت أن يخرج من بيت العائلة ، وصمد الزوجان معًا أمام ما واجهاه من أهوال ، حيث كانت ترتفع درجة الحرارة في المنزل فجأة دون مبرر ، أو تحرك الأشياء من تلقاء نفسها .
بالإضافة إلى بقع الدماء التي كانت تتناثر في أماكن متفرقة من المنزل ، واستمر الأمر عدة أشهر حتى توقف كل هذا وأخبرهما الشيخ أن المنزل قد صار طاهرًا ، وأن الزوجة قد أصبحت بخير وهذا الكانجور قد رحل عنها ، بعدما هدده الشيخ بالحرق إن لم يتركها وشأنها .