لمن لا يعرف فارنسورث هاوس هو فندق صغير مسكون بالأشباح ، يقع في جيتسبورغ بألمانيا وقد تم بنائه عام 1810م ، وفى حدود عام 1863م وأثناء معركة جيتسبورغ في هذا العام استخدم الجنود هذا الفندق كمعقل لهم ، واتخذوا من الغرف العليا منصات لإطلاق النار على أعدائهم .
وقد استمرت المعركة الدامية في نزل فارنسورث هاوس لمدة ثلاثة أيام ، ومازالت أثارها مرئية على جدران الفندق الصغير ، حيث توجد أكثر من 100 فتحة لبعض الرصاصات التي اخترقت الحائط .
وللأسف لم تخلو المعركة من ضحايا بريئة ، حيث أطلق أحد الجنود النار عن طريق الخطأ ، وقتل فتاة صغيرة كانت في غرفة من الغرف وتدعى جينى واد ، ومازال شبح تلك الفتاة يطارد كل من يقطن تلك الغرفة التي كانت بها ، ومازالت صورتها معلقة في تلك الغرفة كما كانت .
وكثير من الناس يلتقطون صورًا لهم مع صورة الفتاة المعلقة ، ولكن دائما لا تظهر صورة الفتاة ، وقد صرح أحد الساكنين بتلك الغرفة أنه كان يسمع صوت تذمر أثناء الليل ، ويشعر أن امرأة تمد يدها الرطبة وتمسك وجهه ، الأمر الذي أفزعه وسقط من على سرير الغرفة ، وبعدها خرج يصرخ مسرعًا من الغرفة ولم يرجع لها أبدًا .
فممرات هذا النزل أثناء الليل يسمع بها أصوات غريبة ، وكأن هناك حصان يمشى ليلًا فيصدر صوتًا مميزًا ، وتصبح الأصوات أكثر علوا ولكنها تتوقف فجأة ، كما أن هناك ظلالٌ غريبة تتحرك ذهابًا وإيابًا في القاعات .
وفى غرفة من الغرف توجد غرفة سارة بلاك ، والتي نزل بها المدعو مارك في إحدى الليالي المظلمة ، فأثناء عبوره ليلًا أراد الإقامة بالنزل ولم يجد إلا تلك الغرفة خاوية ، وبعد فترة قصيرة من نومه إذا به فجأة يرى الأضواء تنير بها وتتوقف فجأة .
كما أن حنفيات المياه أخذت ترشح فجأة لتملئ المياه المكان ، هذا بالإضافة إلى نفس الظلال الغريبة التي بدأت تظهر وتغلق النوافذ فجأة ، وبعد كل ذلك عم السكون مرة ثانية ، فحاول مارك تجاهل كل هذا ومعاودة النوم من شدة التعب .
وأثناء النوم شعر بأن رجلا ينام بجواره ، وسمع أصوات تهمس في آذنة مثل طفل يبكي ، فخرج مهرولاً من النزل وعاد إلى سيارته مسرعًا ليبيت ليلته بالسيارة من شدة الخوف .
ومن الأحداث الغريبة التي كانت تحدث أمام النزل ، أن صبى يدعى جيرمى خرج ذات مرة ليلعب أمام النزل ، وإذا بسيارة مسرعة تأتي وتقتله على الفور ، وقد رأى ضيوف النزل شبح هذا الصبي يظهر أمام النزل ، وأن الحادثة تعاد أمام أعينهم مرارًا وتكرارًا ، كما أن بعضهم تحدث عن رؤية شبح والده يقفز من أعلى الفندق .
والأعجب من هذا كله هو لعب الأشباح ، فبعض ضيوف النزل كانوا يلعبون الشطرنج ، وحينما تركوا اللعبة ليكملوها باليوم التالي ، وعادوا إليها في الصباح وجدوا أن كل القطع قد تم تحريكها !!
وفي حادثة أخرى دخل أحد الضيوف حمام الطابق الثاني ، ورأى الدم يسقط من جدرانه وتروي القصة أن قبل أكثر من قرن من الزمان أصيب أحد الجنود بالرصاص في الطابق العلوي ، أعلى هذا الحمام تمامًا وظل ينزف حتى الموت في هذا المكان .
والمكان بالأعلى مغلق تمامًا ولا يتم فتحة للضيوف ، ولكن في إحدى الليالي كانت هناك امرأة تقطن بنفس الدور العلوي ، وأثناء عبورها بجوار تلك الغرفة ، فتح هذا الباب من تلقاء نفسه ، وعندما نظرت إلى داخل الغرفة وجدت شبحًا مخيفًا جدًا لرجل مليّء بالدماء وبلا عيون .
يبدو أن بجسده طلقات نارية كثيرة ، فأسرعت مهرولة إلى السلم وسقطت من عليه ، وانكسرت رقبتها وماتت على الفور ، وفى يوم آخر استيقظ أحد الضيوف أثناء الليل ، ورأى عبر النافذة أشباح ثلاث جنود يرقدون جرحى في الحديقة بالخارج ، ويطلبون منه النزول لمساعدتهم ، فمازالت أرواح الجنود الذين قتلوا في الحرب عالقة بهذا النزل ، وعلى ما يبدو أنه أصبح مسكونًا بأرواحهم .