قد ترى شخصًا ولا تطمئن له ، منذ أن تقع عينيك عليه ، ولا تدري مبررًا لذلك سوى أن عقلك الباطن ، وهواجسك من تجربة سيئة مع شخص يشبه هذا ، هي ما جعلتك تظن بهذا الشخص الظنون ، ولكن ماذا إن صحت هواجسك ، ووجدت أمامك شيطانًا يريد أن يفتك بك؟ هذا هو ما حدث مع ملاذ .

ملاذ مراهقة صغيرة في السن ، هي وحيدة والديها وفتاة محبوبة من الجميع ، فهي طيبة المعشر ولا تؤذ أحدًا ، وتتعامل مع جميع الناس ببراءة غير متناهية .

في أحد الأيام وبينما تجلس ملاذ بفصلها بالمدرسة ، إذا بها ترى فتاة صهباء وعيناها مثل جمرتين ، أو هكذا رأتهما ملاذ تحديدًا ، فتاة مراهقة مثلها ، ولكنها تثير الهلع في النفس فور رؤيتها ، نظرت ملاذ حولها لتجد أنها الوحيدة التي شعرت بالخوف من الفتاة ، قدمتها مديرة المدرسة لهم بأنها زميلة جديدة لهن وتدعى هوى ، وطلبت من الفتيات حسن استقبالها والتعاون معها ، وأن تصبح شقيقة لهن في القريب العاجل .

اقتربت هوى من المقعد الذي تجلس عليه ملاذ ، لتجلس على المقعد المجاور لها ، وتبتسم لها ابتسامة خبيثة بعض الشيء ، فامتلأت نفس ملاذ بالخوف مرة أخرى ، وهي تتساءل كيف لفتاة في مثل سنها أن تتسبب لها في كل هذا الخوف ، بالتأكيد هي ليست طيبة مثلها .

ظلت ملاذ لفترة من الوقت تتحاشى الحديث مع هوى ، لم لا وهي من تثير الذعر والهلع في نفسها فور رؤيتها ، إلى أن أتت إليها هوى في أحد الأيام ، وسألتها إن كانت لا ترغب في الحديث معها ، فأجابت ملاذ أن لا ، هي فقط لا تعرفها وتخجل من التعرف على الزميلات الجدد ، فأجابتها هوى بأنها إن كانت لا ترغب في التعرف عليها ، سوف تعرفها هي بنفسها بطريقتها ا لخاصة  ، اندهشت ملاذ وسألتها كيف هذا ؟ وما هي طريقتك التي تقصدينها ؟ ابتسمت هوىلا بخبث مرة أخرى ، وقالت لها سوف تعرفين قريبًا .

مرت بالضبط ثلاثة أيام على هذا الحديث ، بين كل من ملاذ وهوى ، حتى نامت ملاذ وحلمت بهوى تأتي إليها ، بأنياب حادة ولها أظافر طويلة للغاية ، وعيناها جمرتان من نار ، وفتحت لها فمها لتجد لسانًا مشوقًا مثل الأفاعي ، وفجأة مدت هوى يديها وأظافرها لتخدش هوى على رقبتها ، صرخت الفتاة لتستيقظ متصببة عرقًا ، وتحمد الله أن هذا ليس سوى حلمًا فقط ، ولكن رقبتها يؤلمها وبالمظهر في المرآة ، أدركت ملاذ بأن ما حدث لم يكن حلمًا ، هي بالفعل جرحتها في رقبتها كيف يمكن أن يحدث هذا ؟

استمرت الرؤى على مدار شهر بالكامل ، وملاذ لا تريد أن تعترف بقدرات هوى ، وظلت تبرر ما يحدث بأنها هي من تفعل ذلك بنفسها أثناء النوم ، أو أن تلك الكدمات والرضوض التي باتت تغزو جميع أنحاء جسدها ، ما هي إلا مرض سوف تكتشفه ، حتى رأتها في المرآه ، نعم ظهرت لها هوى بالمرآة وكأنها تقف خلف حاجز زجاجي ، وكتبت لملاذ على المرآة سوف أقتلك .

ارتعبت ملاذ بشدة وصرخت وذهبت تختبئ أسفل فراشها ، لتدخل أمها إلى الغرفة وهي قلقة بشأنها ، ولكن ملاذ أبت أن تخرج من مكمنها وهي تردد أنت لا تعرفين هوى ، إذا قالت شيئًا تنفذه وأنا لا أحبها ، لا يجب أن أنام حتى لا تقتلني فكل ما بجسدي من جروح وخدوش حدثت أثناء نومي .

ظلت ملاذ مستيقظة لثلاثة أيام متواصلة ، قاطعت الذهاب للمدرسة ودروسها ، لم ترغب في رؤية هوى مرة أخرى ، ولكن كيف للمرء أن يستيقظ دون نوم بشكل متواصل دون أن يسقط صريعًا له ، حتى عقب تناول أكوابًا ضخمة من القهوة والمنبهات ، أخيرًا سقطت ملاذ واستسلمت للنوم ، وما هي إلا بضع ساعات حتى ماتت !

نعم ماتت ملاذ وبفحصها ، لم يستطيع الأطباء معرفة كيف ماتت الفتاة ، وأمام قبرها وقفت هوى دون أن يبدو عليها أي تأثر ، وطفقت تغمغم لملاذ ، حقًا لم أرغب في أن أقتلك ، ولكنك الوحيدة التي كنت تعرفين بأنني لست بشرًا ، كان الهلع بداخلك هو محركي ، لهذا كان لابد لي من التخلص منك ، وداعًا ملاذ لك ولهلعك .

By Lars