يتساءل الكثير منا عن المس ، ما هو المس ؟ هو حالة من دخول الجن أو الشياطين في جسد الإنسان ، ويحدث بسبب تحضير ساحر للجن وتسخيره من أجل أن يمس شخص مستهدف .

وقد يحدث بدون تسخير وإنما قد يحدث نتيجة خطأ ما ، وأهم ما يلعب عليه الشيطان في المس هو الخيال والوهم ، بالنسبة للشخص الممسوس وله أنواع كثر ، مس أذى ومس انتقام ومس عشق ، وقد يكون المس جزئيًا أو كليًا للجسد ، وقد يمتد ليوم أو أسبوع أو فترة زمنية ما ، وهذا هو المس الذي يحدث نتيجة خطأ ما من الشخص .

البداية :
يقول الراوي ويدعى أحمد وله شقيقة تدعى مريم ، ويعيش مع شقيقته وحدهما حيث سافر والديهما للعمل بدولة عربية أخرى ، وفي أحد الأيام اتصل أحد الأعمام ليخبرهم بوفاة الجد ، ويقول أحمد حزنت بشدة فقد كنت أحب جدي هذا ، ولكن أمر الله لا اعتراض عليه .

علم والدي وأتى بالطائرة في وقت متأخر ، وذهبنا سويًا إلى القرية مسقط رأسنا ، وهناك أصر الجميع على الدفن ليلاً وعلى ألا تترك الجثة إلى الصباح ، بحجة أن إكرام الميت دفنه ، فاضطررنا إلى الذهاب إلى المقابر ليلاً في الثانية والنصف بعد منتصف الليل !

من المخيف حقًا الذهاب إلى مكان كهذا في توقيت متأخر ، المكان مظلم وموحش وصامت ، والجميع خائفون حتى من لم يبد ذلك ، ووصلنا إلى المقبرة وفتحت وكان لابد أن يدخل أحد الأشخاص ليسحب الجثة من الداخل ، كان والدي منهار بشدة فلم يتركه الجميع يدخل ونظروا لي بأن أدخل ، حاولت التملص من الدخول ولكن نظر لي الجميع باستنكار ، ولكني اضطررت إلى فعل ذلك رغمًا عني .

عقب دخولي إلى المقبرة وقيامي بسحب جثة جدي إلى الداخل ، شعرت أن قدماي قد دهست شيئًا فخشيت أن أكون دهست عظم أحد الموتى ، فنظرت لأجد صندوقًا خشبيًا قديمًا تحت أقدامي ، يشبه العلب التي نضع بها الخواتم ، انتهت طقوس الدفن وانصرفنا نحو المنزل ، وذهبت لأخلد للنوم فورًا .

غادرنا القرية عقب إتمام طقوس التعزية ، وعدنا إلى مدينتنا وصعدت إلى غرفتي ، فوجدت الصندوق أو العلبة التي رأيتها داخل المقبرة ، فاندهشت لأنني لم ألمسها ، أخذني الفضول ففتحتها لأجد بداخلها خاتم أثري الشكل وله حجر أحمر داكن ، وداخل العلبة حُفرت نقوش بالغة العربية مكتوبة بالخط الكوفي ، وبها عبارة أن من ارتدى رمزك سواك بحق استفار ملعون ، فنظرت للعبارة ببلاهة ووضعت الخاتم مرة أخرى داخل علبته وخلدت للنوم .

اللعنات :
بدأت أواجه أحداثًا غريبة منذ ذلك الحين ، ففي اليوم التالي ذهبت مع والدي إلى قاعة العزاء بالمدينة ، وأثناء عودتنا فجأة ظهرت طفلة في الثالثة عشرة من عمرها تقريبًا وهي تعبر الطريق ، فانحرفت بالسيارة وصاح أبي منزعجًا وغاضبًا في وجهي ، فتوقفت بالسيارة عندما وجدته لم يصدقني أنه كانت هناك فتاة !

فتركت له المقود واستبدلنا مقاعدنا ، ونظرت في المرأة فوجدتها جالسة على المقعد الخلفي ، اتسعت عيناي رعبًا واستدرت فجأة فلم أجدها ، ونهرني والدي بأنني قد جننت وعدنا إلى المنزل .

ذهبت للخلود إلى النوم ، وفجأة استيقظت على صوت قطة صغيرة ، نهضت فنحن ليس لدينا بالمنزل أية حيوانات أليفة ! نهضت وتتبعت مصدر الصوت فإذا بي أجد قطط صغيرة كثيرة جدًا تملأ الحمام بغرفتي ، فعدت إلى الخلف مسرعًا لأصطدم بشخص ما ، صرخت فوجدتها شقيقتي مريم مذبوحة وتقف تنظر لي في مشهد مرعب للغاية ، فقدت وعيي .

استيقظت على صوت بكاء أمي وصوت شقيقتي وهي تحدقها بأنني بخير ، نهضت لأجد نفسي بالمشفى ووالدتي تقل لي أنني مصاب بالصرع ، فلم أفهم ! نظرت فوجدت الخاتم في يدي وقد تغيرت الكلمات عليه وكُتب عليه ملعون سارق الرمز .

نظرت لوالدتي ورويت لها ما حدث بالمقبرة وحتى الآن ، اتسعت عيناها رعبًا وطلبت أن أعطيها الخاتم ، فلم أرغب في أذيتها وطلبت العودة للمنزل .

ظللت بالمنزل أمر بنوبات غريبة ، وأشاهد كائنات سوداء لها ذيول وأعينهم مضيئة ، وفجأة أستيقظ على صوت القرآن حولي ، وفي إحدى المرات سمعت شيخ يقرأ بجواري ويحدث أبي وأمي ويقول لهم أنه قد تخلص من الخاتم بطريقته ، وأن من أعده ساحر كان يرغب في تسخير الجن ، وأن من يرتدي الخاتم سوف يلاحقه الجان ، ويتشكل له في هيئة كل من يعرفهم ، أو يرى الأموات ، وأن العلاج الوحيد الآن هو القرآن .

يقول الراوي مررت بتجربة مروعة ، لن أنساها طوال حياتي ، ولكنها انتهت أخيرًا عقب فترة علاج طويلة للغاية ومؤلمة ولكني الآن تخلصت من تلك اللعنة .

By Lars