جامعة ولاية بنسلفانيا ليست مجرد صرح علمي يتوافد عليه الطلاب لنهل العلم واستقاء المعرفة ، فهي على مدى سنوات عديدة كانت مسرحًا للعديد من الأحداث ، حيث وقعت فيها جريمة غامضة بأروقة المكتبة عام 1969م ، ولم تستطيع الشرطة حل لغزها حتى الآن ، ومازال فاعلها حرًا طليقًا

ففي عام 1969م التحقت شابة جميلة تدعى بيتسي آاردسما بجامعة ميشيغان في أن أربور ، كانت فتاة ذكية ومرحة محبوبة من الجميع ، كان لديها حس فني راقي فقد عشقت كتابة الشعر ، وكانت دائمًا ما تبادر بمساعدة الآخرين .

في ذلك الوقت كان هناك العديد من حوادث القتل تقع داخل الحرم الجامعي ، وكانت هناك مطاردة تجري للإيقاع بقاتل هؤلاء الفتيات ، فصار هناك حالة من البلبلة والرعب لدى كل الطالبات خوفًا من أن يكن هن ضحاياه المقبلات .

لم يستطيع والدا بيتسي تحمل المزيد من القلق على ابنتهما وقرر نقلها إى جامعة أخرى ، وحينما وافقت بيتسي على طلب والديها شعرا بالراحة والسعادة لأنها ستكون بمأمن بعيدًا عن زخم الأحداث .

سجلت بيتسي لدراسة ماجستير اللغة الانجليزية بجامعة ولاية بنسلفانيا ، حتى تكون قريبة من صديقها ديفيد الذي كان يدرس الطب بولاية بنسلفانيا ، فكانت تستقل الحافلة في عطلة كل أسبوع لزيارته والاطمئنان عليه .

وبعد شهرين فقط من وصول بيتسي إلى ولاية بنسلفانيا قررت الذهاب إلى المكتبة لإجراء بعض الأبحاث ، وبينما كانت المكتبة مكتظة بحثت بيتسي عن ركن هادئ تستطيع البحث فيه بتركيز ، فوجد بغيتها في ركن هادئ معزول عن المكتبة نوعًا ما ، فقد كان له سقف منخفض وضوء خافت ، وكان الطلاب يطلقون عليه المدخنة .

وينما كانت بيتسي تبحث في أرفف الكتب الطويلة ، هاجمها شخص مجهول من الخلف ، وأحكم قبضته عليها ثم طعنها بسكين عميق استقر في صدرها ، وأصاب قلبها ، حدث كل ذلك بسرعة رهيبة حتى أنها لم تملك الوقت للبكاء ، فحينما سقطت على الأرض وقع فوقها العديد من الكتب ، وسحب القاتل سكينه بسرعة وهرب دون أن يلحظ أحد .

وكان بعض الطلاب الذين يجلسون في مكان قريب من ذلك الركن قد سمعوا صوت ارتطام شيئًا بالأرض ، وبعد عشر دقائق تقريبًا عثرت عليها فتاة وهي ملقاة على الأرض فطلبت المساعدة ، وعلى الفور تجمع الطلاب وحاولوا إفاقتها فقد كانوا يظنون أنها تعاني من إغماءة بسيطة في البداية حيث كانت بيتسي ترتدي فستانًا أحمر لم يتبينوا من خلاله وجود الدم .

ولكن بيتسي كانت بالفعل قد ماتت بعد خمس دقائق من تعرضها للهجوم ، كان عمرها حينها 22 فقط ، والعجيب أن تلك الجريمة لم يشعر بها أحد ولم يستطيعوا القبض على فاعلها ولا معرفة دوافعها .

فالقاتل لم يخلف أي دليل ورائه ، فكل الطلاب لم يستطيعوا الإدلاء بأي معلومة تفيد في القضية ، فقط فتاة واحدة قالت أنها رأت رجلًا أشقر يركض خارجًا من ذلك الركن وهو يقول : فليساعد أحد ما تلك الفتاة ، ولكن لم يعثر لهذا الرجل على أي أثر بعد ذلك .

وبعد عام من وقوع الجريمة تم القبض على القاتل في جامعة ميشيغان ، وكان اسمه جون نورمان كولينز ولكن أثبتت الشرطة أنه لم يذهب قط إلى ولاية بنسلفانيا ، وهكذا ظل قاتل بيتسي طليق لم تطله يد العدالة ، وظل قتلها لغزًا لم يحل حتى وقتنا هذا .

كل هذا قد يبدو مألوفًا جريمة قتل حدثت وقاتل غير معروف ، ولكن ما حدث بع ذلك هو الأغرب ، فقد تلقت شرطة الحرم الجامعي في السبعينيات بطاقة بريدية كتب فيها لن تستطيعوا القبض على قاتل الفتاة في المكتبة !

وفي عام 1994م وبعد مرور 25 عامًا على جريمة القتل عثر عامل المكتبة على شمعة تحترق في الممر الذي تم فيه قتل بيتسي ، ووجد بجوار الشمعة قصاصات من الصحف حول قضية بيتسي ، وكان إلى جوارهم رسالة كتب فيها : بيتسي آاردسما ولدت 11 يوليو 1947م ، وتوفيت 28 نوفمبر1969م .

وهكذا تحولت قضية مقتل بيتسي من مجرد جريمة قتل إلى أسطورة شبحيه في حرم ولاية بنسلفانيا ، فالكثيرون يعتقدون أن المكتبة مسكونة من قبل شبح بيتسي ، خاصة الطلاب الجدد الذين تنقل إليهم الروايات المرعبة عن مقتل بيتسي آاردسما .

كما ادعى العديد من الطلاب أنهم شعروا بوجودها هناك ، وأنها غالبًا ما تتحرك حولهم ، وهناك من قال أنه شعر بشيء يحاول الاستيلاء عليه وخنقه من رقبته ، وآخرين قالوا أنهم رأوا أنثى غامضة بعيون حمراء متوهجة تنظر في ممرات المكتبة .

والحادثة الأغرب هي تلك التي وقعت عام 1995م مع موظف المكتبة الذي كان يعمل وحده بركن المدخنة الذي قتلت فيه بيتسي ، حيث قال أنه رأى شبح لفتاة ترتدي ثوبًا أحمر ، وفي عينيها ظهرت نظرة حزن عميقة ، وحينما عرضت عليه صورة بيتسي في وقت لاحق لم يصدق نفسه وقال أنها هي نفس الفتاة التي رآها في المكتبة في تلك الليلة .

وفي عام 1998م كان هناك امرأة شابة تبحث عن بعض الكتب في ذلك الممر الكئيب فشعرت أن شخصًا أمسك بها ، فغادرت على الفور إلى منزلها ، ولكنها شعرت بتتبع ذلك الشخص لها ، وفي الليل حينما كانت نائمة شعرت كأن أحد يطوق رقبتها ويحاول خنقها ، وأنها لا تستطيع الصراخ لتنبيه زوجها ، وحينما استيقظت رفضت أن تطأ قدمها مكتبة  جامعة ولاية بنسلفانيا ثانيًا .

By Lars