امتلاك البعض لقدرات ومهارات وصفات حتى وإن كانت مجرد صفات شكلية مميزة ، كل ما يملكونه من تلك الأشياء قد يضعهم في تصنيفات مرعبة ، حد تصل حد وصفهم بالسحرة أو الشياطين ، فكم من شخص تم اتهامه بالسحر وهو يمتلك القدرة على التحريك الذاتي للأشياء عن بعد .
وقد كشف العلم فيما بعد صحة مثل هذه القدرات ، كم من شخص آخر قد املتك القدرة على التحكم في أعضائه ، أو امتلك القدرة على الرؤية الدقيقة في الظلام ، أو ملامح غريبة بعض الشيء ، وكل ذلك يخضع بالطبع لتفسيرات علمية ، ولكن قد نقف حائرين أمام عدد من القدرات ، ما زال رأي العلم فيها ليس قاطعًا.
البداية :
عاش زوجان سويًا لأعوام طويلة دون إنجاب ، خاضا خلالها تجارب عدة من أجل لحصول على طفل يملأ عليهما الحياة ، ويعيشا من أجله ، ومن شدة يأسهما في رحمة الله وعدم تقبلهما لإرادته ، أتت الزوجة بأمر سيء للغاية ألا وهو ، الذهاب إلى العرافات والسحرة ، حيث تمتلئ بهم دولة المغرب الشقيق كذلك .
وأثناء تنقل السيدة من أحد السحرة للآخر ، أرشدتها جارتها ونصحتها بإحدى الساحرات القادمات من أفريقيا ، فهي حسبما روت لها الجارة ، لها باع طويل في المساعدة في مثل تلك الحالات التي تعثرت في عملية الإنجاب ، وبالفعل استمعت لها السيدة ، وذهبت معها إلى الساحرة آملة في حدوث ما عجز الأطباء عن مساعدتها في الحصول عليه.
الوليدة الغريبة :
عقب ذهاب السيدة إلى الساحرة وإتباع ما أشارت إليه الساحرة من تعليمات ، تفاجأت السيدة بحملها عقب مرور شهرين ، واندهشت السيدة فهي لم تكن تتوقع أن تأتي نتيجة مهمة تلك الساحرة بتلك السرعة .
وبالفعل هاتفت صديقتها لتبشّرها بالخبر السار ، وذهبت أيضًا إلى الساحرة لتجزل لها العطاء ، ولكن لفت نظرها ابتسامة تلك الساحرة المخيفة عندما سمعتها تحدثّها ، بأن ما في بطنها أنثى وسوف تكن مختلفة تمامًا عن غيرها من الأطفال.
ظلت الأم سعيدة بحملها طوال تسعة أشهر كاملة ، منذ أن علمت ولكنها كانت تجلس وحدها لتفكر فيما قالته الساحرة بشأن الطفلة ، وكيف علمت بأنها أنثى وهي كانت في الشهور الأولى آنذاك ولم يكن أحد يستطيع أن يعلم جنس الجنين في الشهر الثاني ! ولكنها تغاضت عن أفكارها كمان نصحتها صديقتها ، فهي لا يجب أن تفكر في أي شيء سوى تلك الطفلة التي ستأتي بالأفراح لتسعد قلبها هي وزوجها.
أنجبت السيدة طفلة بالفعل كما أخبرتها الساحرة ، ولكن منذ أوقعت عيناها على طفلتها حتى شعرت هي وزوجها بأمر غريب ، فالطفلة كانت قد وُلدت مفتوحة العنين وصامتة لا تبكي ، لدرجة أن الأطباء قد أخضعوها مرارًا وتكرارًا للفحص من أجل التأكد بأن الطفلة لا تعاني خللاً ما ، وبالفعل كانت الطفلة سليمة تمامًا.
كبرت الطفلة ولكنها لم تنعم منذ نعومة أظفارها بصحبة وأصدقاء قط ، فمن هم في مثل عمرها يكونون صداقات عدة ويتواصلون مع من حولهم عداها ، تلك الطفلة التي أطلقوا عليها اسم منّة ، كانت الفتاة غريبة الأطوار وتتمتع ببشرة شاحبة للغاية ، وعينيها حالكتيّ السواد وواسعتان للغاية ، حتى أنك قد لا تستطيع رؤية بؤبؤ العين نفسه لشدة سوادهما.
خوارق :
كان كل من يتعرف عليها ينفر من هيئتها وشكلها ، وكانت منة وهي في عمر العام تنطق الكلمات بطلاقة وتتحدث بجمل كاملة ، وتتمتع بحصيلة لغوية من لهجة بلدها وبعض الكلمات من الفرنسية ، بالإضافة لملاحظة معلميها بأنها تتمتع بذكاء قوي للغاية ، حتى أنهم قد سألوا والديها إن كان أحدهم يعطيها دروسًا خاصة بالمنزل ، ولكن نفى لوالدين ذلك تمامًا.
وصلت الفتاة للمرحلة الثانوية ، وكانت جميلة ولكنها في نفس الوقت مخيفة ، تمتلك جسدًا ممشوقًا وعينان لا تستطيع النظر إليهما ، حتى القطط تفر هاربة من أمامها ولا تجرؤ على النظر في عينيها.
أصيبت الفتاة بمس ، جعلها تسقط صريعة عدة مرات ، مما دفع البعض للقول بأنها غريبة الأطوار ، وعقب تلك التجربة وشفائها تمامًا منها ، صارت منة تستطيع قراءة أفكار الغير ، وتتنبأ ببعض الأشياء المستقبلية ، وتتوقع حدوث أشياء أخرى ، لدرجة أن زميلاتها قد أطلقوا عليها لقب الشيطانة نظرًا لقدراتها الخارقة ، التي لا يماثلها بها بشر.
وظلت الفتاة على تلك الحال وأمها تتساءل ، يا ترى ماذا حل بتلك الفتاة منذ أن كانت نطفة صغيرة داخل الرحم ؟ هل حقًا لعنتها الساحرة ، أم أنها شيطانه ملعونة بفعل الطريقة التي أتت بها ؟ لم تجد والدتها إجابة على تساؤلاتها سوى حماية ابنتها من الكلمات الجارحة ، حتى تعرف ذات يوم هل هي حقًا ، شيطانه ؟