وقعت أحداث قصتنا الحالية في الولايات المتحدة الأمريكية ، وتحديدًا في مدينة وايتهافون ، وهي أحداث حقيقية تم الإبلاغ عنها وتُعرف باسم القضية رقم Incident No. N3-27244 ، بدأت أحداث القصة مع سيدة تُدعى باتريشيا رايمر أو Patricia Rimier ، التي تبلغ من العمر 35 عامًا ، وتعيش باتريشيا في منزل بمدينة وايتهافون مع زميلة بالسكن .
حيث كانت تعمل باتريشيا كموظفة عادية بإحدى الشركات ، بينما تعمل زميلتها كندالة في مقهى ، وتعيش السيدتان في المنزل بصحبة كلب من نوع جولدن ريتريفر وتُدعى تريكسي.
وفقًا لرواية باتريشيا بدأت الأحداث في يوم 18 ديسمبر من عام 1976م ، عقب عودتها من العمل إلى المنزل ، حيث كانت زميلتها قد خلدت إلى النوم فعليًا منذ عودتها من العمل باكرًا ، وهنا بعد أن تناولت باتريشيا طعامها قررت أن تقرأ قليلاً قبل أن تخلد للنوم هي الأخرى.
أضاءت باتريشيا نور الغرفة بحجرة المعيشة وأشعلت التلفاز وأغلقت صوته ، ثم بدأت في القراءة ، وعقب حوالي نصف الساعة ، لاحظت باتريشيا أن طقس الغرفة قد أصبح أكثر برودة عما سبق ، بطريقة ملفتة جدًا ، فما كان منها سوى أن نهضت عن الأريكة التي كانت تجلس عليها لتتأكد أن كافة نوافذ المنزل مغلقة وأن مكيف الهواء يعمل بشكلٍ جيد.
وبالفعل كان كل شيء على ما يرام ، ولكن ظلت الحجرة باردة بشدة دون وجود مبرر واضح ، في البداية لم تعر باتريشيا الأمر أي اهتمام ، وقررت أن تصعد إلى غرفتها لتخلد للنوم هي الأخرى مثل زميلتها ، ومر اليوم عاديًا للغاية.
في الليلة التالية تكرر نفس الأمر من برودة الطقس داخل حجرة المعيشة ، برد قارس للغاية دون أية مبرر أو إنذار ، وفي هذه المرة كانت زميلتها مستيقظة ، وفي هذه المرة لم تكن برودة الطقس بالغرفة فقط هي الملفتة للنظر ، ولكن صاحب البرودة أيضًا رائحة كبريت قوية ممزوجة ببعض العفونة وكأنها فضلات حيوان ما ، نهضت السيدان لتفتيش المنزل دون جدوى ، فلا يوجد أي مصدر للرائحة داخل المنزل أو خارجه ، أو حتى فوق الدرج ، رغم قوة الرائحة التي لا تطاق فعليًا .
وبحلول الساعة العاشرة مساءً ، بدأ الكلب ينبح بطريقة همجية مذعورة بشدة ، لدرجة أن هذا النباح العالي المتواصل قد دفع بأحد جيرانهما بأن يطرق عليهما الباب ويشتكي من صوت الكلب ، اعتذرت السيدتان عما حدث وانصرف الجار ، وظلت زميلة باتريشيا تحاول إسكات الكلب الذي أخذ ينبح بشدة ، في حين لاحظت باتريشيا أن الرجل لم يشم رائحة الكبريت التي تعبق الجو داخل المنزل ! ونبهت زميلتها لذلك ولكنها لم تعر الأمر اهتمامًا مثل باتريشيا فقد كانت مشغولة بإسكات الكلب حتى لا يبلغ الجيران رجال الشرطة .
ظلت تريكسي على تلك الحالة المذعورة لساعتين متواصلتين ، تنبح لبعض الوقت ثم تصمت فجأة ، وتنظر إلى جانب المنزل وتزمجر ، وفي النهاية هدأت وتقوقعت إلى جوار الأريكة ، بالطبع تسببت حالة الكلب في إرعاب باتريشيا كثيرًا في تلك الليلة ، فقررت أنها لن تنام رغم اختفاء رائحة الكبريت بشكلٍ مفاجئ مع نباح الكلب!
جلست باتريشيا مع تريكسي في حجرة المعيشة ، وقد قررت أن تتناسى ما حدث وتنجز بعض الأعمال المتأخرة في حين خلدت زميلتها إلى النوم ، ولكن ما حدث في تلك الليلة كان عظيمًا.
لم تنتهي تلك الليلة عند هذا الحد ، فبينما كانت تجلس باتريشيا بحجرة المعيشة وتنجز بعض الأعمال ، وجدير بالذكر أن تلك الغرفة موجودة في مواجهة درج تقود إلى مخزن تحت الأرض ، ولكنه كان مغلقًا فالمنزل ليس ملكًا لهما وإنما كانتا تستأجراه .
وبينما كانت تعمل باتريشيا حتى نهضت تريكسي فجأة من فوق الأريكة ، ثم قفزت لتقف أمام الدرج دون أن تنبح ، فقط زمجرة ، ثم بدأت تريكسي تعود بظهرها إلى الخلف مع ارتفاع مستوى نظرها للأعلى تدريجيًا وكأنها ترى شيئًا أو شخصًا ما ، يصعد على الدرج ، شخص هي فقط من تراه .
في تلك اللحظة وصفت باتريشيا أن جلدها وأعصاب عمودها الفقري قد انتصبت تمامًا من شدة الذعر والفزع ، وظلت عيناها تترقبان تلك النقطة التي تنظر لها تريكسي ، فكما صرّحت باتريشيا ، فقد شعرت بأن هناك من يقف أمامها ويحملق بها بشدة ، وهي لا تراه وإنما الكلب يراه.
لا نعلم حتى الآن كيف مضت تلك الليلة على باتريشيا ، ولكن في اليوم التالي الموافق 20 ديسمبر من عام 1976م شهدت باتريشيا إحدى أشهر القضايا آنذاك ، وهي القضية الشهيرة باسم Incident No. N3-27244 ، فأثناء عودتها إلى المنزل عقب العمل وعلى بعد كيلو مترات من منزلها ، تم اكتشاف جثة مجهولة الهوية لفتاة ما تبلغ من العمر حوالي 25 عامًا ، حيث أبلغ صبي كان مارًا تحت الجسر المار فوق نهر ليباي المجاور لمسكن باتريشيا ، وأبلغ رجال الشرطة ، الذين وصلوا إلى مكان الجثة واجتمع معهم أهالي المنطقة.
كانت الجثة تعود لفتاة ما وكانت في الشهر التاسع من حملها بجنين أنثى ، وبتشريح الجثة اكتشف أطباء الطب الشرعي أن الفتاة قد قتلت وتم تقطيع جثتها بسكين حاد مسنن ، وتم وضع بقايا جسدها بالإضافة إلى الجنين المجهض ، موزعين على أربعة حقائب خاصة بالسفر ، ولا يوجد أي دليل مادي على الفاعل وتم إلقاء الحقائب من فوق الجسر غالبًا .
ولم يتم العثور على أنف الفتاة وأذنيها وصدرها ، فقد تم قطعهم ولم يوضعوا مع بقايا الجسد في الحقائب ، وبالفحص لم يُعثر على أي دليل مادي على قاتلها ، أو لماذا حدث ذلك معها ، ولماذا وُجدت الجثة في تلك المنطقة تحديدًا .
وبالطبع ليست هذه هي الأسئلة الوحيدة ، ولكن هل ماحدث بالمنزل لدى باتريشيا له علاقة بالجثة التي وجدت عقب ذلك بيومين ؟ ، وهل تلك كانت إشارة من الشابة القتيلة في محاولة يائسة من العالم الآخر ، ليجد أحدهم الجثة ويعثر على قاتلها ؟ مازالت القضية مفتوحة حتى الآن لم تغلق ، ولا توجد أية إجابات على تلك الأسئلة.