كثيرًا ما سمعنا عن أساطير مختلفة ، بعضها قديم جدًا والبعض الآخر حديث العهد ، ومن بين الأساطير الملهمة ما يعرف بأسطورة جاك الوثّاب أو جاك القفّاز ، وتعود بداية تلك الأسطورة إلى القرن التاسع عشر حيث العصر الفيكتوري بانجلترا ، حيث اندلعت العديد من الحوادث الغريبة التي أثارت الرعب في نفوس السكان بلندن ، لسنوات طويلة دون أن يستطيع أحدهم فك هذا اللغز أو شفرته.
بدأت الأحداث كما تم روايتها منذ عام 1837م ، حيث زعم البعض أن هناك شخصًا ما لديه قدرة عالية على الوثب (القفز) العالي لمسافات مرتفعة ، بمهارة وقدرة غير عادية ، وقد تمت مشاهدته في أنحاء مختلفة بانجلترا ، خاصة في الأراضي الوسطى وفي اسكتلندا ، وأول من رآه كان رجلاً للأعمال شاهده أثناء عودته من عمله إلى منزله .
حيث شاهده الرجل وهو يقفز إلى مسافة عالية للغاية بكل بساطة ، فوق أسوار إحدى المقابر ثم يهبط في مساره وبعدها اختفى تمامًا عن ناظريه ، ولم تكن تتم مشاهدته سوى ليلاً ، وفي الأزقة المظلمة أو بالقرب من المباني المهجورة والأماكن الخالية ، وكان هذا الرجل الوثّاب أو كما عرف فيما بعد بجاك الزنبركي -نظرًا لأنه كان يتحرك بسرعة خارقة وكأنه قد وضع زنبركًا في كعيبيه لا يهاجم سوى النساء أولاً .
تلا ذلك حوادث متفرقة لمهاجمة بعض الشحاذين وقطّاع الطرق ، وكثيرًا ما كان يقف فقط ليراقب دون مهاجمة أي شخص ، وتتم ملاحظته بالمصادفة ، وكان جاك الوثّاب له العديد من الضحايا ، حيث كان يقلبهم في وضعية النوم بعد أن يهاجمهم ويقتلهم ، وكثيرًا ما ترك علامات مميزة على أجساد ضحاياه ويضع أيديهم متصلبة فوق صدورهم .
وكانت آثار مهاجماته تلك لا تُمحى بسهولة ولا يمكن الشفاء منها ، كما قيل بأنه كان يظهر قافزًا أمام العربات التي تجرها الأحصنة مما يتسبب في شعورهم بالرعب فتبدأ الخيل بالصهيل عاليًا ، مما يؤدي في النهاية إلى قفزهم بشكلٍ هستيري ويتأذى من يقود العربات ، جراء التوقف المفاجئ أو انقلاب العربة نتيجة تلك الفوضى .
وكانت آخر مشاهدة لجالك الزنبركي في عام 1904م ، حيث شوهد فوق سطح إحدى الكنائس في ليفربول ، وعندما هم الناس بمهاجمته قفز عن الأرض وفر هاربًا ، وكانت تلك آخر مشاهدة له آنذاك.
والبعض ممن نجا من مهاجمة جاك الوثّاب ، قد وصفوه كالتالي ؛ أنه رجل طويل ونحيل للغاية ، يرتدي معطفًا بشكلٍ دائم ٍوقبعة حالكة السواد ، ويرتدي قميصًا حريريًا أبيض اللون ، وبالنسبة لوجهه فبشرته ساحبة للغاية أشبه بالموتى ، وأصابع يديه طويلة للغاية في مظهر أشبه بمخالب الحيوانات البرية ، يبدو أحيانًا كرجل عادي ، وفي العديد من المرات بدا كأنه جان ذو أعين حمراء مخيفة.
اعتقد الكثيرون أن هذا الرجل ما هو إلا الشيطان ، وقد تجسد في هيئة بشرية قليلاً ، فيما اعتقد آخرون أنه مجرد شبح حيث كان يظهر بشكلٍ مفاجئ في أي زمان ، وأي مكان دون اعتبار لتهديدات الشرطة ، أو تجمهر العديد في مكان ما ، أو بعض العامة من المسلحين .
وذلك لسرعته في القفز وقدرته على الوثب العلي لمسافات غير عادية ، وبسرعة عالية وكأنه يطير ، ومثلما ظهر هذا الشخص فجأة ، اختفى وانقطعت كافة مشاهدته بشكلٍ مفاجئ أيضًا ، ووثائق الضحايا الذين قام بقتلهم ، كانت موثقة ومحفوظة لدى السلطة المحلية بانجلترا ، في الأماكن التي شوهد بها أو التي ارتكب بها جرائمه .
تم الإبلاغ مرة أخرى حديثًا عن مشاهدة جاك الوثّاب في عام 2013م ، ولكن لمرة واحدة فقط ولأسبوعين كاملين ، في شهر أكتوبر أيضًا ، ولكن حتى يومنا هذا لا أحد يعرف هل جاك الزنبركي هو مجرد أسطورة أدت إلى هلوسة جماعية ، أم أنه الشيطان حقًا ، أم أنه مجرد بشر يمتلك قدرات ومهارات متميزة للغاية ، لا أحد يعرف.