الماورائيات أو علم ما وراء الطبيعة ، هو بحر واسع لا يتبحر به سوى القليلون ، نظرًا لغموضه الواضح ، وأيضًا لعدم القدرة الكافية من قبل الكثيرون في التعرف على ماهية ما خلف الستار ، فالأمر قد يتعلق بموهبة أو منحة من المولى عزوجل ، ورفع الغطاء عن البصر بعض الشيء ليرى البعض ما قد وري عن الآخرين .
سبق وأن سردنا قصصًا مختلفة عن الأطفال وكيفية رؤيتهم للأطياف والأرواح على سبيل المثال ، خاصة إذا ما كان الطفل أقل من أربعة أعوام ، حيث تكون حاسة الاستبصار والرؤى واضحة ، فيكشف العديد منهم ما يخفى عنا نحن خلف الستار ، ولعل البعض من البشر يملكون تلك الموهبة والحاسة ، ألا وهي الاستبصار ، فالشعور بالأرواح أو الكيانات غير المرئية ليس بالأمر السهل أو اليسير والمتاح لكافة البشر ، ولكن التجربة فقط هي ما تكشف امتلاك تلك الحاسة أو الملكة أم لا.
في أحد الأيام الموافق شهر نوفمبر من عام 1974م ، وبالتحديد في تمام السادسة والنصف مساء ، تلقت إدارة الطوارئ الأمريكية اتصالاً هاتفيًا من شاب يُدعى رونالد دي جونيور ، وترك رسالة لديهم كان نصها النجدة !! .. أعتقد أن أحدهم قد أطلق الرصاص على والدي.
عندما وصلت قوات الشرطة من أجل المساعدة والبحث في الأمر والتحقيق فيه ، وجدوا ست جثث لأفراد موتى داخل المنزل المقصود ، وقد تم وضعهم جميعًا داخل أسرّتهم أم أنهم قد قتلوا في أسرّتهم بالفعل ، ولا أحد يعلم ، ولكن الجثث كانت تعود لكل من الأب ، والأم ، والأشقاء وهم ؛ دان ويبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا ، جون ويبلغ تسعة أعوام ، أليسون وتبلغ ثلاثة عشر عامًا ، ومارك ويبلغ من العمر اثني عشر عامًا.
وكان رونالد أكبر إخوته ، وجده رجال التحقيقات بالمنزل عندما وصلوا إلى مسرح الجريمة ، وكان هادئًا تمامًا وغير منفعلاً على الإطلاق ! مما أثار دهشة رجال الشرطة ، بالطبع كان رونالد أول المشتبه بهم ، وما لبث أن صار هو المجرم الحقيقي ، تساءل رجال التحقيقات كيف لم ينهار رونالد عقب تلك الأحداث ورؤية جثث العائلة ، والدماء التي أغرقت المكان هنا وهناك .
ولكنه أبدى تماسكًا ملحوظًا واعترف أنه هو من قتلهم جميعًا ، وأنه ببساطة بمثابة البدء في عملية القتل الجماعي لم يستطيع أن يتوقف إطلاقًا سوى بعد القضاء عليهم ، وكان هناك صوت يلح في أذنيه طويلاً أن اقتلهم جميعًا ، وظل هذا الصوت يتردد حتى قام بتنفيذ جريمته.
ولكن دعنا من تلك المذبحة الآن ، ولنعرف ما حدث عقب مرور شهر من تاريخ مذبحة منزل آل جونيور ، ففي ديسمبر من نفس العام أي 1974م ، تم عرض المنزل للبيع وانتقلت إليه عائلة جديدة مكونة من أب وأم هما جورج وكاثي لوتز ، وثلاثة أطفال صغار ، شهدت العائلة الجديدة فترة عصيبة للغاية ، حيث شهدوا تحرك مفاجئ للأثاث بالمنزل ، وأصوات صرخات مرعبة ليلاً ، ونزول دماء طازجة على الحائط بشكلٍ مفاجئ ومثير للعرب .
وبدأ الأطفال يتأثروا بشدة وساءت حالتهم النفسية ، مما دفع الأبوين إلى استدعاء من هم على دراية بمثل هذه الأمور الماورائية لحل تلك المشكلة ، وهنا كان دور كل من إد ولورين وارن متخصصا الماورائيات ؛ وجدير بالذكر أن الماورائيات أو علم ما وراء الطبيعة ليس خيالاً ، فكل ما لا نستطيع رؤيته هو موجود بالفعل ، ولكن ليس كما يتم عرضه بالأفلام والكرتون وغيرها .
ولهذا السبب أسس الزوجين وارن أول وأكبر منظمة تهتم بالعلوم الروحية ، والماورائيات في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1952م ، وخلال فترة عملهما كمختصين في هذا العلم قاموا بحل أكثر من عشرة آلاف قضية حول العالم ، وقاموا بعمل جلسات لطرد الأرواح الساكنة بالمنزل ، بعد أن تلبست روح الأم بالسيدة لوتز وتم تطهير المنزل .
وحاليًا يعد منزل الزوجين وارن أحد المزارات السياحية ، لمحبي قصص الرعب والأماكن المسكونة ، حيث يعرض به الزوجين كافة ما قاما بالاحتفاظ به من أشياء جمعوها خلال رحلاتهما حول العالم ، من أجل القيام بعملهما ، وتم عمل فيلمًا يوثق واحدة من أعمالهما وأساسها قصة منزل رونالد جونيور وهو فيلم The Conjuring.