بالطبع قد تكون شاهدت فيلمًا ، عن طفل يشبه الشيطان وقد حلت عليه لعنة ما ، فتركه أبواه اتقاء لشروره ، ويكتشفوا بالفعل أنه الشيطان ، كم من الأفلام الخيالية التي رسخت لتلك الفكرة ، وأن الطفل المشوّه ما هو إلا ابنًا للشيطان ، أتى به عن طريق زواجه من بني البشر ، من أجل السيطرة ، بالطبع عندما تسمع عن تلك القصة تقول أنها أساطير وخرافات ، ولكن ماذا لو اكتشفت أنها حقيقة ؟

في عام 1856م ، تم تشييد منزل ضخم في شيكاغو من أجل رجل ثري يُدعى شارلز هيل ، وقد تم رفعه على طابقين اثنين واحتل مساحة واسعة من أجل رفاهية العائلة ، ولكن للأسف توفيت زوجته عقب مرور أربعة أعوام من تشييد المنزل ، ثم مات طفليه بعدة عدة أعوام ، مما تسبب لشارلز في صدمة جعلته يتخلى عن منزله وتركه ، وذهب للعيش في منزل صغير ، ومنح منزله لصالح المؤسسات الخيرية .

بالطبع لا تمر مثل هذه الأحداث مرور الكرام ، فقد ظلت روح الزوجة عالقة بالمنزل ، خاصة في أعقاب حريق شيكاغو الشهير والذي راح ضحيته ، آلاف من القتلى والمشردين ، وهنا تزاحم الكثيرون من أجل الحماية بهيل هاوس الذي تم فتح أبوابه على مصراعيها من أجلهم ، وقد تم عمل توسعات كبيرة بالمبنى ، وإلحاق برامج تأهيل وهكذا ، وظلت الأمور تسير على ما يرام إلى أن تساءلت ثلاث سيدات من أصول إيطالية عن الطفل الشيطان !

رواية عن الطفل الشيطان
يقال أنه في تلك الفترة كان هناك رجلاً ملحدًا يعيش مع زوجته المتدينة ، هذه المرأة التي لا تنفك عن الدعاء والصلاة ، ولم يكن زوجها يعمل بالمثل بل كان على اختلاف تام معها ، فقد قام في أحد الأيام بضربها ضربًا مبرحًا ، ومزق صورة العذراء مريم ، قائلاً أنه لا يرغب برؤية هذه السيدة ، ولا يطيق تلك الشعائر الدينية الفجة ، فما كان من المرأة سوى الانهيار التام والبكاء ، ولكنها استمرت لسنوات عدة فيما تفعله .

وفي أحد الأيام عاد الزوج مخمورًا بشدة ، وكالمعتاد بدأ في توبيخ زوجته ، ونهرها بسبب تدينها الشديد ، وأقسم أنه لا يريد أن يرى أية صور للعذراء مريم مرة أخرى في منزله ، ومزق الصورة على الحائط قالاً أنه يريد أن يتقاسم غرفته مع الشيطان ولا يريد أن يتقاسمها مع السيدة مريم ، قد تكون أبواب السماء قد فُتحت آنذاك لتستجب له ما أراد في تلك اللحظة ، فعقب مرور تسعة أشهر أنجبت زوجته طفلاً غريب الملامح ، لا يشبه أي طفل آخر فقد كان طفلاً مشوهًا وبشعًا للغاية ، ودميم الوجه بشدة ، وما أن رأته السيدة حتى توفت عقب الولادة بعدة ساعات .

وظل الرجل مع الطفل عدة ساعات لا يعرف ماذا يفعل به ، هل يقتله أن يدفنه حيًا وكيف سيواجه من حوله بطفل بشع وأشبه بالشيطان كهذا؟ هنا واتت هذا الرجل فكرة بأن تركه أمام باب مبنى هيل هاوس ، ويقال أن العاملات داخل المبنى قد تحفظن على الطفل ، إلى أن كبر قليلاً فأخذنه من أجل تعميده وتخليصه من الروح الشريرة التي تسكنه ، إلا أن الطفل أبى ذلك بشدة ، وهنا أسقط في أيديهن ، وقمن بدفنه في قبو المنزل ولا يعرف أحد ماذا حل به .

يقال أن العديد من المقيمين بهيل هاوس قد سمعوا بكاء طفل ، يأتي من قبو المنزل ولكن لا أحد يعرف مصدر الصوت أو من أين يأتي ، بالإضافة إلى رؤيتهم لشبح السيدة هيل زوجة مالك المنزل الأصلي ، في أوقات متأخرة من الليل وهي تتجول بالمكان بحثًا عن شيء ما ، مما جعل المنزل يُصنف كأحد الأماكن المسكونة بالأشباح في أمريكا ، إلى أن تم إغلاق المؤسسة الخيرية بالمنزل في عام 2012م ، وتحويله إلى متحف .

By Lars