كثيرون هم من يعشقون الدمى ، ويحبون امتلاك العديد منها ، خاصة ذات الحجم الضخم ، والتي تشعر معها بأنها إنسانًا ، يجثو إلى جوارك ، ولكن من منا تساءل من قبل ، عمن امتلك تلك الدمية قبله ؟ ، أو ماذا رأت عينا الدمية قبل أن تصل إلى يديك ؟ هل تساءلت يومًا عما مرت به الدمية من أحداث من قبل ؟ ، وهل أثرت الأحداث التي رأتها الدمية ، عليها باعتبار أن الجماد هو كائن حي مثلنا ؟ إليكم قصتنا .
البداية ..
وقعت الأحداث منذ بدايتها في دولة اليابان ، وتحديدًا في عام 1918م ، حيث يقوم أحد معارض بيع الممتلكات القديمة ، مثل ما يُعرف لدينا بسوق الروبابيكيا ، وأثناء تجوله بالسوق ، قام طفل في السادسة عشرة من عمره ، ويُدعى إيكيشي سوزوكي ، بشراء دمية من هذا المعرض ، لأخته الصغيرة ذات العامين من عمرها ، باعتبارها هدية لطيفة تناسب طفلة صغيرة ، وبالفعل طارت الطفلة فرحًا بتلك الهدية المميزة .
ولكن ماذا عن الدمية ؟ ، كانت الدمية مصنوعة من البورسلين ، ويبلغ طولها حواليّ أربعون سنتيمتر ، ويزين رأسها شعرًا أسود اللون ، ولها عينان سوداوان لا جدار فيهما ، وترتدي العروسة زي الكيمونو المميز لليابانيين ، فرحت الطفلة بالهدية ، وأرادت قص شعرها حتى تشعر بأن الدمية مثلها تمامًا ، كما أطلقت عليها اسمها أيضًا أوكيكو .
أحداث مريبة ..
بعد فترة قصيرة من اقتناء الدمية ، أصيبت الطفلة بنوع شديد من أنواع الأنفلونزا ، حيث ارتفعت حرارتها ، وأصيبت بتشنجات متفرقة ، والتي أرقدتها فترات طويلة بالفراش ، وكانت تنام الطفلة في فراشها إلى جوار دميتها ، حيث كانت تحدّثها بالساعات التي تستفيق بها ، ولكن سرعان ما لقيت الطفلة حتفها بشكل مفاجئ .
بالطبع انهار أهل الطفلة بشدة ، إثر وفاتها ، وبالطبع كانت الدمية أوكيكو هي التذكار الوحيد للطفلة بعد وفاتها ، وتم وضعها في مكان خاص داخل المنزل ، من أجل طفلتهم ، وبقوا إلى جوارها بالساعات ، وأحاطوها بالبخور والزهور ، والأدعية ودائمًا ما كانوا يصلون إلى جوارها ، ولكن بعد فترة قصيرة من هذا الأمر .
لاحظ أفراد المنزل شيئًا مريبًا ، فقد بدأ شعر الدمية في النمو مثلها ، مثل أي طفلة حقيقة ! ، فحاول أفراد العائلة قص شعر الدمية ، كما فعلت الطفلة قبيل وفاتها ، ولكنهم لاحظوا أنه قد استطال في الشهر التالي !
فقرر أفراد العائلة إرسال عينة من الشعر ، إلى أحد المعامل من أجل تحليليه ومعرفة ماذا يحدث ، فجاءت الإجابة الصادمة من المختبر بأن الشعر حقيقي ، وليس صناعي لذا قرر أفراد العائلة ، إرسال لدمية إلى أحد المعابد في هوكايدو ، وهناك احتفظ الكهنة داخل المعبد بالدمية ، وظل رواد المعبد يتوافدون إليه ويدعون للطفلة المتوفاه ، وفي نفس الوقت يقوم الكهنة بقص شعر الدمية ، كل عام في نفس الوقت .
القصة لم تنتهي بعد ..
في الأعوام الحالية ، قرر أفراد الأسرة فحص شعر الدمية مرة أخرى ، وتم إرسال عينة جديدة بعد التطور الهائل الذي حدث بالطب الشرعي ، فالطبع هناك فرق بين نتائج منذ عام 1938م والعام الحالي ، وبالفعل أكد المعمل أن الشعر آدمي ، وكان لطفلة تبلغ من العمر عشرة أعوام ، توفت وهي صغيرة إثر مرض جيني ، ولكن لا أحد يعرف تفاصيل وفاتها .
وجدير بالذكر ، أن الدمية تم وضعها في صندوق خشبي ، ولازالت معروضة داخل المعبد حتى يومنا هذا ، والسياح يأتون لزيارتها بشكلٍ دائم ، مع استمرار طقس قص شعر الدمية كل عام ، ولكن هل كانت أوكيكو تتحدث مع الدمية ، أم مع الطفلة صاحبة الشعر الحقيقة ؟ ، وهل من الممكن أن تحمل الدمية جزءً من روح الطفلة التي امتلكتها ؟ كلها أسئلة محيرة ، ولكن يبقى السؤال الأكثر أهمية ، وهو كم من الأطفال شاهدت العينان البورسلين ، قبل أن تستقر الدمية كاملة داخل المعبد ؟ لا أحد يعرف حتى الآن.