تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة ، بيومها الوطني في اليوم الثاني ، من شهر ديسمبر ، من كل عام ، وقد خصصت هذا اليوم بالذات ، يومًا وطنيًا لها ، تمجيدًا للذكرى الخالدة ، والانطلاقة التاريخية المجيدة ، لإجماع ، واتحاد حكام مختلفة الإمارات بالمملكة العربية المتحدة ، وتتمثل هذه الإمارات في : ” إمارة أبوظبي ، وإمارة ودبي ، وإمارة الشارقة ، وإمارة عجمان ، وإمارة الفجيرة ، وإمارة أم القوين .. وقد حدث ذلك في يوم الثاني من شهر ديسمبر لعام 1971 من الميلاد .
وقد تم الاتفاق فيما بين أولئك الحكام العرب ، على أن يتحدوا فيما بينهم ، ويوحدوا كيان بلادهم ، ويكونوا يدًا واحدة ، وبالتالي فقد تم إقرار دستور ، بشكل مؤقت ، يعمل على تنظيم شئون الدولة ، ويصبو إلى تحديد أهدافها ، وفي خلال اليوم العاشر ، من شهر فبراير ، لعام 1972 من الميلاد ، تم الإعلان عن إمارة رأس الخيمة ، بالانضمام أيضًا لذلك الاتحاد ، وبذلك يتم اكتمال عقد الإمارات السبع ، والاندماج فيما بينهم تدريجيًا ، ساعين نحو التقدم ، والازدهار .
حيث أنه في عام 1968 من الميلاد ، تم الإعلان من قبل دولة بريطانيا ، عن مدى رغبتها في الانسحاب ، وذلك من كافة مستعمراتها ، ومحمياتها ، الموجودة في الشرق الأوسط ، وقد تم الانسحاب فعليًا ، في نهاية عام1971 من الميلاد ، وكان من الممكن ، أن يتسبب ذلك في خلل استراتيجي ، وسياسي في المنطقة ، إذا لم يتم الاستعداد من قبل أبناءها ، كي يتسلموا زمام الأمور ، بطريقة صحيحة .
وقد بدأت فكرة الاتحاد في التبلور ، خلال الاجتماع ، الذي عقد بين كل من الشيخ زايد بن سلطان ( آل نهيان ) ، بالإضافة إلى الشيخ راشد بن سعيد ( آل مكتوم ) ، وكان ذلك في قرية تسمى السميح الحدودية ، وذلك في يوم 18 ، من شهر فبراير ، لعام 1968 من الميلاد ، وقد اتفق الشيخان على أن السبل الأفضل للبلاد ، تتمثل في أن يتم الاتحاد بين كل منهما ، وأن تتم الدعوة للإمارات الخليجية ، للدخول في ذلك الاتحاد .
وقد تم لهما ما أرادوا ، هذا إلى جانب إمارة البحرين ، وإمارة قطر ، في الاجتماع الذي تم انعقاده في دبي ، وتمت الموافقة على تشكيل لجنة ، ليتم خلالها دراسة الدستور ، الذي تم اقتراحه ، ولكن تلك المحاولة ، قد باءت بالفشل ، وتم الإعلان من قبل البحرين وقطر ، عن الاستقلال ، والسيادة لكل منهما ، كل على أراضيه بشكل مستقل .
عقب ما حدث ، تهيأ كل من الشيخ راشد ، بالإضافة إلى الشيخ زايد ، لضم السبع إمارات ، السابق ذكرها ، ولكن تلك المحاولة أيضًا باءت بالفشل ، من جراء العديد من خلافات ، التي نشبت حول العديد من الأمور ، وكان من أبرز المشكلات موقع عاصمة الاتحاد ، وطريقة تمثيل أعضاء الإمارات في مجلس الاتحاد ، ولكنهما لم ييئسا ، وأعادا المحاولة مرة أخرى .
وفي تلك المرة تم تكليف عدي البيطار ، وهو المستشار القانوني ، الخاص بحكومة دبي ، المتعلقة بكتابة الدستور ، وبالفعل تم إقرار الدستور الاتحادي لدولة الإمارات مبدئيًا ، وكان في مساء اليوم الأول من شهر ديسمبر لعام 1971 من الميلاد ، وفي اليوم التالي تم الاجتماع بين الإمارات السبع ، وذلك في دبي ، وبالأخص في قصر الضيافة ، وتم الاتحاد بنجاح .