قد أنشأت مدينة تل العمارنة من خلال الملك أمنحتب الرابع أو الفرعون “إخناتون” في 1370 قبل الميلاد، وقد كانت العمارنة تعتبر هي المقر الرسمي لحكمه والمدينة المخصصة لعبادة الإله آتون، تعد تل العمارنة هي مدينة أثرية توجد في الضفة الشرقية من نهر النيل داخل محافظة المنيا حالياً قي صعيد مصر، وكانت تعتبر هي من رموز العقائد الثورية ونقشت على جدارها التراتيل الخيالية، كما سمى المؤرخون وعلماء المصريات تل العمارنة باسم “مدينة الأسرار الدينية الغامضة” وسميت ايضاً “تعويذة شرقية”.

اسرار غموض مدينة تل العمارنة

تل العمارنة هي المدينة الغامضة المليئة بالاسرار، فهي مازالت للآن تشتمل على الكثير من الأسرار، وكانت أول مكان ظهرت فيه رسالة توحيد التي تدعو لعبادة الإله الواحد آمون فى كل العالم، وقد جعلها إخناتون هي العاصمة الجديدة لمصر في حكمه، بعد انشائها بحوالي 3 سنين، دشن فيها 16 لوحة حدودية بهدف حمايتها، وتشتمل 3 أحياء و3 قصور و3 معابد و782 منزلاً وكان بها الكبري العلو الأول فى تاريخ البناء.

وقد أقسموا يميناً بعد اشنائها بعدم ترك المدينة والدفاع عنها، وكذلك نقشت النصوص والأناشيد الدينية على جدران المعابد، وقد كان يومياً يوجد وقت لعبادة آمون في فترة شروق وغروب الشمس، وكانت اجتماعات الحكومة تتم داخل القصر الملكى، كما تعتبر تل العمارنة هي أول مدينة قد ظهر فيها دور للمرأة المصرية، من خلال الملكة الزوجة نفرتيتى  فى دعم زوجها، فهي تعتبر أول من آمن بدعوة زوجها، وقد حاول بإصرار على استمدامة الدعوة، بعد تدخل والدة الملك تى، فعزلت وعين ابنتها الكبرى لتكون أميرة للعاصمة فى نهاية حكمه.

كيف بدأت فكرة انشاء تل العمارنة

يقال أن إنشاء تل العمارنة شرع في عام 1346 قبل الميلاد، وهذا بعد 5 سنوات بالتقريب من وصول الفرعون للحكم، رغب إخناتون أن تصبح المدينة عاصمة مصر الجديدة، كما رغب أن تبنى العاصمة بسرعة، وبسبب ذلك، أنتهى من بناء المدينة في خلال خمس سنوات بالتقريب، بعد موت إخناتون ظل المصريين يعيشون داخل المدينة، وكان هذا لمدة عشر سنوات فقط، وبعد هذه المدة اضحت العمارنة مهجورة تمامًا، وقد بقيت غير مأهولة بالسكان حتى وصل الرومان في الاخير لهذه المنطقة.

أحد أكثر الأمور المذهلة في تل العمارنة هو أساس فكرة بناؤها وهو أن تكون مدينة بطراز  حديث، تحتوي على الكثير من الضواحي والطريق الرئيسي الذي يمر في وسط المدينة، ونظرًا لتميز تصميمتها وتخطيطها الحديث، فيقول الكثير من الاشخاص بأنها لا يمثل بشكل كبير المدن المصرية القديمة، لكنها برغم من ذلك تقدم قدرًا لا يحصى من المعلومات المرتبطة بفترة حكم أحد أكثر الفراعنة إثارة للاهتمام في مصر.

والعمارنة كانت عكس اغلب المدن المصرية القديمة الأخرى، فقد أثبت تل العمارنة أنه من الصعب جداً أن يتم الكشف عن كل أسرارها، عندما تم البحث من خلال أنقاض المدينة التي كانت لأول مرة في عام 1824، تم إيجاد الكثير من الاكتشافات، لكن هذه الاكتشافات لم تثبت منطقيها لمن اكتشفوها، حتى بعد عمل الكثير من التحقيقات، فلم يستطيع علماء الآثار وعلماء المصريات فهم ما هي الأهمية التاريخية الحقيقية لهذه المدينة.

وقد مضت الكثير  من السنوات حين تم اكتشاف من خلال الآثار أن هذه المدينة كانت في يوم من الأيام عاصمة للفرعون إخناتون، ففي الحقيقة، استغرق الأمر ما يقرب من قرن لمعرفة الاسم الصحيح للفرعون، والآن الجميع يعلم أن هذه المدينة كانت في يوم موطنًا لما يقرب من 20 إلى 50 ألف شخص، كما كان هناك قصر ملكي كبير ويوجد الكثير من المستودعات والمباني حكومية وعدد لا يحصى من المنازل وحمامات وحتى يوجد حديقة للحيوانات.

وبالرغم من عدم توفر الكثير من آثار المدينة الأصلية، لكن الكثبر من الزوار شاهدوا بسهولة الشكل الكامل للمدينة كما كانت قديماً، ويرجع الفضل في هذا إلى الكثير من الأساسات المكشوفة، حتى الآن، يوجد العديد من الابحاث التي تدرس حول مدينة تل العمارنة القديمة، لأنه باختصار هي يعتبر أحد أهم الاكتشافات الفرعونية على الإطلاق.

آثار تل العمارنة

توجد المباني الأساسية لللك أخيتاتون في جانبي الطريق الملكي، وأكبر مبنى بالعمارنة  هو المعبد الكبير لآتون، وهو في على شكل سلسلة تتكون من مجموعة من المحاكم التي تحاط بأسوار تصل للطريق إلى الحرم الاساسي، ومبني في الهواء الطلق بالكامل، وبالقرب من معبد آمون الكبير يوجد القصر وهو يعتبر مقر إقامة للعائلة المالكة، كما كانت المساكن داخل تل العمارنة مبنية من خلال الطوب اللبن، وقد طليت الجدران والأرضيات والأسقف لكثير من الغرف بشكل طبيعي وحيوي، كما كان لكل منزل كبير ضريح فيه لوحة تصور الملك أخناتون داخل حضن عائلته الحنونة.

من بين الاكتشافات الأثرية الهامة الأخرىفي تل العمارنة هي تماثيل نصفية للملكة نفرتيتي داخل منزل النحات تحتمس، إلى جانب 300 لوح مسماري تم اكتشافهم بالصدفة عام 1887 من قبل فلاحة، من خلال هذا كان من الجائز ارجاع بناء الشؤون الخارجية للمملكة المصرية جزئيًا في نهاية الأسرة الثامنة عشر، كانت البيوت في العمارنة على عكس تلك التي في طيبة، فقد كانت فيلات النبلاء في أخيتاتون مكونه فقط من طابقًا واحدًا فقط، وكان في العادة يكون سقف غرفة المعيشة المركزية هو أعلى نقطة من كل باقي المنزل، مما يسمح بدخول كل من الإضاءة والتهوية، وقد كان يعيش كل من العمال داخل منازل صف بسيطة.

تم حفر قبور للمسؤولين، وهي كانت شبيه لتلك القبلور الموجودة في طيبة، وكانت تقع في تلال الصحراء إلى الشرق، وعلى الرغم من أن النقوش المرسومة داخل مصليات المقابر في الاغلب تم تنفيذها عاجلاً وسريعاً، إلا أنها تعتبر مصدرًا اساسياً للمعلومات عن الحياة اليومية وديانة لإخناتون، كما قد ساعدت تلك النقوش التي على جدران المقابر على تصور الكثير من الابنية الدينية والملكية للمدينة الباقية على تفسير البقايا المعمارية القليلة التي تتواجد في المكان.

كما اشتملت مقبرة أخناتون وعائلته التي توجد في الجانب الشرقي للمدينة بجوار مجرى مائي جاف، على مشهد غير مسبوق للعائلة المالكة التي كانت في حالة حداد على وفاة الأميرة ميقاتون التي دفنت هناك، فقد أوضحت الحفريات التي تم اكتشافها في تسعينيات القرن التاسع عشر وأواخر السبعينيات عن وجود شظايا من تابوت أخناتون المحطم بالعمد وكذلك الكثير من الأوشابتي المكسورة في وقته دفنه، بعد هجر أخاتون للمدينة، تم تفكيك المعابد التي في العمارنة لعمل مشاريع بناء جديدة، وقد قام الفرعون رمسيس الثاني بأعادة استعمال الكثير من الكتل الحجرية التي بنى بها معابد آتون لعمله في اثناء عمله بمدينة هرموبوليس القريبة.

By Lars