هو صلاح عطية ، كان يعمل مهندسًا زراعيًا ، اتسم بفيض من العطاء ، كان حقًا نعم الرجل ، فقد تعلم تعليمًا عاديًا ، كما كان لوالدين فقيرين ، فلم يهتم يومًا بالمظاهر البالية ، حيث لم يقم في يوم من الأيام ، بارتداء الملابس الجديدة ، حتى الأحذية ، فكان يلبس مقاسًا ، أكبر من مقاس قدمه ، لأن والده كان يخشى أن تكبر قدم ابنه ، ولا يتمكن من شراء حذاء له .
كان صلاح عطية من قرية صغيرة ، يطلق عليها اسم ،( تفهنا الأشراف ) ،كانت قرية متواضعة ، في مركز ميت غمر ، الموجود في محافظة الدقهلية ، وفي يوم من الأيام ، كان هناك مجموعة ، تتكون من تسعة أفراد ، وقد تخرجوا في كلية الزراعة ، وكانوا يعانون من الفقر الشديد ، فقرروا عمل مشروع دواجن ، وكانوا في حاجة إلى شريك عاشر .
قام كل منهم بدفع مبلغ 200 جنيه ، ولكنهم كانوا لا زالوا يبحثون عن الشريك العاشر ، إلى أن جاء أحدهم ، وهو صلاح عطية ، وأخبرهم بأنه قد عثر على الشريك العاشر أخيرًا ، فسألوه في نفس واحد : ” ومن هو ذلك الشريك يا صلاح ؟ “
فرد عليهم صلاح عطية ، قائلًا : ” إنه الله ، فهو نعم الشريك ، وسيكون له عشر الأرباح ، نظير أن يرعانا ، ويبارك لنا في مشروعنا ، وبالفعل ، تم كتابة العقد ، وكان من بين نصوصه ، أن لله 10 في المائة ، من الأرباح ، وتم توثيقه في الشهر العقاري .
بدأ المشروع ، وكانت أرباح الدورة الأولى ، غير مسبوقة على الإطلاق ، وفاقت جميع التوقعات ، ولما جاءت الدورة الأخرى ، تم زيادة النصيب الربح ، الخاص بالله ، سبحانه وتعالى ، إلى 2 في المائة ، وظلت الأرباح في زيادة ، وكلما زادت الأرباح ، تم زيادة نصيب الله ، جل علاه ، إلى أن وصل سهم الله إلى 50 في المائة .
نأتي إلى كيفية إنفاق الأرباح ، الخاصة بنصيب الله ، سبحانه ، وتعالى ، والتي تم إنفاقها في إنشاء معهد ديني ، متخصص في المرحلة الابتدائية ، للبنين فقط ، ومن ثم إنشاء آخر للفتيات ، بعد ذلك ، تم بناء معهد خاص بالمرحلة الإعدادية ، أحدهما للبنين ، والآخر للبنات ، وبعد فترة ، تم إنشاء معهد خاص بالمرحلة الثانوية ، واحد للبنين ، والآخر للبنات .
بعد ذلك ، تم بناء بيت مال للمسلمين ، ومن ثم تم التفكير في إنشاء كليات متخصصة داخل القرية ، ولكن للأسف ، تم رفض الفكرة ، وبعد فترة ، تمت الموافقة ، بعد إنشاء محطة القطار ، ومن ثم تم إنشاء بيت للطالبات ، وآخر إلى الطلاب ، وظلت الجهود في ازدياد ، والمشروعات في تقدم ، يومًا بعد يوم ، إلى أن تم تخصيص المشروع كله لله ، يخصص فيه نصيب للأيتام ، والأرامل ، والمحتاجين ، على كل شاكلة .