كان الشاب طارق الوادعي ، رحمة الله عليه ، شابًا سعودي الجنسية ، وقد توفاه الله ، جل علاه ، في عمر الخامسة والثلاثين عامًا ، كان الشاب طارق الوادعي من محافظة ، تسمى سراة عبيدة ، الكائنة في عسير ، ومن الجدير بالذكر ، أن الوادعي تمكن من تحدي إعاقته البدنية ، واستطاع أن يتم حفظ القرآن الكريم بشكل كامل ، في مدة أقصاها خمسة أعوام .
وقد أتم الوادعي حفظ القرآن الكريم ، على يد معلم فاضل ، كان يأتي إليه في المنزل ، ويقوم بتحفيظه القرآن الكريم ، خطوة بخطوة ، إلى أن أتم حفظه بمشيئة الله أولًا ، ثم صموده ، وعزمه ، وإصراره ثانيًا ، لم يكتف ذلك المعلم الجليل بتحفيظ ذلك الشاب الفذ القرآن الكريم فقط ، بل إنه لما رأى فيه فطرة سليمة ، وعقلًا واعيًا ، عكف على تعليمه أسباب النزول ، بالإضافة إلى قواعد اللغة العربية ، إلى جانب العديد من المعاني الأدبية ، وكذلك البلاغية ، الموجودة في القرآن الكريم .
وكانت إعاقة الوادعي ، تتمثل في أنه لم يكن يتمكن من التنقل بين الغرف ، الموجودة في المنزل ، حيث إنه كان يعاني ، رحمه الله ، من إعاقة كانت تصيب رجليه ويديه ، حيث كان يعاني من ضمور حاد في العضلات ، فضلًا عن انحناء بين في العمود الفقري ، وحتى يتمكن ذلك الشاب الواعي من الانتقال بين الغرف الموجودة في المنزل ، كان يقوم بالزحف أرضًا على جسمه ، كما كان ينام في الليل على بطنه ، وصدره ، ولم يكن يستطيع أن يشرب إلا بواسطة أسنانه ، وكان أيضًا يأكل بواسطة فمه ، في مكان يرتفع قليلًا ، عن مستوى الأرض .
وقد أثبت الشاب السعودي الواعي ، طارق الوادعي ، أنه لا يوجد شيء ، أيًّا ما كان ، يمكن أن يوقف حلم ، وطموح أي شاب ، من أن يتم حفظ كتاب الله ، جل علاه ، أو أن يتعلم أيًا من العلوم المثمرة ، والمتعددة ، فلا يوجد إعاقة تمنع أحدًا ، من تحقيق طموحه ، لا بد فقط أن تتوفر عزيمة لدى الإنسان ، وإصرار على الوصول إلى هدفه ، وسيتمكن لا محالة ، إلى الوصول إلى ما يطمح إليه ، وأنت ما عقبتك في الحياة ؟ واصل عزيمتك ، تصل إلى ما تريد .