مدينة الأشباح أو كما تعرف حول العالم مدينة بريبيات ، وهي مدينة تابعة لأوكرانيا وكانت فيما مضى تابعة للاتحاد السوفيتي ، لا يوجد شخص واحد يعيش في بريبيات ، التي تحولت إلى أكثر مدن العالم رعبًا بعد كارثة تشيرنوبل .

تاريخ بريبيات :
كانت بريبيات مدينة عادية ، قابعة في أوكرانيا ، وأثناء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية ، كان هناك مخاوف وقلق بشأن القوة النووية والتسليح بهذه القوة الفتاكة ، والتي يمكن أن تدمر العالم كله إن تم استخدامها .

وكان الاتحاد السوفيتي يحاول أن يلحق بالولايات المتحدة الأمريكية في سباق التسليح النووي ، وبالتالي بدأ أول مشروع نووي بإنشاء محطة تشيرنوبل ، وبدأ بناء المفاعل النووي .
وكانت بريبيات في هذا الوقت مقر سكن العاملين في المفاعل ، بل أن المدينة كلها وجدت وبنيت من أجل المفاعل ، وسكن مع العاملين بالطبع أسرهم وذويهم ، ومع مرور الوقت دبت الحياة في المدينة بشكل طبيعي ، وبدأ عدد سكانها في التزايد ، ووصل عدد سكان بريبيات في ذلك الوقت حوالي خمسون ألف نسمة ، وكان هناك آمال بأن يتضاعف العدد في السنوات المقبلة ، لكن القدر لم يمهل بريبيات أي وقت .

الكارثة :
في عام 1986م وقعت الكارثة وانفجر المفاعل الرابع من محطة تشيرنوبل ، مما أدى إلي موت أربعة من العاملين على الفور ، ولكن الانفجار لم يتوقف عن هذا الحد ، بل بدأ يأخذ حيزا أكبر و تزداد الحرائق وتنتشر الأدخنة و الأبخرة .

وبالطبع كانت الأدخنة و الأبخرة محملة بالمواد المشعة ومع حركة الرياح والهواء بدأت هذه المواد في الانتشار ، حتى أنها تعدت حدود بريبيات وانتشرت في معظم أجزء القارة، وقعت الكارثة أثناء نوم أغلب سكان القرية .

حيث كانت في الواحدة بعد منتصف الليل وبالتالي تم إخلاء المدينة في وقت متأخر نسبيًا ، تقريبًا بعد أربعين دقيقة من الانفجار ، بالطبع وصلت المواد المشعة لمعظم سكان المدينة ، ولم يكن بالمدينة إلا مستشفى واحدة وثلاث مراكز طبية صغيرة وبالتالي لم تتمكن من استيعاب الكارثة .

انتهاء الكارثة :
عقب انتهاء الكارثة بدأت الحكومة تبحث عن سر انفجار المفاعل ، كان البحث من أجل إيجاد الخطأ و تفاديه في المستقبل ، وقد أثبتت التقارير أن الانفجار كان بسبب أخطاء فنية في التصميمات ، وبين إهمال العمال العاملين في المفاعل.

جاءت التقارير حول الكارثة لتؤكد أن هناك حوالي 7 طن من الطاقة المشعة قد تسربت في هذه الكارثة ، وسببت لسكان المدينة التسمم الإشعاعي ، حينها هرب السكان من القرية ، اعتقدت الحكومة أنه أمرًا مؤقتا وأنهم سيعودوا من جديد ، لكن حتى اليوم لم يعد أي من السكان إلى بريبيات .

فقد قتلت هذه الحادثة الآلاف ومرض بسببها 99% تقريبا من سكان المدينة بالعديد من الأمرض الخطرة ، وقد أصيبت كل السيدات الحوامل بتشوه في الأجنة ، بخلاف أعداد كبيرة من الإصابة بالسرطان .

بريبيات خاوية :
أخلت الحكومة المدينة وقررت إحاطتها بسياج حتى تفصلها عن المدن المجاورة ، وكذالك وضع على أبواب المدينة حراس لمنع الأفراد من الدخول إليها ، وتحولت بريبيات إلى منطقة مثيرة للجدل .

وبدأ استغلال المدينة في بعض الجولات السياحية حيث أشيع أنها تحولت إلى مدينة أشباح ، وبالرغم من خطورة التواجد بكثرة في المدينة إلا أن اللصوص حاولوا مرارًا أن يدخلوا إليها ، ليسرقوا المقتنيات الثمينة التي تركها سكان المدينة ، أو يحصلوا على تذكارات لبيعها لهواة جمع الأشياء الغريبة .

أشباح بريبيات :
يقال أن الأشباح في بريبيات هي سر شهرتها عالميًا ، وقد رويت أكثر من مرة قصص حول هؤلاء الأشباح من زوار بريبيات ، ويقال أن الأشباح لقتلى تشيرنوبل الذين ما زالوا يسكنون المدينة ، ويظهر الأشباح في صورة صور بيضاء تسير في الشوارع .

ويقال أن هناك العديد من الأشباح لأطفال يظهرون بشكل واضح ، ويتسببون في تحريك بعد الألعاب الملقاة على الأرض ، وأحيانًا تتكلم الألعاب في حديقة المدينة ، وتتغير أماكن بعض الأشياء أمام الزوار .

By Lars