وفقًا للتاريخ الأمريكي كان سكانتو هو الناجي الأخير من قبيلة باتوكسيت الأصلية، وقد استخدم معرفته الجيدة باللغة الإنجليزية وعلاقته الجيدة مع المستوطنين في بليموث ليترك بصمة لا تمحى في التاريخ، فقد كان وراء الاحتفال بأول عيد شكر في عام 1621م بعد أن التقى بالحجاج في بليموث بماساتشوستس وعلمهم كيفية زراعة الذرة واستمتع المستوطنون بيوم حصاد رائع مع صديقهم من السكان الأصليين وأصبح هذا اليوم هو عيد الشكر.
ومع ذلك فإن وراء القصة ما هو أبعد من ذلك، يتفق المؤرخون بشكل عام على أن Squanto ينتمي إلى قبيلة باتوكسيت ، التي كانت فرعًا من اتحاد وامبانواغ، وكانت أراضيهم تقع بالقرب من ما سيصبح بليموث.
ولد حوالي عام 1580. على الرغم من أنه لا يعرف سوى القليل عن حياته المبكرة ، إلا أن سكوانتو جاء من قرية تعمل بجد واجتهاد وكان لهم طرق وحيل كثيرة للتعايش في موطنهم.
وقبل أوائل القرن السابع عشر كان رجال قبيلته يسافرون على طول الساحل صعودًا وهبوطًا في رحلات صيد، بينما كانت نساء القبيلة تزرع الذرة والفاصوليا والقرع، وقد كان لشعب باتوكسيت بشكل عام اتصالات ودية مع المستوطنين الأوروبيين – لكن ذلك بالتأكيد لم يدم طويلاً.
ومع ذلك وفي مرحلة مبكرة من شبابه، تم القبض على سكانتو من قبل المستكشفين الإنجليز ونقل إلى أوروبا، حيث تم بيعه كعبد، والنظرية الأكثر قبولًا على نطاق واسع هي أن سكوانتو ومعه 23 من الأمريكيين الأصليين الآخرين صعدوا على متن سفينة الكابتن توماس هانت ، بعد أن خدعهم و جعلهم يشعرون بالراحة ووعدهم بأنه سيتاجر معهم قبل الإبحار ثم احتجزهم على متن سفينته.
وكان شعب باتوكسيت غاضبًا من عمليات الاختطاف التي يقوم بها البيض، لكن لم يكن هناك ما يمكنهم فعله، لقد رحل الإنجليز وسجنائهم منذ فترة طويلة، وسرعان ما تم القضاء على من تبقى من سكان القرية بسبب الأمراض التي انتشرت بينهم، بعد أن جلبها المستوطنون البيض معهم للقارة.
وعلى الأغلب فإن هانت باع سكوانتو والسجناء الآخرون في إسبانيا كعبيد وبطريقة ما تمكن سكانتو بطريقة ما من الفرار إلى إنجلترا وأصبح حرًا هناك.
وعمل مع تاجر في لندن لكنه كان يسافر إلى نيوفاوندلاند وأجزاء أخرى من إنجلترا، وفي نيوفاوندلاند التقى سكوانتو بالكابتن توماس ديرمر، وهو رجل كان يعمل لدى السير فرديناندو جورج الذي ساعد في إعادة تأسيس المستعمرات البريطانية في أمريكا الشمالية أو “مقاطعة مين” كما أطلقوا عليها.
وفي عام 1619م تم إرسال ديرمر في مهمة للمستعمرات بأمريكا الشمالية فاصطحب مع سكانتو وعينه كمترجم له.
وعندما اقتربت سفينة سكانتو من الوطن لاحظ هو وديرمر أن المزارع الهندية أصبحت خالية تمامًا من سكانها بعد أن قضت عليهم الأمراض.
في عام 1620 ، تعرض ديرمر وطاقمه للهجوم من قبل قبيلة وامبانواغ التي كانت تعيش بالقرب من منطقة مارثا فينيارد الحالية، لكن ديرمر تمكن من الفرار ومعه 14 رجلا من البيض بينما تم أسر سكوانتو من رجال القبيلة، وظل سجينًا لدى القبيلة حيث كان أهلها حذرون جدًا من وجود هؤلاء المستعمرون الإنجليز مرة أخرى، لأنهم في الماضي حاولوا الاقتراب منهم وكانت النتيجة أن تم أسر بعض رجال القبيلة.
لكن بالرغم من ذلك فقد قرر أحد أفراد قبيلة وامبانواغ ويدعى ساموسيت أن يقترب من الإنجليز وحاول التحدث معهم بلغة إنجليزية ركيكة، وقد اندهشوا من ذلك، وقد أخبرهم سوموسيت أن هناك رجلًا آخر يدعى سكوانتو موجود في القبيلة لكنه عاش في السابق في إنجلترا ويتحدث الإنجليزية بشكل جيد.
وقد استطاع زعيم قبيلة وامبانواغ أن يتواصل مع هؤلاء المستوطنين بمساعدة سكانتو وحاول التفاوض مع على إجراء تحالف معهم بشرط أن لا يلحقوا بهم الضرر، وأيضًا أن يساعدوا بعضهم البعض في حالة هجوم قبيلة أخرى على أيًا منهما.
وقد عمل سكوانتو مع المستعمرين ليس فقط كمترجم لكنه علمهم أيضًا كيف يزرعون المحاصيل التي ستساعدهم في تجاوز الشتاء القادم القاسي، وبالتأكيد أسعدهم هذا التقارب حيث كانوا على وشك أن يهلكوا بفعل الشتاء القادم والذي كان قاسيًا في تلك المناطق ومن نقص الغذاء كان هلاكهم قريب، وقد اكتشف هؤلاء المستعمرون بمساعدة سكوانتو أن الذرة والقرع من المحاصيل سهلة النمو في مناخ ماساتشوستس.
وتعبيرًا عن امتنانهم فقد دعا المستعمرون سكوانتو و90 فرد آخرين من قبيلة وامبانواغ ليحتفلوا معهم بأول حصاد ناجح لهم في الأرض الجديدة أو العالم الجديد كما أطلقوا عليه.
وقد أقاموا الولائم لمدة ثلاثة أيام في أخر سبتمبر وأول نوفمبر من عام 1621، وكان هذا أول عيد شكر في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية وقد قدموا فيه الطيور والغزلان كطعام في الوليمة، وأيضًا أقاموا احتفالات حول المائدة.
وبالرغم من أنهم اعتبروا سكوانتو هو سبب نجاتهم المستوطنين لم يبقوا حلفائه لمدة طويلة، فقد بدأوا يشكوا في أنه يريد أن يصبح زعيم وربما ينقض تحالفه معهم، فوضعوه تحت المراقبة، ووفقًا لأقوال أحد المستعرين الذين شهدوا تلك الفترة أن سكانتو بدأ يردد شائعات بين السكان الأصليين وشعب قبيلة وامبانواغ، مفادها أن المستعمرين ينوون الغدر بهم وأنه هو الوحيد القادر على إحلال السلام بينهم حتى يستطيع السيطرة على القبيلة ويصبح زعيمها.
وهذا جعل شعب القبيلة يعتمد عليه وبدأوا يلجأون لمنزله كمصدر لحمايتهم بدلًا من منزل رئيس القبيلة وهذا ما أغضب زعيم القبيلة.
ومع ذلك فهذه الرواية الأخيرة عن الخلاف بين سكانتو والقبيلة هي من ترديد المستعمرين أنفسهم والذي شهد تاريخهم كثير من حالات نقض العهود مع قبائل السكان الأصليين.
وحسب الرواية فقد بلغ التوتر بين سكوانتو ورجال قبيلة وامبانواغ زروته عندما أدعى سكانتو أن زعيم القبيلة يتفاوض سرًا مع زعيم قبيلة هندية أخرى معادية، وقد اكتشف شعب وامبانواغ أن سكانتو يكذب وهذا ما دفعه للهرب والاحتماء بالمستعمرين.
والذين كانوا حذرين منه لكنهم رفضوا تسليمه لقبيلة الهنود حتى لا يقتلوه، ومع ذلك وأثناء زيارة سكانتو لقبيلة أخرى من قبائل السكان الأصليين كانت موجودة في منطقة تعرف اليوم باسم بليزانت باي، أصيب بمرض قاتل من الأمراض التي انتشرت في القارة ونزف نزفًا شديدًا من الأنف وتوفي في غضون أيام قليلة في نوفمبر من عام 1622م.