العلاقة بين مقاس التنورة وخطر الإصابة بسرطان الثدي: ما يقوله العلم
ظهرت دراسات تشير إلى وجود علاقة بين مقاس التنورة وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء. يعتبر سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء، وهناك عوامل عديدة تؤثر على احتمالية الإصابة به، بما في ذلك العوامل الوراثية، والبيئية، ونمط الحياة. في هذا المقال، سنتعرف على العلاقة المحتملة بين مقاس التنورة وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، بناءً على الأبحاث العلمية المتاحة.
1. الدهون الحشوية وعلاقتها بخطر الإصابة بسرطان الثدي
تزداد مخاطر الإصابة بسرطان الثدي عند النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن، خصوصًا في منطقة البطن. يُعتقد أن الدهون الحشوية – وهي الدهون التي تتراكم حول الأعضاء الداخلية في منطقة البطن – تساهم في زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي. مع زيادة مقاس التنورة، قد تكون هناك إشارة إلى تراكم الدهون في منطقة البطن، ما يزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان.
- الفرضية: زيادة مقاس التنورة قد يكون مؤشرًا على تراكم الدهون الحشوية التي تلعب دورًا في رفع مستويات هرمون الأستروجين، مما قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
2. الدراسات حول العلاقة بين زيادة مقاس التنورة وسرطان الثدي
إحدى الدراسات التي أجرتها جامعة لندن توصلت إلى أن النساء اللاتي زاد مقاس التنورة لديهن بمقدار مقاسين خلال فترة العشرينيات والثلاثينيات من عمرهن قد يكن معرضات لخطر أكبر للإصابة بسرطان الثدي بعد سن اليأس بنسبة تصل إلى 33%، بينما تزداد النسبة إلى 77% إذا كانت الزيادة بمقدار ثلاثة مقاسات.
- تفسير الدراسة: زيادة مقاس التنورة بمرور الوقت قد يدل على زيادة تراكم الدهون في منطقة البطن، مما يعزز خطر الإصابة بسرطان الثدي. يُعتقد أن الدهون تؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الأستروجين، والذي يمكن أن يغذي نمو بعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي.
3. العلاقة بين الوزن الزائد والهرمونات
زيادة الوزن، خاصة في منطقة البطن، تؤدي إلى تغيرات في مستويات الهرمونات في الجسم، مثل الأستروجين والأنسولين. هذه الهرمونات قد تساهم في تحفيز الخلايا السرطانية وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. فزيادة الدهون تزيد من مستويات الأستروجين بعد انقطاع الطمث، وهو ما يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- الاستنتاج: زيادة مقاس التنورة قد تكون مؤشرًا على ارتفاع مستوى الأستروجين في الجسم، مما يساهم في زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
4. أهمية الحفاظ على وزن صحي لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي
يمكن للحفاظ على وزن صحي أن يكون أحد الوسائل الفعّالة لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، خاصة بعد انقطاع الطمث. اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، يمكن أن يساعد في منع تراكم الدهون في منطقة البطن ويقلل من مستوى الأستروجين.
- نصيحة: يُنصح بالتركيز على ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة يوميًا، وتجنب الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية الفارغة والدهون المشبعة.
5. التقييم الصحي الدوري للوقاية من سرطان الثدي
إلى جانب الحفاظ على وزن صحي، يُنصح بمتابعة الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن سرطان الثدي. يمكن للفحوصات الدورية، مثل التصوير الشعاعي للثدي (الماموجرام)، أن تساعد في الكشف عن أي تغيرات في وقت مبكر، مما يزيد من فرص العلاج الفعال.
- التوصية: يُنصح بإجراء الفحوصات الدورية للثدي، خاصةً للنساء بعد سن الأربعين أو النساء اللواتي يعانين من زيادة في الوزن.
خاتمة
بينما قد يكون هناك علاقة بين مقاس التنورة وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، فإن هذه العلاقة تعتمد على مؤشرات أخرى مثل تراكم الدهون في منطقة البطن وتأثيرها على الهرمونات. الحفاظ على وزن صحي وممارسة نمط حياة متوازن، إلى جانب الفحوصات الدورية، يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.