ميخائيل نعيمة، شاعر وكاتب مسرحي لبناني ولد في محافظة جبل لبنان في قرية بسكنتا عام 1889م وتوفي عام 1988م، ويعد ميخائيل نعيمة واحد من الجيل الذي قاد النهضة الثقافية والفكرية، فهو شاعر وقاص ومسرحي وناقد وكاتب مقال ومتأمل في الحياة والنفس الإنسانية، وقد ترك خلفه آثاراً بالعربية والإنجليزية والروسية؛ وهي كتابات تشهد له بالامتياز وتحفظ له المنزلة السامية في عالم الفكر والأدب، وفي هذا المقال سنذكر لكم أجمل أقوال ميخائيل نعيمة.

أجمل أقوال ميخائيل نعيمة

  • عجبت لمن يغسل وجهه عدة مرات في النهار، ولا يغسل قلبه مرة واحدة في السنة.
  • ما أكثر الناس وما أندر الإنسان.
  • عظيم هو الفرق بين إرادة العارف، وإرادة الجاهل؛ وأنا جاهل يا ربي، وأنت وحدك العارف.
  • قصعتي فارغة، وقدرك ملأى، لكني شبع وأنت جائع.
  • الحرية أثمن ما في الوجود، لذلك كان ثمنها باهظا.
  • دقيقة الألم ساعة وساعة اللذة دقيقة.
  • في اليوم الذي تدين فيه جارك فلسا فتشعر أنه الدائن وأنك المديون، في ذلك اليوم تبدأ حياتك كإنسان.
  • من كان لا يبصر غير محاسنه ومساوئ غيره فالضرير خير منه.
  • عندما تصبح المكتبة ضرورة كالطاولة والسرير والكرسي والمطبخ؛ عندئذ يمكن القول بأننا اصبحنا قوما متحضرين.
  • ما أضيق فكرى ما دام لا يتسع لكل فكر.
  • ففي قرارة نفسي اليوم إيمان عميق جدا إيمان لا يتزعزع، بأن المحبة وحدها هي المفتاح.
  • ويل لشعب لا يتغير ولا تتغير لغته في عالم سره التغير.
  • من سيئات الحرب أنها تجلس البطولة الزائفة على عرش البطولة الحقة.
  • فكل جائع في الأرض هو شاهد اتهام على الشباع والمتخمين أمام محكمة الحياة والنور، وحجر رحى في أعناقهم.
  • ويقيني أن الناس لو حرصوا على نظافة قلوبهم حرصهم على نظافة أبدانهم لأصبحوا في غنى عن الطب والأطباء، وعن العقاقير والصيدليات.
  • ذبحت حبي بيدي، لأنه فوق ما يتحمله جسدي، ودون ما تشتاقه روحي.
  • قبل أن تفكروا بالتخلص من حاكم مستبد، تخلصوا مما يستبد بكم من عادات سيئة وتقاليد سوداء.
  • جذور اللذة في الألم، وجذور الألم في اللذة، أما السعادة فلا جذور لها ألبتة.
  • ما تفهمه من كلامي فهو لك، وما لا تفهمه فهو لغيرك.
  • بعض الناس كالسلم، يصعد عليه الصاعدون وينزل النازلون، أما هم فلا يصعدون أو ينزلون.
  • لولا الحب ما تذوق الإنسان سعادة الوجود ولا انتشى بخمرة الحياة.
  • أدركت حلاوة السكوت ولم يدرك المتكلمون مرارة الكلام، لذا سكت والناس يتكلمون.
  • الهرب من الوجع إلى اللذة هو وجه اخر للوجع.
  • التردد ضعف ينجم عن خوف الندم في المستقبل.
  • الهم والغضب واليأس أعدى أعداء الإنسان.
  • نهش الأسنان ولا نهش اللسان.
  • ‏متى يدرك الناس أن الحق ينفر من كل خصام، وأنهم ما اختصموا يوما من الأيام إلا على باطل؟
  • ما أفقر الذين لا ثروة لهم إلا المال!
  • ياللعجب! أزرع قلبي على الورق فينبت في قلوب الناس.
  • فما دامت غايتك من مذهبك الوصول إلى الله، وغايتي من مذهبي الوصول إلى الله، فما شأنك معي أي طريق أسلك إلى الهدف.
  • حكم الأكثرية حكم الأغبياء، فما كان العقلاء يوما إلا قلة في الأرض.
  • يخدعنا البصر في كل ما نبصر فنصدق خداعة، وتأتي البصيرة لتصحح الخطأ فنرجمها بوابل من الهزء والشك.
  • الاستعداد للرحيل اشد إيلاما من الرحيل.
  • كل اختراع ثورة، كل اكتشاف ثورة، كل فكرة جديدة ثورة.
  • من حقنا ان نشك في ما ورثناه عن اسلافنا، ومن حق شبابنا ان يشك في ما ورثه عنا.
  • سقيت زهرة في حديقتي كان قد برح بها العطش، فلم تقل لي شكرا ولكنها انتعشت فانتعشت.
  • أتعس القلوب وأشقاها، أرقها حسا وأرهفها شعورا.
  • محبة لا تغفر تعيش باسم مستعار.
  • عظة الفم دون الفعل استخفاف بالموعوظ وشماتة بالواعظ.
  • خير الفصول هو الفصل الذي أنت فيه، فم أغناك عن التلفت إلى الوراء أو الأمام.
  • متى أصبح صديقك بمنزلة نفسك فقد عرفت الصداقة.
  • متى اتسع نطاق محبتك، اتسع نطاق الجمال في حياتك؛ لأنك لا تستطيع أن ترى قباحة في ما تحب، ولا جمالا في ما تكره.
  • لا تقل أن الحياة تعب قبل أن تتيقن من أن الموت راحة، و إلا خسرت صداقة الاثنين.
  • سقف بيتي حديد، ركن بيتي حجر، فاعصفي يا رياح.
  • المدينة العظمى هي التي يسود فيها العلم والحرية والإخاء والوفاء.
  • لا يركب الكرى جفونا أقلقها الهم.
  • ما غصصت بالقمة قط، إلا لأن غيري كان أحق بها مني.
  • كثير هم الذين يدعون معرفة الحد الفاصل ما بين الممكن والمستحيل ، أما أنا فأقول أن لا حد بينهما سوى ما يقيمه الجهل والقصور.
  • أنا لبناني متطوع في خدمة الأمة العربية، وعربي متطوع في خدمة الإنسانية.
  • حبذا النسيان لو أن ما ننساه ينسانا، ما من نسيان على الأطلاق، بل هناك ذهول طارئ لا غير.
  • يالوحدة من إذا نادى “يا أخي” ما أجابه إلا الذين ولدتهم أمه.
  • كيف تسألني من أنا، وأنت تجهل من أنت؟
  • ملوك العبيد ملوك عبيد.
  • ذمك الأيام لا ينفعك، فهي لا أذن لها تسمعك.
  • خير الدروب ما أدى بسالكه إلى حيث يقصد.
  • الغرب رمز الطموح، والشرق رمز القناعة.
  • عيبنا نحن الشرقيون أننا كرماء للغاية حتى أننا نعطي قلوبنا لأول عابر سبيل.
  • ما أسرع الناس في خلق أسباب الشقاق، وما أبطأهم في خلق أسباب الوفاق!
  • وهل العيد إلا أن تستمتع ولو بنعمة واحدة من نعم الوجود التي تفوق العد والإحصاء؟
  • قلب الساذج في عينيه.
  • إنه لمنتهى الشقاوة أن تفصلك شعرة لا غير عن قمة السعادة.
  • فالموت ما كان يوما غاية لمخلوق، ولا دافعا يدفعه على الحركة.
  • من أجل ذلك صرت ميالا للعزلة، ففي العزلة ليس من يكيلني بمكيال أو يزنني بميزان أو يقيسني بمقياس.
  • الزائل لا يدوم، والدائم لا يزول، فما هو الدائم في كون كله للزوال؟
  • إن شئت أن يعود إليك الصدى بالسرور فلا يصدرن عنك إلا السرور.
  • للأسد هيبة في موته، ليست للكلب في حياته.
  • البشر عبيد عاداتهم.
  • الكلام مزيج من الصدق والكذب، أما السكوت فصدق لا غش فيه، لذلك سكت والناس يتكلمون.
  • السلام لا يولد في المؤتمرات الدولية بل في قلوب الناس وأفكارهم.
  • عزة النفس في إهمالها.
  • الغني من أستغنى عن الشيء لا به.
  • الأدب لا يرتدي قبعة، إنه احتمال مطلق، هدفه رفع الإنسان إلى المطلق.
  • انتهت الحرب، في ذلك اليوم رقص الملايين من الناس في شتى بقاع الأرض، غنوا، سكروا، وعربدوا، إلا الذين تذوقوا طعم الحرب، أولائك الذين ظلوا صامتين.
  • لكل كلمة أذن، ولعل أذنك ليست لكلماتي، فلا تتهمني بالغموض.
  • كم من ناس صرفوا العمر في إتقان فن الكتابة ليذيعوا جهلهم لا غير.
  • ما من مصيبة إلا الجهل، فالمصيبة تثقل على قدر جهلنا مصدرها ومعناها، وتخف على قدر فهمنا معناها ومصدرها.
  • كلما بريت قلمي براني.
  • غضبت للحق فغضب الحق علي.
  • الهرب من الوجع إلى اللذة هو وجه اخر للوجع.
  • وهل العيش يا صديقي إلا مغامرة دائمة؟
  • ليس من المنطق في شيء أن تتباهى بالحرية وأنت مكبل بقيود المنطق.
  • كثرة الكلام ملهاة للفكر، والبشر يهربون من السكوت والتأمل، فأنى لهم أن يدركوا الله؟
  • كم من كتاب أفصح ما فيه بياضه.
  • إعجاب الإنسان بنفسه دليل على صغر عقله.
  • الدار التي لا تعرف الضيف مقبرة لساكنيها.
  • دموع العين قد جمدت وريح الفكر قد خمدت فلم يا قلب لم يا قلب فيك النار في لهب وكنت أظنها قد خمدت؟
  • وكيف لمن يبصر ما لا يبصره الناس ويسمع ما لا يسمعونه إلا أن يكون مجنونا في عرف الناس.
  • ليس أحمق منك، إلا من ائتمنك على سره.
  • والحرب لو يعلمون لا تستعر نيرانها في أجواف المدافع بل في قلوب الناس وأفكارهم أيضا.
  • ويل لمن كثرت صناديقه ومفاتيحه.
  • في البيع والشراء شقاء البشر، وفي الأخذ والعطاء مفتاح الخلاص.
  • كل تائب نادم وما كل نادم بتائب.
  • قناعة الجسد فضيلة، أما قناعة الروح فجريمة.
  • جذور اللذة في الألم، وجذور الألم في اللذة، أما السعادة فلا جذور لها ألبتة.
  • من طمع في أكثر من حاجته، فاتته حتى حاجته.
  • لله ما أوسع الإنسان وأضيقه، وما أبعد مداه وأقربه، وما أسرع فكره وأبطأه.

قصائد ميخائيل نعيمة

المجموعة الشعرية التي كتبها ميخائيل نعيمة هي “همس الجفون” وهي الوحيدة له وقد كتبها باللغة الإنجليزية، وفي عام 1945م، قام بتعريبها محمد الصابغ؛ وفي ما يلي وضعنا لكم أجمل ثلاث قصائد للأديب والشاعر اللبناني الراحل ميخائيل نعيمة:

قصيدة: النهر المتجمد

يا نهر هل نضبت مياهك فانقطعت عن الخرير
أم قد هرمت وخار عزمك فانثنيت عن المسير

بالأمس كنت مرنما بين الحدائق والزهور
تتلو على الدنيا وما فيها أحاديث الدهور

بالأمس كنت تسير لا تخشى الموانع في الطريق
واليوم قد هبطت عليك سكينة اللحد العميق

بالأمس كنت إذا أتيتك باكيا سليتني
واليوم صرت إذا أتيتك ضاحكا أبكيتني

بالأمس كنت إذا سمعت تنهدي وتوجعي
تبكي وها أبكي أنا وحدي ولا تبكي معي

ما هذه الأكفان أم هذي قيود من جليد
قد كبلتك وذللتك بها يد البرد الشديد

ها حولك الصفصاف لا ورق عليه ولا جمال
يجثو كئيبا كلما مرت به ريح الشمال

والحور يندب فوق رأسك ناثرا أغصانه
لا يسرح الحسون فيه مرددا ألحانه

تأتيه أسراب من الغربان تنعق في الفضاء
فكأنها ترثي شبابا من حياتك قد مضى

وكأنها بنعيبها عند الصباح وفي المساء
جوق يشيع جسمك الصافي إلى دار البقاء

لكن سينصرف الشتاء وتعود أيام الربيع
فتفك جسمك من عقال مكنته يد الصقيع

وتكر موجتك النقية حرة نحو البحار
حبلى بأسرار الدجى ثملى بأنوار النهار

وتعود تبسم إذ يلاطف وجهك الصافي النسيم
وتعود تسبح في مياهك أنجم الليل البهيم

والبدر يبسط من سماه عليك سترا من لجين
والشمس تستر بالأزاهر منكبيك العاريين

والحور ينسى ما اعتراه من المصائب والمحن
ويعود يشمخ أنفه ويميس مخضر الفنن

وتعود للصفصاف بعد الشيب أيام الشباب
فيغرد الحسون فوق غصونه بدل الغراب

قد كان لي يا نهر قلب ضاحك مثل المروج
حر كقلبك فيه أهواء وامال تموج

قد كان يضحي غير ما يمسي ولا يشكو الملل
واليوم قد جمدت كوجهك فيه أمواج الأمل

فتساوت الأيام فيه صباحها ومساؤها
وتوازنت فيه الحياة نعيمها وشقاؤها

سيان فيه غدا الربيع مع الخريف أو الشتاء
سيان نوح البائسين وضحك أبناء الصفاء

نبذته ضوضاء الحياة فمال عنها وانفرد
فغدا جمادا لا يحن ولا يميل إلى أحد

وغدا غريبا بين قوم كان قبلا منهم
وغدوت بين الناس لغزا فيه لغز مبهم

يا نهر ذا قلبي أراه كما أراك مكبلا
والفرق أنك سوف تنشط من عقالك وهو لا

قصيدة: أخي

أخي إن ضج بعد الحرب غربي بأعماله
وقدس ذكر من ماتوا وعظم بطش أبطاله
فلا تهزج لمن سادوا ولا تشمت بمن دانا
بل اركع صامتا مثلي بقلب خاشع دام
لنبكي حظ موتانا

***
أخي إن عاد بعد الحرب جندي لأوطانه
وألقى جسمه المنهوك في أحضان خلانه
فلا تطلب إذا ما عدت للأوطان خلانا
لأن الجوع لم يترك لنا صحبا نناجيهم
سوى أشباح موتانا

***
أخي إن عاد يحرث أرضه الفلاح أو يزرع
ويبني بعد طول الهجر كوخا هده المدفع
فقد جفت سواقينا وهد الذل مأوانا
ولم يترك لنا الأعداء غرسا في أراضينا
سوى أجياف موتانا

***
أخي قد تم ما لو لم نشأه نحن ما تما
وقد عم البلاء ولو أردنا نحن ما عما
فلا تندب فأذن الغير لا تصغي لشكوانا
بل اتبعني لنحفر خندقا بالرفش والمعول
نواري فيه موتانا

***
أخي من نحن لا وطن ولا أهل ولا جار
إذا نمنا إذا قمنا ردانا الخزي والعار
لقد خمت بنا الدنيا كما خمت بموتانا
فهات الرفش وأتبعني لنحفر خندقا اخر
نواري فيه أحيانا

قصيدة: إلى دودة

تدبين دب الوهن في جسمي الفاني
وأجري حثيثا خلف نعشي وأكفاني

فأجتاز عمري راكضا متعثرا
بأنقاض امالي وأشباح أشجاني

وأبني قصورا من هباء وأشتكي
إذا عبثت كف الزمان ببنياني

ففي كل يوم لي حياة جديدة
وفي كل يوم سكرة الموت تغشاني

ولولا ضباب الشك يا دودة الثرى
لكنت ألاقي في دبيبك إيماني

فأترك أفكاري تذيع غرورها
وأترك أحزاني تكفن أحزاني

وأزحف في عيشي نظيرك جاهلا
دواعي وجدي أو بواعث وجداني

ومستسلما في كل أمر وحالة
لحكمة ربي لا لأحكام إنسان

فها أنت عمياء يقودك مبصر
وأمشي بصيرا في مسالك عميان

لك الأرض مهد والسماء مظلة
ولي فيهما من ضيق فكري سجنان

لئن ضاقتا بي لم تضيقا بحاجتي
ولكن بجهلي وادعائي بعرفاني

ففي داخلي ضدان قلب مسلم
وفكر عنيد بالتساؤل أضناني

توهم أن الكون سر وأنه
ينال ببحث أو يباح ببرهان

فراح يجوب الأرض والجو والسماء
يسائل عن قاص ويبحث عن دان

وكنت قصيدا قبل ذلك كاملا
فضعضع ما بي من معان وأوزان

وأنت التي يستصغر الكل قدرها
ويحسبها بعض زيادة نقصان

تدبين في حضن الحياة طليقة
ولا هم يضنيك بأسرار أكوان

فلا تسألين الأرض من مد طولها
ولا الشمس من لظى حشاها بنيران

ولا الريح عن قصد لها من هبوبها
ولا الوردة الحمراء عن لونها القاني

وما أنت في عين الحياة دميمة
وأصغر قدرا من نسور وعقبان

فلا التبر أغلى عندها من ترابها
ولا الماس أسنى من حجارة صوان

هل استبدلت يوما غرابا ببلبل
وهل أهملت دودا لتلهو بغزلان

وهل أطلعت شمسا لتحرق عوسجا
وتملأ سطح الأرض بالاس والبان

لعمرك يا أختاه ما في حياتنا
مراتب قدر أو تفاوت أثمان

مظاهرها في الكون تبدو لناظر
كثيرة أشكال عديدة ألوان

وأقنومها باق من البدء واحدا
تجلت بشهب أم تجلت بديدان

وما ناشد أسرارها وهو كشفها
سوى مشتر بالماء حرقة عطشان

By Lars