تاريخ التاروت من لعبة ورق إلى أداة للتبصر الروحيتاريخ التاروت من لعبة ورق إلى أداة للتبصر الروحي

تاريخ التاروت من لعبة ورق إلى أداة للتبصر الروحي

بطاقات التارو لها تاريخ طويل ومعقد، تمتد جذورها إلى عدة قرون. هذا التاريخ الغني يوضح كيف انتقلت هذه البطاقات من أداة للعب إلى أداة للتبصر الروحي والتوجيه الشخصي.

الأصول

القرن الخامس عشر

ظهرت بطاقات التارو لأول مرة في أوروبا في القرن الخامس عشر. كانت تُستخدم في البداية كلعبة ورق تُعرف باسم “تاروكي” أو “تاروتشي”.

أقدم مجموعة تارو معروفة هي “Visconti-Sforza”، التي تعود إلى عائلة فيسكونتي-سفورزا الإيطالية. هذه البطاقات كانت تُستخدم للألعاب والترفيه وكانت تصميماتها غنية وزخرفية.

التحول إلى أداة روحية

القرن الثامن عشر

في القرن الثامن عشر، بدأ التارو يأخذ طابعاً روحياً، بفضل اهتمام الباحثين في علوم التنجيم والروحانية. الفرنسي “جان باتيست أليت” (المعروف بلقب “إيتايلا”) كان من أوائل الذين ربطوا بطاقات التارو بالروحانية والتبصر. أصدر إيتايلا أول مجموعة بطاقات تارو مصممة خصيصاً للقراءات الروحية في عام 1789.

القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين

خلال القرن التاسع عشر، زاد الاهتمام بالتارو كأداة للروحانية والتبصر بشكل كبير. في هذا الوقت،

بدأت الجمعيات السرية مثل “الفجر الذهبي” (Hermetic Order of the Golden Dawn) في استخدام التارو لتوجيه ممارساتها الروحية والباطنية.

في أوائل القرن العشرين، قام آرثر إدوارد وايت، عضو في “الفجر الذهبي”،

بالتعاون مع الفنانة باميلا كولمان سميث لإنشاء واحدة من أكثر مجموعات التارو تأثيراً وشهرة: “رايدر-وايت” (Rider-Waite) في عام 1909.

هذه المجموعة، برسومها البسيطة والغنية بالرموز، أصبحت النموذج الأساسي لمعظم مجموعات التارو المستخدمة اليوم.

التارو في العصر الحديث

القرن الحادي والعشرين

في الوقت الحاضر، تُستخدم بطاقات التارو في جميع أنحاء العالم كأداة للتبصر الروحي والتوجيه الشخصي.

يتم استخدام التارو في مجموعة متنوعة من السياقات، بما في ذلك:

  • القراءات الشخصية: لاكتشاف الذات وفهم المواقف الحالية واتخاذ قرارات مستقبلية.
  • العلاج النفسي: يستخدم بعض المعالجين التارو كأداة لاستكشاف العقل الباطن والعمل على القضايا النفسية.
  • التأمل الروحي: يستخدم التارو كأداة للتأمل والتواصل مع الجانب الروحي للفرد.

الاستخدامات المعاصرة

أصبح التارو في العصر الحديث أكثر انتشاراً وتنوعاً، مع توفر العديد من مجموعات التارو المصممة لمختلف الأذواق والأغراض.

هناك أيضاً منصات على الإنترنت وتطبيقات تقدم قراءات تارو فورية ودروساً لتعليم كيفية قراءة التارو.

التطبيقات الرقمية

تطبيقات الهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية تقدم قراءات تارو رقمية،

مما يسهل الوصول إلى هذه الأداة الروحية في أي وقت ومن أي مكان.

كما أن العديد من المنصات توفر دروساً وتدريبات للمبتدئين والمحترفين على حد سواء.

تاريخ التاروت من لعبة ورق إلى أداة للتبصر الروحي

التارو، بفضل تاريخه العريق واستخداماته المتنوعة، يبقى أداة فريدة تجمع بين الفن والروحانية والوعي الذاتي.

تطور التارو من لعبة ورق إلى أداة قوية للتبصر الروحي والتوجيه الشخصي يعكس التحولات الثقافية والروحية عبر القرون،

مما يجعله أداة مستمرة في تقديم البصيرة والإلهام للأجيال الحالية والمستقبلية.

إقرأ المزيد من القصص على موقعنا

تابعونا على الفايسبوك

By Admin