قصة سر القلادة العتيقة في بلدة صغيرة محاطة بالجبال، عاشت فتاة تُدعى ليلى. كانت ليلى فضولية وذكية، تلتقط أي قصة تُحكى عن البلدة وتحتفظ بها في ذاكرتها. وكان أعظم أسرار البلدة ذلك المنزل العتيق الذي يقع على أطرافها، يقال إن فيه كنزًا مخفيًا ينتظر من يكتشفه. أُغلق المنزل منذ سنوات طويلة، وكل من حاول الدخول إليه لم يعد ليحكي ما رآه. وعلى الرغم من الحكايات المرعبة، بقي فضول ليلى حيًا.
في أحد الأيام، عثرت ليلى على قلادة قديمة أثناء تجولها قرب النهر. كانت القلادة مصنوعة من الذهب، ونُقش عليها رمز غريب لم ترَ مثله من قبل. أدركت ليلى أن هذه القلادة قد تكون المفتاح لاكتشاف سر المنزل العتيق. حملت القلادة معها وسرحت في التفكير، ثم قررت أنها ستذهب إلى المنزل في اليوم التالي، مهما كانت المخاطر.
عند الفجر، انطلقت ليلى باتجاه المنزل العتيق. وقفت أمام الباب الكبير المغلق وتنفست بعمق. مدت يدها وحاولت فتح الباب، لكنه كان ثقيلًا جدًا، ولم يتحرك. ثم، فجأة، شعرت بالقلادة تتوهج بين يديها. اقتربت من الباب ووضعته على القلادة، فإذا به ينفتح بصوت يشبه الرعد.
قصة سر القلادة العتيقة
دخلت ليلى بحذر إلى داخل المنزل، لتكتشف قاعة واسعة تزينها لوحات ورسومات قديمة. في وسط الغرفة، رأت صندوقًا صغيرًا مغطى بالغبار. اقتربت منه وفتحته بحذر، لتجد داخله خريطة قديمة وحرفًا مكتوبًا بخط اليد.
كان نص الحرف يقول: “هذه القلادة تعود لعائلتك، وأنتِ وريثة السر. هذه الخريطة ستقودك إلى كنزنا العائلي الذي خبأناه هنا منذ زمن طويل، فقط من يحمل القلادة يحق له الوصول إليه.”
شعرت ليلى بالسعادة والخوف في الوقت نفسه. تابعت قراءة الخريطة، وتوجهت إلى أحد الجدران حيث وجدت علامة تشبه النقش على القلادة. وضعت القلادة فوق النقش، فانفتح الجدار ليكشف عن غرفة مليئة بالمجوهرات والكتب القديمة.
عادرت ليلى المنزل وهي تحمل جزءًا صغيرًا من الكنز، لكنها احتفظت بسر المكان خوفًا من الطمع. ومنذ ذلك الحين، كانت تحكي لأبناء البلدة حكايات عن المنزل العتيق، لكنها أبقت سر الكنز لنفسها، ليبقى غامضًا للأجيال القادمة.