قصة الغريب الذي غير حياتي في إحدى المدن الصاخبة، كانت سمر تعمل في وظيفة مكتبية مرهقة،
وتقضي معظم يومها في الرد على البريد الإلكتروني وتنظيم الملفات. كانت تشعر بأن حياتها فقدت بريقها، وبأنها أصبحت مجرد روتين ممل. كانت تدور في دوامة لا نهاية لها، ما بين العمل والبيت، وتفتقد لشيء يحفزها.
ذات يوم، قررت أن تأخذ استراحة قصيرة وذهبت إلى الحديقة القريبة من مكتبها. وبينما كانت تجلس على أحد المقاعد وتستمتع بالهدوء، اقترب منها رجل مسنّ غريب. بدا عليه أنه مسافر؛ كان يحمل حقيبة قديمة ويرتدي ملابس بسيطة. جلس بجانبها، وبعد صمت قصير، بادرها بالحديث عن الحياة والسفر والأحلام.
قال لها: “تعلمين، الحياة قصيرة جدًا لنقضيها في روتين لا نحبّه. لقد سافرت إلى أماكن كثيرة، وعشت مغامرات لا تُنسى، والتقيت بأشخاص من ثقافات مختلفة. ليس عليكِ أن تسافري عبر القارات لتعيشي حياة مليئة بالشغف، لكن لا تخافي من التغيير.”
تأثرت سمر بكلماته، ووجدت نفسها تروي له عن مخاوفها وأحلامها المؤجلة، عن شغفها بالكتابة الذي هجرته منذ سنوات. استمع لها الرجل بانتباه، ثم قال بابتسامة: “كل يوم جديد هو فرصة لتبدأي من جديد،
كل ما تحتاجينه هو الخطوة الأولى.”
أخذت كلمات الرجل تتردد في ذهنها طوال اليوم، وعندما عادت إلى منزلها،
جلست وكتبت أول مقال لها منذ سنوات، نشرته على مدونتها الشخصية. لم تتوقع شيئًا كبيرًا، لكنها فوجئت بتفاعل كبير من القراء الذين شجعوها على الاستمرار. بفضل دعمهم، وجدت سمر نفسها تكتب بانتظام، وتحولت الكتابة من شغف قديم إلى جزء حيوي من حياتها.
وبعد فترة قصيرة، قررت ترك وظيفتها الروتينية لتتبع شغفها بالكتابة والسفر.
أدركت سمر أن الحياة قد تأخذ منحنيات غير متوقعة، لكن كل لقاء فيها، حتى لو كان عابرًا، يمكن أن يغير مسارنا.
أصبحت سمر معروفة ككاتبة ومدوّنة، وبدأت حياتها تأخذ طابعًا جديدًا مليئًا بالشغف والمعنى، وكل ذلك بفضل الغريب الذي جلس بجانبها في الحديقة يومًا.
الحكمة من القصة: قصة الغريب الذي غير حياتي
الحكمة من القصة هي أن التغيير في حياتنا قد يأتي من أشياء بسيطة وغير متوقعة، وأن اتخاذ خطوة شجاعة نحو شغفنا قد يقودنا إلى حياة ذات معنى أكبر. فكل لقاء نمر به قد يحمل لنا درسًا أو إلهامًا، إذا كنا على استعداد للاستماع والتفاعل.