الملك أخناتون هو فرعون مصري كان يحكم اثناء الأسرة الثامنة عشرة لعصر الدولة الحديثة في مصر القديمة، وقد عرف بتغييره للديانة التقليدية بمصر من عبادة الكثير من الآلهة إلى عقيدة التوحيد من خلال التعبد لإله واحد وهو آتون، وقد ولد الملك إخناتون في مصر تقريباً بعام 1380 قبل الميلاد، وهو الابن الثاني للفرعون أمنحتب الثالث، وحين توفي أخوه الكبير، فالتابعية أضحى أخناتون هو  ولي العهد في مصر، وقد نشأ داخل القصر الملكي ليتعلم كيف يكون قائدًا لمصر.

اخناتون وريث العرش

أخناتون كان ابن كل من أمنحتب الثالث وزوجته الملكة تي، وفي أثناء حكمهم، قد امتدت مصر إمبراطورية بدايةً من سوريا في غرب آسيا، وصولاً إلى الشلال الرابع بنهر النيل في السودان الحديثة، وكانت العاصمة الجديدة لإخناتون، تم اكتشفت على نقوش حوالي 350 لوحًا وهي تعرف باسم “رسائل العمارنة” في عام 1887، وهي توضح المراسلات الدبلوماسية فيما بين إخناتون وأصدقائه من ملوك غرب آسيا، إلى جانب التوابع المخلصين والموالين للملك المصري.

كما أوضحت الرسائل إلى وجود إمبراطورية تعرف بالحثيين، وكان مقرها في تركيا الحديثة، كانت ظاهرة بشكل كبير اثناء حكم إخناتون، وكانت في حرب مع ميتاني، وقد كان شعب متحالف مع مصر، فقد كتب علماء المصريات ديفيد سيلفرمان وجوزيف فيجنر وجنيفر إلى جانب صراعاتهم مع ميتاني، قد كان الحيثيون قد تسببوا في عدم الاستقرار في الولايات التي تتبع سوريا، فوجدت مجموعة من البدو الرحل كانوا سبب الاضطرابات في سوريا وفلسطين.

كما قالوا أنه بينما كان من الجائز أن يقوم الملوك المصريون السابقون بحملة عسكرية لغرب آسيا بسبب هذه الاضطرابات، ولكن لم يقوم إخناتون بفعل شيئًا، فبعض من العلماء المعاصرين قد أنتقدوا إخناتون، وأشاروا إلى أنه كرس كل جهوده على الأفكار الدينية وبالتالي قد أهتزت مكانة مصر الدولية وتدهورت.

عندما تولى أخناتون العرش، كان لا يزال اسمه هو أمنحتب كما في ولادته، وكان لقبه الرسمي هو الفرعون أمنحتب الرابع، ولكن فيما يقرب من السنة الخامسة من حكمه فقد قام بتغير اسمه إلى اسم أخناتون، وكان هذا الاسم الجديد هو نتاج إيمانه بالدين الجديد وهو يوضح أنه يعبد إله الشمس آتون، فكان الاسم يعني “روح آتون الحية”، فقد قام بتغيير الديانة فور أن أصبح فرعونًا، فقد قرر إخناتون إصلاح الديانة المصرية، ففي خلال آلاف السنين، كانت عبادة المصريون لمجموعة كثيرة من الآلهة مثل آمون وإيزيس وأوزوريس وحورس وتحوت، ومع هذا، كان أخناتون مؤمناً بإله واحد وهو آتون، فبنى أخناتون مجموعة من المعابد لإلهه آتون، كما قام بغلق الكثير من المعابد القديمة ومحو الآلهة القديمة بهدم التماثيل وإزالة النقوش، لم يرضى الكثير من المصريين والكهنة بهذا التوجه.

كانت الزوجة الرسمية لإخناتون هي الملكة نفرتيتي، وقد كانت نفرتيتي ملكة قوية جداً، فقد استطاعت أن تحكم مع أخناتون وأعتبرت ثاني أقوى شخص في مصر، عرفت نفرتيتي من خلال تماثلها أنها كم كانت جميلة، كما كان يُشار إليها في التاريخ أنها هي “أجمل امرأة في العالم”، كما غيير اخناتون الفن بالتابعية مع تغيير الدين، فقد قام إخناتون بوضع تغييرًا جذريًا في الفن المصري، فقبل إخناتون، كان الناس يقدمون مثالاً أمثل وأجسادًا مثالية في النقوش، أما خلال فترة حكم إخناتون، كان الفنانون يرسمون الناس أكثر كيف كانوا يبدون بالحقيقة، وقد كان هذا تغييرًا جذريًا، ومن أبرز وأجمل الأعمال الفنية المميزة من نوعها من مصر القديمة كانت خلال هذه الفترة الزمنية.

عقيدة توحيد لأخناتون

مدح بعض المؤرخين إصلاحات إخناتون كونها هي الأولى في عقيدة التوحيد وما لهذه العقيدة من فوائد كثيرة، لكن هذه الإصلاحات لم تكن ذات قيمة مطلقاً للشعب مصر في ذلك الزمن، وقد كتب المؤرخ ديورانت عناخناتون أن إصلاحاته هو أنه كان أول حكم بارز يدعم التوحيد، ولكن كانت الآلهة المتعددة القديمة من قبل تدهعو إلى السلام والوئام وتطور واحدة من أقوى الثقافات القديمة التي عرفت بكل العالم على الإطلاق.

وقد حفز تعدد الآلهة لدى قدماء المصريين على نظرة عالمية حيث تم توثيق فكرة السلام والتوازن، ولم يكن التسامح الديني مشكلة، برغم عدم وجود كلمة تتماشى بشكل مباشر مع مفهوم “التسامح الديني” في النصوص المصرية القديمة، ولكن كانت هذه السمة المميزة لأي نظام له معتقد توحيدي بأنه يشجع الاعتقاد بأنه حتى يكون على صواب، يستلزم بالضرورة أن تكون الأنظمة الأخرى غير صحيحة، هذا التصميم على أن تكون الطريقة الوحيدة للحقيقة المطلقة مؤدية إلى عدم التسامح مع المعتقدات الأخرى وقهرها، وهذا بالضبط ما حدث في مصر، فقد نُقشت أسماء الإله آمون والآلهة الأخرى فوق المعالم الأثرية في كل أنحاء مصر ، وتم غلق المعابد وحظرت الممارسات القديم، وقد عن هذا الموضوع، كان التأريخ اثناء حقبة عهد إخناتون هو عبارة عن حملة لإلغاء أسماء كل الآلهة ماعدا إله اخناتون وهو الإله آمون، من كل آثار مصر، وقد حدث ذلك بالعنف فقد تم إزالة النقوش الهيروغليفية وهدمها من جدران المعابد والمقابر، أو قد يكون تم تنفيذ ذلك بصورة جزئية على الأقل، من خلال محاربي الأيقونات الأميين، وبالضروري أن يكون هذا وفقاً لرغبة الملك، فقد قام الملك إخناتون بثورة دينية لم يحدث لها مثيل في مصر.

قام كهنة آمون بعمليات إخفاء لكل التماثيل والنصوص من حراس القصر الذين دفعوا لتدمير كا الاثار ومن ثم هجروا مجمعات معابدهم، قد قام إخناتون بتعيين كهنة جددًا، أو قام بإجبار كهنة آمون بالاجبار على خدمة التوحيد الجديد، وأعلن أن إلهته هي الإله الوحيد لمصر.

بناء مدينة تل العمارنة

قرابة عام 1346 قبل الميلاد، قام إخناتون ببناء مدينة لتخلد الإله آتون، ومن ثم أطلق المصريون القدماء على المدينة اسم أختاتون، ولكن حالياً يطلق عليها علماء الآثار تل العمارنة، فقد أضحت تل العمارنة عاصمة لمصر في حكم إخناتون، وكانت تشتمل على القصر الملكي ومعبد آتون العظيم.

كما وجد الأثريون البريطانيون والألمان داخل  “تل العمارنة” الكثير من كنوز ومقابر وحطام  لقصور ومعابد، كما متواجد بالمدينة للآن العديد من المواقع التي تستكمل فيها أعمال الحفر والتنقيب عن آثار تلك المدينة المميزة وكشف أسرارها الكثيرة.

تمتلا “تل العمارنة”بالكثير من الاسرار واصبح هي من المناطق الواعدة في مجال الاكتشافات الأثرية، فقد توصلت إحدى البعثات التابعة للمعهد الفرنسي للآثار الشرقية وجامعة ليفربول الإنجليزية، إلى كيفية نقل المصري القديم للكتل الحجرية بدايةً من المحاجر الخاصة بالمرمر في حتنوب شرق تل العمارنة، من أبرز الاكتشافات الأثرية التي ظهرت في تل العمارنة هو العثور على تمثال الملكة نفرتيتى، وهو الآن في متحف برلين، وقد خرج من مصر عام 1913.

وفاة الملك اخناتون

مات الملك أخناتون قرابة عام 1336 قبل الميلاد، ولكن علماء الآثار غير متأكدين من الشخصية التي أخذت منصب الفرعون بعده، لكن يظهر أنه كان هناك فرعونان يحكمون في تلك الفترة القصيرة قبل أن يتولى توت عنخ آمون وهو ابن أخناتون ليصبح هو فرعونًا، لم يمر وقت طويل بعد حكم إخناتون حتى وصلت مصر إلى دينها التقليدي، فقد رجعت العاصمة إلى مدينة طيبة، ومن بعدها هُجرت مدينة العمارنة، وتم أزالة اسم أخناتون فيما بعد من قوائم الفراعنة لأنه خالف الآلهة التقليدية، وقد أشير له بلقب “العدو” في السجلات المصرية القديمة.

By Lars