قصة البيت الأخير
كان يا ما كان، في زمن قريب، رجل بناء مجتهد ومخلص في عمله.
و يعمل في إحدى الشركات الهندسية الكبيرة، وكان يُعتبر من بين أكثر العمال إخلاصًا وتفانيًا.
كان له بصمته المميزة في كل مشروع يقوم به، ولهذا كانت الشركة تعتمد عليه في إنجاز الأعمال الصعبة في مواقع مختلفة.
مرت السنوات، وكبر الرجل في العمر، حتى وصل إلى سنٍ شعر فيه بالتعب والإرهاق. قرر أنه حان الوقت للراحة والتقاعد ليعيش ما تبقى من حياته مع عائلته وأطفاله الذين أهملهم بسبب انشغاله الدائم بالعمل.
ذهب الرجل إلى مدير الشركة وطلب منه التقاعد. تفاجأ المدير وظهر عليه الحزن لفقدان رجل مخلص مثل هذا العامل. لكنه قرر الموافقة بشرط واحد، فقال للرجل: “سأقبل استقالتك بشرط أن تبني لنا بيتًا واحدًا أخيرًا، وبعدها يمكنك التقاعد.”
لم يكن الرجل متحمسًا لهذا الطلب، فقد كان يشعر بالإرهاق والتعب. لكنه وافق على مضض، وبدأ العمل في بناء البيت. ومع ذلك، هذه المرة لم يعمل بنفس الإخلاص المعتاد. كان كل هدفه أن ينهي المشروع بسرعة ليتمكن من التقاعد. فأهمل التفاصيل ولم يبذل الجهد اللازم لضمان أن يكون البيت متينًا وجميلًا.
عندما انتهى من بناء البيت، عاد إلى المدير وقال له إنه أكمل العمل ويريد التقاعد. ابتسم المدير وقال له: “شكرًا لك على جهودك. وهذا البيت الذي بنيته هو هديتي لك تقديرًا لكل سنوات العمل التي قدمتها لنا.”
صدم الرجل عندما أدرك أن البيت المهمل الذي بناه بسرعة دون إتقان هو بيته الشخصي. شعر بالندم الشديد لأنه لم يبنِه بحب وإتقان، وتذكر حينها أن العمل هو مسؤولية أمام الله وأمام نفسه. ولكن بعد فوات الأوان، أدرك أنه ضيع فرصة بناء بيت يليق به وبعائلته.
وهكذا، أدرك الرجل أن كل عمل نقوم به يجب أن يتم بإتقان وإخلاص، لأن النتيجة قد تعود علينا يومًا ما.
قصة البيت الأخير