قصة حبيب النجار مؤمن آل ياسينقصة حبيب النجار مؤمن آل ياسين

قصة حبيب النجار مؤمن آل ياسين قصة أصحاب القرية التي وردت في سورة يس تعد من القصص القرآنية التي تسلط الضوء على تكذيب بني إسرائيل للرسل والأنبياء، وهي تمثل نموذجاً للمقاومة والعناد أمام دعوات الأنبياء الذين أرسلهم الله لهداية الناس.

القصة كما وردت في القرآن:

يروي القرآن الكريم في سورة يس قصة قوم من قرية أرسل الله لهم ثلاثة رسل لدعوتهم إلى التوحيد والإيمان بالله. في البداية، أرسل الله إليهم رسولين، ولكن أهل القرية كذبوهما. ثم عزز الله الرسولين برسول ثالث، فقالوا لهم: “إنا إليكم مرسلون”. لكن القوم استمروا في التكذيب، فقالوا للرسل: “ما أنتم إلا بشر مثلنا”، وكأنهم لا يصدقون أن الله يمكن أن يرسل بشراً لهدايتهم. حاول الرسل إقناعهم قائلين إنهم جاؤوا بالحق وما عليهم إلا البلاغ، لكن القوم استمروا في عنادهم، وقالوا إنهم يتشاءمون بهم وإن لم يتوقفوا عن دعوتهم فسيرجمونهم.

دور حبيب النجار (مؤمن آل ياسين):

في تلك اللحظة، تدخل رجل صالح من أهل القرية، واسمه حبيب النجار، ويُعرف في بعض الروايات بـ”مؤمن آل ياسين”. هذا الرجل، بالرغم من أنه كان مريضاً ومهماً، آمن بدعوة الرسل وخرج يدعو قومه للإيمان بهم. جاء من أقصى المدينة يسعى وقال لقومه: “اتبعوا المرسلين، اتبعوا من لا يسئلكم أجراً وهم مهتدون”. حاول حبيب إقناع قومه بعبادة الله وحده وترك الأصنام التي لا تنفع ولا تضر.

ولكن أهل القرية لم يستجيبوا لدعوته بل قتلوه بوحشية. ورغم ذلك، كان قلبه مليئًا بالإيمان والرحمة، فدعا الله وهو في لحظات موته قائلاً: “اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون”. وبعد أن قتلوه، أدخله الله الجنة، وهناك قال: “يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين”.

عاقبة التكذيب:

بعد أن قتل القوم هذا الرجل الصالح وكذبوا الرسل، أمر الله جبريل عليه السلام أن يصيح عليهم صيحة واحدة. هذه الصيحة كانت كفيلة بإهلاكهم جميعًا، فلم تبقَ منهم نفس حية. ولم يكن هناك حاجة إلى جند من السماء لإنزال العذاب عليهم، بل كانت مجرد صيحة واحدة كافية لإهلاكهم، وهو ما يعكس مدى قوة وجبروت الله عز وجل.

العبرة من القصة:

تسلط هذه القصة الضوء على عدة جوانب:

  1. عناد الكافرين وتكذيبهم للرسل: يظهر في هذه القصة كيف أن العناد والكفر قد يؤديان بالناس إلى تكذيب حتى أكثر الدعوات وضوحًا وإصرارًا.
  2. الإيمان الفردي: حبيب النجار كان فردًا واحدًا، لكنه وقف في وجه قومه بأكملهم ليؤمن بالحق، مما يعكس أن الإيمان يمكن أن يبدأ من شخص واحد فقط.
  3. جزاء الصالحين: بالرغم من أن حبيب النجار قتل بوحشية، إلا أن الله كرمه بالجنة، وهذا يعكس أن الجزاء عند الله ليس في الدنيا فقط بل في الآخرة أيضًا.
  4. العذاب للكافرين: القوم الذين كذبوا الرسل وقاموا بقتل الصالحين، لم ينالوا عاقبة أفعالهم في الدنيا فقط، بل توعدهم الله بعذاب أليم في الآخرة.

قصة حبيب النجار مؤمن آل ياسين

هذه القصة تحمل درسًا مهمًا عن ضرورة الاستجابة لدعوات الحق والإيمان بالله وترك التكذيب والعناد، كما تبرز أهمية الإيمان الصادق حتى لو كان الشخص وحيدًا في مواجهته للباطل.

المصدر:عرب كلوب

الأبراج اليومية على الفاسبوك

By Lars