قصة طفل الضائع
في يومٍ من الأيام، ذهبت أم مالك برفقة ابنها الصغير البالغ من العمر خمس سنوات إلى السوق الكبير الموجود في المدينة. كان مالك سعيدًا للغاية،
فقد كانت هذه أول مرة يذهب فيها إلى هذا السوق الكبير الذي طالما سمع عنه الكثير من الحكايات الممتعة من أمه.
بينما كانوا في الطريق إلى السوق، أوقفت الأم ابنها وقالت له: “يا مالك، السوق مزدحم جدًا من الداخل،
لذا يجب أن تمسك بيدي ولا تتركها أبدًا مهما كان.”
أجاب مالك وهو يبتسم: “حاضر يا أمي، لن أترك يدك مهما كان.”
عند وصولهم إلى السوق، انبهر مالك بمختلف الألعاب المعروضة التي تملأ السوق بألوانها الزاهية وأشكالها الجميلة. بدأ يشير إلى أمه طالبًا أن تشتري له كل الألعاب التي رآها، لكن الأم طلبت منه أن يصبر قليلًا حتى تنتهي من شراء مستلزمات المنزل.
وأثناء انشغال الأم بحمل الأغراض، انجذب مالك إلى الألعاب التي كانت معروضة بجانبه، وفي لحظة سهو، أفلت يد أمه وبدأ يتجول بمفرده وسط الزحام، محاولًا اكتشاف الألعاب الرائعة التي تملأ المكان.
بعد لحظات، لاحظت الأم اختفاء مالك وبدأت تبحث عنه في كل زاوية من السوق. شعرت بالخوف والذعر وهي تنادي على ابنها دون أن تجد له أثرًا.
قصة طفل ضائع
على الجانب الآخر، جلس مالك بجوار امرأة عجوز تبيع الألعاب. كانت العجوز تبتسم له وسألته برفق: “هل جئت لتشتري لعبة؟”
هز مالك رأسه، لكنه لم ينطق بكلمة. سألته العجوز مجددًا: “أين أمك يا صغيري؟” لكنه بقي صامتًا وهو ينظر إلى الألعاب.
بدأ الخوف يتسلل إلى قلب مالك بعد أن أدرك أن أمه ليست معه، فأخذ يبكي. شعرت العجوز بما يمر به الطفل وفهمت أنه قد تاه عن أمه. قامت على الفور بتهدئته وأعطته لعبة جميلة كي يتوقف عن البكاء، ثم قررت أخذه إلى قسم الشرطة الموجود في السوق.
عندما وصلوا إلى قسم الشرطة، وجدت العجوز امرأة تبكي أمام الشرطي. وفور أن رأى مالك تلك المرأة صاح بصوت عالٍ: “أمي!” هرعت الأم إليه وأخذته بين ذراعيها وهي تشكر الله على عودته.
شكرت الأم العجوز على مساعدتها، واعتذر مالك لأمه ووعدها ألا يترك يدها أبدًا مرة أخرى.