قصة الحطاب والغنيقصة الحطاب والغني

قصة الحطاب والغني

في قديم الزمان، كان هناك رجل غني يعيش في مدينة كبيرة عالية الأسوار. كان هذا الرجل من أثرياء المدينة المعدودين، وقد كان يمشي في الطرقات متباهيًا بثروته، مرتديًا ملابس باهظة الثمن ومجوهرات لامعة. كان فخورًا بغناه، يمشي في شوارع المدينة بعجرفة وتعالٍ.

في يوم من الأيام، بينما كان هذا الرجل الغني يسير في أحد شوارع المدينة، صادف حطابًا فقيرًا يمشي خلفه. كان الحطاب يحمل على ظهره حزمة كبيرة من الحطب الثقيل، وكان يتعجل في طريقه حتى يتمكن من تسليم الحطب والتخفيف من حمله الثقيل. وبينما كان يسير خلف الغني، بدأ الحطاب يصيح بصوت عالٍ: “افسحوا لي الطريق! حملي ثقيل ويجب أن أمضي سريعًا!”

لكن الرجل الغني تجاهل نداءات الحطاب المتكررة، وتعمّد الوقوف في طريقه، مانعًا إياه من المرور. لم ينتبه الحطاب بسبب الحطب الذي يحجبه عن رؤية الطريق أمامه، واصطدم عن غير قصد بالرجل الغني، مما تسبب في تمزيق ثوبه الفاخر.

اشتعل الغني غضبًا، وذهب فورًا إلى قاضي البلاد ليشكو الحطاب الفقير ويطالبه بالتعويض عن ثوبه الممزق. استدعى القاضي الرجلين لسماع القضية.

قصة الحطاب والغني

عندما وصلا إلى المحكمة، سأل القاضي الحطاب: “لماذا لم تنبه الرجل الغني بأنك تحمل حملاً ثقيلاً وتطلب منه إفساح الطريق؟”

لم يرد الحطاب. وهنا غضب القاضي وقال للرجل الغني: “كيف تتهم هذا الرجل الذي لا يتكلم ولا يستطيع النطق؟ كيف تطالبه بإفساح الطريق دون أن ينبهك؟”

رد الرجل الغني متعجبًا وقال: “لا، يا سيدي القاضي، هذا الرجل كان ينادي ويصيح بصوت عالٍ، يطلب منا إفساح الطريق!”

ابتسم القاضي وقال: “إذاً، بما أنك اعترفت أن الحطاب نادى وطلب منك الطريق، فهذا يعني أنك لم تفسح له الطريق عمدًا. أنت المخطئ هنا، وليس له أي ذنب فيما حدث. لقد تعمدت إزعاجه ووقفته في طريقه.”

أصدر القاضي حكمه ضد الرجل الغني، مؤكدًا أن من لا يفسح الطريق للآخرين يجب أن يتحمل عواقب أفعاله، وأن العدل يتطلب من الجميع التعاون وعدم التكبر.

وهكذا تعلم الرجل الغني درسًا قاسيًا، وهو أن المال والجاه لا يمنحان الحق في التعالي على الآخرين، وأن التواضع والتعاون هما السبيل إلى العيش بسلام مع الناس.

المصدر:عرب كلوب

الأبراج اليومية على الفاسبوك

By Lars