قصة الشاطر حسن
يحكى أنه في قديم الزمان، كان هناك شاب فقير يدعى الشاطر حسن. كان يعمل صيادًا في إحدى القرى القريبة من قصر الملك. بالرغم من حياته البسيطة، إلا أن حسن كان معروفًا بطيبته وشهامته. وبينما كان الشاطر حسن يصطاد يومًا على شاطئ البحر، رأى فتاة جميلة للغاية تقف على الشاطئ، وكانت تبدو غنية وذات مكانة، إذ كان يحيط بها عدد من الحراس. أحب حسن هذه الفتاة من أول نظرة وتمنى أن يراها مجددًا.
في اليوم التالي، عاد حسن إلى الشاطئ على أمل أن يرى الفتاة مرة أخرى، وبالفعل كانت هناك، محاطة بحراسها. تكررت لقاءاتهما الصامتة يومًا بعد يوم، وكان قلبه يخفق في كل مرة يراها فيها، إلا أنه لم يكن يجرؤ على الحديث معها.
ولكن في يومٍ من الأيام، اختفت الفتاة فجأةً من الشاطئ، ولم تعد. شعر حسن بالحزن الشديد وبدأ يبحث عنها في كل مكان. وبينما كان يتجول باحثًا، شعر بالإرهاق الشديد وجلس ليستريح، فإذا برجل قوي يتقدم نحوه ويخبره أن عليه الذهاب معه إلى قصر الملك فورًا لأن الأميرة – وهي الفتاة التي كان يراها – ترغب في رؤيته.
عندما وصل حسن إلى القصر، علم أن الأميرة مريضة للغاية، وأن جميع الأطباء قد فشلوا في علاجها. أخبرت الأميرة والدها أنها ترغب في الخروج في نزهة بحرية، ولكن فقط مع الصياد الذي كانت تراه كل يوم على الشاطئ – الشاطر حسن. وافق الملك على طلبها، وانطلق حسن مع الأميرة في قاربه المتواضع. أثناء الرحلة، كان حسن يحكي للأميرة مغامراته وقصصًا مسلية، مما جعل الأميرة تشعر بالتحسن تدريجيًا حتى استعادت صحتها بالكامل.
أصبح الشاطر حسن مغرمًا بالأميرة أكثر، وتمنى أن يتزوجها. ولدهشته، كانت الأميرة تبادله نفس الشعور، وطلبت من والدها الملك أن تتزوج حسن. شعر الملك بالحيرة والحزن، فهو يرى أن الصياد الفقير لا يمكن أن يكون زوجًا لابنته الأميرة. لذلك فكر في حيلة ليمنع هذا الزواج.
قصة الشاطر حسن
طلب الملك من الشاطر حسن مهرًا مستحيلًا – جوهرة ليس لها مثيل في الأرض. كان الملك واثقًا من أن حسن لن يتمكن من العثور عليها، وبالتالي سيتراجع عن طلب الزواج. عاد حسن إلى منزله وهو يشعر بالحزن، وظل يفكر في كيفية إيجاد تلك الجوهرة.
في اليوم التالي، خرج حسن ليصطاد كعادته، ولكنه لم يصطد سوى سمكة واحدة صغيرة. قرر أن يطهوها ليأكلها، ولكن قبل أن يبدأ في طهيها، سمع صوتًا غريبًا. كانت السمكة تتحدث إليه وتقول: “أنا أحمل في بطني جوهرة ليس لها مثيل.” تعجب حسن من كلام السمكة، ففتح بطنها، ووجد الجوهرة الثمينة التي طلبها الملك.
عاد حسن إلى القصر مسرعًا، وقدّم الجوهرة للملك. تعجب الملك من حسن حظه وقدرته على إيجاد الجوهرة النادرة. ولم يكن أمامه خيار سوى الموافقة على زواج الأميرة من الشاطر حسن.
وهكذا، تزوج الشاطر حسن من الأميرة وعاشا معًا في سعادة وهناء، محققين حلمهما في تبات ونبات، وترك خلفهما قصة حب تتحدث عنها الأجيال.