قصص مبكية عن الرسول صلى الله عليه وسلم سيرة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام تفيض بالعظمة والتضحيات، فهو النبي الذي عاش حياته يتيمًا،
وعانى الكثير من المشقة في سبيل نشر رسالة التوحيد. قصة حياته تمتلئ بالصبر،
التضحية، والعطاء اللامحدود للبشرية جمعاء.
طفولة النبي عليه الصلاة والسلام: وُلد النبي محمد عليه الصلاة والسلام يتيمًا،
فقد مات والده عبدالله قبل ولادته. عاش في رعاية أمه آمنة بنت وهب التي توفيت عندما كان في السادسة من عمره أثناء عودتهما من زيارة أخوال أبيه في المدينة المنورة،
حيث دفنت في منطقة تُسمى الأبواء. عاد النبي إلى مكة مع حاضنته أم أيمن،
ليصبح بلا أب ولا أم. تربى في كنف جده عبدالمطلب ثم بعد وفاة جده، انتقل لرعاية عمه أبي طالب.
إيذاء قريش للنبي عليه الصلاة والسلام: بعد بعثته عليه الصلاة والسلام،
واجه النبي الكريم أشد صور الإيذاء من أقرب الناس إليه. من أبرز هؤلاء أبو لهب،
عمه الذي كان يكذبه ويحرص على إيذائه رغم علمه بأخلاقه الكريمة،
وقد بلغ به الأمر أن أمر ولديه بتطليق بنتي النبي عليه الصلاة والسلام رقية وأم كلثوم إيذاءً له.
إيذاء المسلمين في مكة:
كان النبي عليه الصلاة والسلام يعاني من تكذيب قريش المستمر، فقد تمادى أبو جهل وأصحابه في إيذائه،
حتى أنهم وضعوا أمعاء الذبائح على ظهره الشريف وهو ساجد عند الكعبة. ومع كل هذا الإيذاء،
كان النبي صابرًا لا يرفع رأسه حتى أزالت ابنته فاطمة رضي الله عنها الأذى عنه.
حصار شعب أبي طالب: عندما اشتد الإيذاء،
قررت قريش حصار بني هاشم في شعب أبي طالب لمدة ثلاث سنوات.
كان الحصار قاسيًا جدًا لدرجة أن بكاء الأطفال من الجوع كان يسمع من خارج الشعب،
وقد أُجبر المسلمون على تقاسم القليل من الطعام بينهم.
عام الحزن:
في عام سمي بـعام الحزن، فقد النبي عليه الصلاة والسلام زوجته الوفية خديجة بنت خويلد،
التي كانت أول من آمنت به وساندته في أصعب الأوقات. وفي نفس العام،
فقد أيضًا عمه أبا طالب الذي كان يحميه من بطش قريش. مع وفاة خديجة وأبي طالب،
اشتد حزن النبي عليه الصلاة والسلام وازداد إيذاء قريش له.
وفاة ابنه إبراهيم:
في سنواته الأخيرة، رزق النبي عليه الصلاة والسلام بابنه إبراهيم من مارية القبطية،
وكان يشبه النبي كثيرًا. لكن فرحة النبي لم تدم طويلًا، فقد توفي إبراهيم وهو ابن ستة عشر شهرًا.
بكى النبي إبراهيم بحرقة، ولكنه عليه الصلاة والسلام قال: “إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا”.
قصص مبكية عن الرسول صلى الله عليه وسلم
تُعَلِّمنا هذه السيرة العظيمة كيف أن نبينا عليه الصلاة والسلام لم يكن يسعى إلا إلى مرضاة الله، بالرغم من كل ما واجهه من الإيذاء والصعاب. تحمل المشقة، صبر، وثبت على رسالته، وقد أثمر صبره ودعوته بانتشار الإسلام ورسوخه في قلوب المؤمنين.