قصة عن الرفق بالآخرين يحكى أنه في يوم من الأيام، كان هناك معلم محبوب لدى جميع تلاميذ المدرسة، فهو كان ودودًا وقريبًا من الجميع. وفي نهاية يوم دراسي، اصطحب المعلم أحد التلاميذ في طريقه إلى المنزل. كانا يتحدثان ويستمتعان بالوقت سويًا، والطالب سعيد كثيرًا برفقة معلمه، لأنه كان طيب القلب ودودًا للغاية.
وأثناء السير، وجد المعلم والطالب حذاء قديمًا مهترئًا، مليئًا بالثقوب. كان واضحًا أن الحذاء يعود لرجل فقير قد خلع حذاءه ليتابع عمله في الحقل المجاور، ثم سيعود لارتدائه بعد انتهاء عمله. لم يعر المعلم اهتمامًا كبيرًا للأمر، لكن الطالب شعر برغبة في اللعب، فقال لمعلمه: “يا أستاذي الفاضل، ما رأيك أن نأخذ هذا الحذاء ونخفيه، ثم نختبئ لنرى ردة فعل الرجل عندما لا يجد حذاءه؟ سيكون موقفًا مضحكًا!”.
تفاجأ المعلم من اقتراح التلميذ، لكنه لم يغضب منه، بل قال له بحكمة: “يا بني، ما رأيك أن نغير الخطة قليلاً؟ بدلًا من أن نختبئ ونضحك على الرجل المسكين، ماذا لو جربنا فعل شيء مختلف؟”. تعجب التلميذ من اقتراح معلمه وسأله: “وما الذي تقترحه يا أستاذي؟”.
قصة عن الرفق بالآخرين
قال المعلم: “معك بعض النقود، أليس كذلك؟ ما رأيك أن تضع عملتين نقديتين في كل حذاء من حذاء الرجل، ونختبئ وراء الشجرة الكبيرة هناك ونراقب ماذا سيفعل؟ بدلاً من إضحاكنا على حسابه، قد نرى ردة فعل أجمل بكثير”.
أعجب التلميذ بفكرة معلمه ووافق على الفور. ذهب إلى الحذاء، ووضع عملة نقدية في كل فردة من الحذاء، ثم اختبأ مع معلمه خلف الشجرة، منتظرين خروج الرجل من الحقل. وبعد فترة قصيرة، خرج الرجل الفقير من عمله، بدا عليه الإرهاق والتعب الشديد. همّ ليرتدي حذاءه، ولكن عندما وضع قدمه في الحذاء الأيمن، شعر بشيء بداخله. أخرج الحذاء من قدمه ليجد عملة نقدية.
تعجب الرجل كثيرًا، ونظر حوله بحثًا عن الشخص الذي قد يكون قد ترك المال، لكنه لم يجد أحدًا. وضع العملة في جيبه وهمّ ليرتدي الحذاء الآخر، فإذا به يجد عملة أخرى. في تلك اللحظة، انفجر الرجل بالبكاء، وخرّ ساجدًا على الأرض. رفع يديه إلى السماء قائلاً: “الحمد لله، شكرًا لك يا رب العالمين. اليوم قد رزقتني بمالٍ يعينني على علاج زوجتي المريضة وشراء طعام لأطفالي الجوعى”.
شاهد التلميذ هذا المشهد ولم يتمالك نفسه من البكاء. تأثر بشدة من دعاء الرجل وشكره لله. عندها نظر التلميذ إلى معلمه وقال: “أشكرك على هذا الدرس العظيم، لقد علّمتني اليوم شيئًا لن أنساه أبدًا. الرفق بالآخرين ومساعدتهم أفضل بكثير من الضحك على حسابهم”.
فابتسم المعلم وقال: “تذكر دائمًا يا بني، أن الرفق والكرم مع الآخرين قد يغير حياتهم للأفضل، فالكلمة الطيبة واليد المعطاءة قد تصنع معجزات في قلوب الناس”.