كان عبود من أشهر مصلحي الدرجات الهوائية في الحي الذي يسكن فيه ، وقد مكنته حرفته تلك من أن يقيم العلاقات الاجتماعية ، والتي تطورت في حالات عديدة إلى صداقة ، وكان الإقبال على ورشة عبود شديداً ، مما كان يثير غيرة المنافسين في هذا المجال .

وكان عبود يعلم ذلك بل وكان نشاط الورشة ، لا يكتفي بالتصليح بل كان عبود يمتلك العديد من الدرجات النارية ، التي كان يعيرها للإيجار للأطفال والكبار ، بفترة زمنية محددة بل وكان يتاجر في الدراجات الهوائية المستعملة ، ومن كل ذلك استطاع عبود بناء ثروة صغيرة .

نمو ثروة المعلم عبود :
بعد عدة سنوات أستطاع عبود أن يفتح محلاً صغيراً ، لبيع الدراجات الهوائية وبعدها أوسع نشاطه إلى بيع الدراجات النارية الخفيفة ، وترك ورشته القديمة بل وكان أصدقاءه يمزحون معه ، بأنه استطاع التخلص من آثار الزيت من يده ، ولكن كان يوضح لهم أن الأمر تطلب مجهود وعمل لسنوات عديدة .

وزاد الإقبال على شراء الدرجات الهوائية والنارية ، ومع ارتفاع الطلب نمت ثروة عبود أكثر فأكثر ، وصار نجاحه مضرباً للأمثال ولم يعد المعلم عبود يركب الدراجة النارية ، كما كان بل صارت له سيارة خاصة به ، اشتراها من معرض لبيع السيارات الجديدة ثم اتجه عبود للاستثمار ، في الأراضي الفلاحية والعقارات .

أبناء المعلم عبود :
كان لدى السيد عبود ولد اكبر يدعى عبد الحميد ، حيث كان لا يبالي بالتحصيل الدراسي ، فبدأ يستقطبه للمحل التجاري في أوقات فراغه ، وعندما وجد منه ميلاً للعب صار يفرض عليه أوقات عمل محددة .

وقد كان متيقناً بأنه لن يتمكن ، من الحصول على شهادة دراسية ، فألحقه رسمياً ونهائياً بالمتجر ، وجعله والده يعمل في المتجر لمدة ثلاثة اشهر متتالية بدون أجر ، وأخبره والده أن تلك الفترة ستكون تدريباً له ، وسيكون تحت المراقبة فعليه إثبات جدارته ، بما سيوكل إليه من مهام ، وإلا عليه أن يبحث عن عمل أخر ويتولى أمر حياته .

لم يكن أمام عبد الحميد إلا إثبات جدارته مع والده ، لأنه يعلم جيداً انه لن يستطع تحمل العمل مع جهة اخرى ، وهذا القرار اضطره إلى أن يبعد عن أصدقاءه ، وكان أقربهم يدعى عماد ، والذي كان والده يملك مقاولة كبيرة في البلدة ، وكان الفتى مدللاً .

وفاة المعلم عبود :
بعد عدة سنوات فكر المعلم عبود في التقاعد ، وأن يسلم أولاده تولي شئون المتاجر الخاصة به ، وكان المعلم عبود يود أن يزوج أولاده قبل وفاته ، لكن كثرت أمراضه ومات وخلف ثروة كبيرة تحتاج لمن يحميها من العبث ، وظنت زوجته الأرملة أن أولاده من سيحمون ثروة والدهم بعد وفاته .

ارتبط عبد الحميد بفتاة من بلدة أخرى ، وشوهدت معه على دراجته النارية ، عده مرات وفكرت والدته أن تستقصي أمر تلك الفتاة ، حتى ما أن يثبت لها إنها تليق بولدها زوجة زوجته إياها .

تراجع ثروة المعلم عبود :
وفى خلال العام الأول من وفاة المعلم عبود ، بدأ نشاط المتاجر يتراجع ، وظهرت فواتير كثيرة ، لم تدفع وتوقف المزودين عن تزودي المتجر ، بمزيد من الدراجات النارية والهوائية ، وما لبث أن اغلق وأختفي عبد الحميد ، ورأت زوجة عبود أن ما بناه في سنوات ، عديدة ينهار بسرعة البرق .

اختفاء عبد الحميد :
بعد عدة أشهر ظهر عبد الحميد ، وقد كان في حالة صحية رديئة ، وظل في المنزل ليلة واحدة ، وتركه في صباح اليوم التالي حيث رأته أمه يغادر المنزل باكراً ، في صباح اليوم التالي ، وحينها أبلغت ابنها الأصغر مراد في الخروج ، والبحث عن أخيه عبد الحميد ، وقرر مراد أن يتوجه إلى صديق أخيه ، الأقرب عماد ليسأله عن عبد الحميد ، وما أن وصل إلى منزله حتى علم أنه ، لم يأتي إلى المنزل منذ عدة أيام .

وفاة عماد صديق عبد الحميد :
ولكن أهل عماد أخبروه بأن عبد الحميد ، يسكن منزلاً قريباً من مطعم الجزيرة ، وسرعان ما توجه مراد إلى ذلك العنوان ، حيث وجد منزلاً تحيط به حديقة وعندما نظر من بوابة المنزل ، رأى رجلاً متكئاً على جذع الشجرة في الحديقة .

أقترب منه وإذ به هو عبد الحميد ، وكان نائماً ووجهة شاحباً فحمله ، وكان يبدو كالميت فحمله مسرعاً إلى أقرب مشفى ، اخبره الطبيب أن عبد الحميد ، يعاني من آثار تناول جرعة كبيرة من المخدرات ، وحالته تبدو سيئة ومتأخرة .

بعد مرور 6 ساعات بدأ عبد الحميد ، في استعادة وعيه وأخبر أخيه مراد ، أنه ترك عماد فاقداً الوعي في الطابق الاعلى ، من منزله فعاد مراد مسرعاً ، إلى هناك وجد عماد جثة بدأ يدب فيها التحلل ، لاحقاً أعترف عبد الحميد بأن تلك الفتاة ، التي كانت تصاحبه كانت تزودهما بالمخدرات ، ولما نفذا ما كان معهما من مال اختفت 

By Lars