كانت السماء صافية والشمس ساطعة والبحر هادئًا تجمع الصيادون قرب الشاطئ يفرغون قوارب صيدهم من الأسماك واللؤلؤ بعد رحلة شاقة في أعماق البحر وكان في استقبالهم أسرهم وأبنائهم الصغار يلعبون ويمرحون قرب الشاطئ بعضها يمارس السباحة .

وعندما أشرف بعضهم على الغرق أسرع إليه الدولفين وقامت بإنقاذه وكانت تزور الشاطئ أحيانًا مجموعة من أسراب الإخطبوط المخيفة وعندما تقترب من الشاطئ يهرب الأطفال بعيدًا ، فكان الأطفال يقبلون على الدولفين ويقدمون له أعواد القصب وغيرها من الحلوى وكلما اقترب الدولفين من الشاطئ يسرع الأطفال فيمارسون هواية السباحة والبسمات تعلو وجوههم لوجود الدولفين لشعورهم بالأمان بقربه .

وكلما اقترب الاخطبوط من الشاطئ يصاب الأطفال بالخوف ويهربون بعيدًا ، وكان الدولفين يحاول إبعاد الإخطبوط عن الشاطئ حتى لا يسبب لهم الإزعاج والخوف ، قام الاخطبوط بجمع عددًا من أصدقائه رافضًا طلب الدولفين بالابتعاد عن الشاطئ وقام الدولفين هو الأخر بجمع عددًا من الدلافين للوقوف إلى جانبه وأصبح الموقف نوعًا من التحدي ، طلب الدولفين من أحد صيادي الأسماك في البحر أن يعطيه حبلًا ، أمسك به الدولفين وقامت الدلافين الأخرى بتطويق أفراد الإخطبوط بالحبل .

ولفت الحبل فوق أذرعها القوية وكلما حاولت التخلص منه أزداد الحبل التفافًا عليها وأصبحت في موقف صعب ثم قامت الدلافين بجرها إلى الشاطئ وعندما شعرت بالضيق والخطر يداهمها قال أحدها اتركونا نرحل ولن نرجع إلى الشاطئ لا نستطيع العيش خارج الماء قال لهم الدولفين لا أريد رؤيتكم على الشاطئ مرة أخرى وإن حاولتم العودة سوف تكون نهايتكم ، فرح الأطفال بما قامت به الدلافين من ابعاد جماعة الإخطبوط بلا عودة وكان شعورهم بالارتياح والآمان عظيمًا حقًا إن الدولفين صديق الإنسان .

من قصص كليلة ودمنة..

By Lars